الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بين فرح وحزن وحسرة وأمل.. سوريون ينتظرون أحبة في حافلات الإجلاء

بين فرح وحزن وحسرة وأمل.. سوريون ينتظرون أحبة في حافلات الإجلاء
26 مارس 2018 20:37
منذ ثلاثة أيام، تنتظر ميس أحمد عند معبر حرستا، آملة أن تقل الحافلات الخارجة من جنوب الغوطة الشرقية شقيقها ووالدها المخطوفين لدى الفصائل المعارضة منذ أكثر من أربعة أعوام.
 وتراقب الفتاة العشرينية الطريق الذي تسلكه الحافلات وهي تقلّ آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين من آخر معاقلهم قرب العاصمة، وتقول لفرانس برس «أخاف أن يخرجا ليلاً وألا يجداني بانتظارهما، سأبقى هنا حتى يتحرّرا».
 على غرار ميس، يجلس العشرات من أهالي المخطوفين عند المعبر على أمل رؤية قريب مخطوف لدى الفصائل المعارضة انقطعت أخباره منذ مدة طويلة. وتوافد هؤلاء بعدما بلغهم أن اتفاقات الإجلاء التي توصلت إليها روسيا مع الفصائل المعارضة تشمل الإفراج عن مخطوفين وتبادل سجناء.
 وتروي ميس بينما تمسح دموعها «تواصلت معهما قبل شهر، وأخبراني أنهما بخير، لكن بعد ذلك انقطع الاتصال، وليس لدي سوى الأمل بالله».
 ومنذ وصولها من مدينة طرطوس الساحلية في غرب البلاد، تنام ميس على العشب اليابس لعدم توفر مكان تلجأ إليه في المنطقة، وتتقاسم مع الجنود السوريين الموجودين في المكان طعامهم.
 وخُطفت ميس مع أبيها حسام وشقيقها زين في ديسمبر 2013. وأفرج عنها قبل ثلاث سنوات في إطار عملية تبادل سجناء بين الفصائل ودمشق.
 وتتنهّد ميس وهي تراقب حركة الخارجين من المعبر، ثم تقول بحزن شديد «ذابت عيناي من البكاء، وتقطّع قلب أمي من الانتظار، وهي مريضة تركتها في المشفى (...) ستُشفى أمي على الفور حين تسمع أن أخي وأبي بخير».
وما يزال آلاف الأشخاص مفقودين في سوريا. ولا يُعرف ما إذا كانوا مخطوفين، أحياء أو أمواتا. ويُعد ملف المفقودين أحد الملفات الأكثر تعقيداً التي خلّفتها الحرب في سوريا منذ اندلاعها في العام 2011.
 ويتجمّع العشرات من الأهالي في كل مرّة يُعلن فيها خروج مقاتلين من محيط العاصمة وريفها.
 وتنتظر عائلة سلّوم في حرستا ابنها عهد الذي خطفه المقاتلون المعارضون في عدرا العمالية منذ أكثر من أربعة أعوام، لم تتمكن خلالها من التحدث معه إلا ثلاث مرات.
 ومنذ خطفه، لم تخلع صباح، والدة عهد، اللون الأسود بعدما قطعت وعداً على نفسها بعدم ارتداء الملابس الملونة إلا بعد الإفراج عنه.
 قرب المعبر، تسارع ابنتها إليها فجأة وتعطيها الهاتف ليبشرها عهد بنفسه أنه بخير وسيخرج قريباً. تهتف صباح وهي تذرف دموع الفرح «حكي عهد... حكي عهد»، ممسكة بوشاح أبيض غطت به شعرها الذي بدأ الشيب يغزوه.
 وتضيف «الحمد لله يا ربي.. الحمد لله، الآن يمكنني انتظاره بسلام».
 وتقول الوالدة التي تخطت الستين من عمرها، «لم أفقد الأمل بخروجه لحظة واحدة، لكن الفرح لم يدخل إلى قلبي إلا عندما سمعت صوته، ولن ألبس الألوان حتى أراه سالماً بعيني».
وينتظر عقيل معيطة (49 عاماً) بدوره ابن أخيه الجندي معن الذي خطف في مايو 2016 على أيدي مقاتلين معارضين على جبهة حي جوبر في جنوب دمشق.
 ويقول «تواصلتُ مع الخاطفين قبل سنة، وطلبوا مبلغ خمسة آلاف دولار وذخيرة وأدوية كي يفرجوا عن ابن أخي».
 ويضرب عقيل بيده على فخذه من شدة توتره أثناء مشاهدته دفعة من الحافلات التي تقل مقاتلين وعائلاتهم تخرج من الغوطة باتجاه الشمال السوري. ويقول لفرانس برس بنبرة غاضبة «هذا ليس اتفاقاً عادلاً، ما فائدة الاتفاقات إذا كان الخاطفون يرحلون بأمان، وابن أخي المخطوف ما زال مصيره مجهولاً؟».
 ويضيف بحسرة «أم المخطوف لا تنام، لكن أحداً لا يشعر بوجعنا...».

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©