رواية نبيل سليمان الجديدة ممنوعة في سوريا

أبوظبي (الاتحاد) منعت سلطات الرقابة السورية توزيع رواية «ليل العالم» لنبيل سليمان في سوريا، الصادرة مع عدد مجلة «دبي الثقافية» لشهر يناير الحالي، عن دار الصدى في دبي، بينما سمحت بتوزيع المجلة نفسها. وكانت الرقابة السورية قد منعت توزيع رواية نبيل سليمان السابقة «جداريات الشام - نمنوما»، التي صدرت عن الناشر نفسه مع عدد مايو من مجلة «دبي الثقافية»، وشمل المنع في حينه الرواية وعدد المجلة. ورواية نبيل سليمان الجديدة «ليل العالم» هي الرقم 21 للمؤلف، وهي الكتاب رقم 52 في مؤلفاته التي صدر أولها عام 1970، وهو رواية «ينداح الطوفان». وإذا كانت رواية «جداريات الشام - نمنوما» قد قدمت بانوراما جارحة لما عاشته سوريا سنة 2011 في المظاهرات السلمية والقمع الدامي الذي ووجهت به، وظهور العسكرة في المعارضة، فإن رواية «ليل العالم» قد قدمت بانوراما جارحة أيضاً لسنوات الزلزال السوري منذ 2011 حتى مطلع 2015، ولكن من خلال البؤرة الأكثر دموية وتعقيداً: أي مدينة الرقة التي صارت مركزاً لتنظيم (داعش) الإرهابي. وكان نبيل سليمان قد عاش في مدينة الرقة ما بين 1967- 1972، وهي السنوات التي طالما ردد أنها وشمت روحه. وإذا كانت صلة الكاتب بالرقة ظلت وثيقة وحميمية، فلطالما ردد بأنه لم يجرؤ على أن يكتب حرفاً عنها، لكأنه كان بانتظار الزلزال، فجاءت روايته «ليل العالم» لترسم المدينة التي كانت عاصمة هارون الرشيد منذ هزيمة 1967 حتى الأمس القريب 2011، الذي انطلقت فيه المظاهرات السلمية مطالبة بالتغيير، فجوبهت بالرصاص، حتى سيطر عليها عام 2013 المسلحون من الجيش الحر وأحرار الشام وجبهة النصرة وداعش، وما تلا ذلك من الصراعات بين المسلحين، إلى أن انفردت داعش بالرقة. وحفرت رواية «ليل العالم» عميقاً بكل ذلك، وحيث الواقع والتوثيق أغرب وأثرى من كل خيال، كما هي الحياة اليومية في العشق والخنق وقطع الرؤوس والتخفي والمقاومة والقصف بالبراميل المتفجرة والغناء والفساد وتحطيم التماثيل والتحريمات وو... وبما هو كل ذلك جزء من الزلزال السوري، فلماذا منعت الرقابة السورية توزيع هذه الرواية في سوريا إلا أن يكون السبب اختلافها أو تناقضها مع الروايات الرسمية لزمن الزلزلة، مثلما كان السبب في منع الرواية السابقة «جداريات الشام - نمنوما»؟