السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السين».. أستاذ الإنطباعيين الفرنسيين

«السين».. أستاذ الإنطباعيين الفرنسيين
21 ابريل 2010 20:27
تعيش باريس منذ بداية شهر أبريل الجاري حدثاً فنّياً مهماً. وهي تعيد الآن إضاءة الشموع حول لوحات عامرة بالأحاسيس كتب لها أن تحظى بشهرة طائرة، أصحابها روّاد كبار في المدرسة الانطباعية الفرنسية. ولقد قدّر لهذه الأعمال النادرة أن تحظى بمعرض خاص تستضيفه صالات وأروقة “المتحف الانطباعي الجديد” في ضاحية جيفيرني غرب باريس. أطلق المعرض تحت شعار “انطباعيون على ضفاف السين”، وقدمت فيه أعمال نادرة لروّاد كبار من أمثال كلود مونيه (1840- 1926) صاحب اللوحة الشهيرة “بركة السوسن”، وجوستاف كاييبوت (1848- 1894) صاحب لوحة “رحلة القارب”، وغيرهم. وتضجّ صالات وأروقة المعرض بالمعاني والدلالات التي تشير كلها إلى أن “السين” كان ملهم الفنانين التشكيليين الفرنسيين؛ وعلى ضفافه نشأت المدرسة الانطباعية وترعرت. ومن يستقرئ الدلالات والأبعاد الحسّية لهذه الأعمال، فسوف يشعر وكأن مياه السين كانت تجري في عروق أصدقاء “مونيه” وتتسلل إلى مركز التصوّر والإبداع في أناملهم، وتقدح مخيلاتهم حتى يخرجوا بهذه الصور التعبيرية الحيّة. ولم يكن هذا التفاعل الحسّي العميق بين كلود مونيه ونهر السين صنيع الصدف؛ فلقد قضى حياته في المقاهي المنتشرة على ضفتيه. ومنه كان يستقي الأفكار التي سرعان ما تتحول إلى تعبيرات ناطقة بعد معالجتها بألوان الزيت والفرشاة. وكان “كاييبوت” يفضّل الاقتراب أكثر وأكثر من هذا المنبع الطبيعي الثري للإبداع حتى أصبح من مدمني الإبحار فوق مياهه الزرقاء التي تتدفق بغزارة. وكان التركيز على هذه العلاقة الحميمية بين الفن الانطباعي ونهر السين العظيم، أحد الأهداف المهمة لتنظيم معرض باريس الذي يسعى إلى إبراز مدى تأثير “السين” على روّاد الحركة التشكيلية الإبداعية في فرنسا. وهو يلقي الضوء أيضاً على طبيعة الحياة التي كانت سائدة على ضفتي النهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ويمكن للمرء أن يستقرئ من اللوحات المعروضة مدى تعلّق الناس بالحياة الطبيعية في تلك الأيام، وأن يقارن تلك الأيام، بالوضع السائد الآن بعد أن تسللت الثورة الصناعية إلى هذه المشاهد الطبيعية المؤثرة وعملت على تخريبها وطمس المدلولات الحسّية التي كانت تحملها. وتقول مارينا فيريتي المشرفة على تنظيم معرض “الانطباعيون على ضفاف السين”: “لقد كان السين في ذلك الوقت قادراً على خلق مدرسة جديدة في الرسم خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر لأنه كان يمثل منبعاً صافياً للخلق والإبداع الفني”. وتمضي فيريتي في وصف هذه العلاقة حيث تقول: “إن التعبير عن أسرار الحياة ذاتها هو ما كان يبتغيه الانطباعيون من تدبيج ألوانهم وبناء لوحاتهم. وكانوا يفضلون إبراز عناصر الثورة الصناعية في هذه اللوحات من خلال تعمّد إظهار بعض رموزها مثل مداخن المصانع أو الجسور الحديدية”. ولعب ضوء المصابيح دوره البارز في هذه الأعمال، لأنه كان يعدّ من رموز الثورة الصناعية ومن أهم نتاجاتها الحضارية. واجتمعت على جدران أروقة وصالات المتحف أكثر من 50 لوحة ناطقة لتمثل جزءاً مهماً من هذا المهرجان الانطباعي الذي سيترافق أيضاً مع العروض الموسيقية والمحاضرات الأدبية والتاريخية والفنية والمسرحية والسينمائية. وسوف تشهد صالات مسرح “روين” عروض الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©