21 ابريل 2010 00:48
نقلت شركات الطيران الوطنية والأجنبية العاملة من مطارات الدولة أمس أكثر من 3 آلاف مسافر إلى وجهات أوروبية مع بوادر انفراج الأزمة التي واجهت صناعة الطيران بسبب بركان ايسلندا وسحابة الرماد التي أدت إلى إغلاق الأجواء في معظم أنحاء القارة على مدى نحو 6 أيام متتالية، فيما استمر تعليق الرحلات إلى بعض الوجهات. واضطرت شركات طيران أمس إلى تسفير ركابها إلى وجهات غير وجهاتهم النهائية، على أن يكملوا رحلاتهم بوسائل أخرى. وبدأ فريق عمل إدارة أزمة بركان ايسلندا بالهيئة العامة للطيران المدني، في وضع إرشادات للطائرات التي قد تسير إلى المناطق المتأثرة بالسحابة، وسيقومون بتقديم الدعم التقني للطائرات التي قد تتعرض للرماد البركاني، في الوقت الذي شهد مطار دبي وحده إلغاء 500 رحلة منذ بداية الأزمة.
وأعلن تيم كلارك رئيس طيران الإمارات في مؤتمر صحفي أمس أن الشركة نقلت أمس أكثر من ألفي مسافر على رحلات إلى أوروبا، موضحاً أن المسافرين إلى ألمانيا قبلوا خيار سفرهم عبر رحلات إلى كل من فيينا وزيورخ على أن يستكملوا سفرهم بوسائل نقل أخرى. وقال إن كل يوم يمر في ظل هذه الأزمة يضيف 10 ملايين دولار خسائر على الشركة، مؤكداً أن خسائر طيران الإمارات من الأزمة تجاوزت حتى الآن 72 مليون دولار (266.4 مليون درهم)، حتى أمس.
وأفاد رئيس طيران الإمارات أن عدد الرحلات الملغاة للشركة حتى أمس تجاوز 250 رحلة، وتم تعطيل شحن أكثر من ألف طن من البضائع في الوقت الذي توقفت فيه الناقلة عن قبول شجت بضائع إلى وجهات أوروبية، بما في ذلك البضائع سريعة التلف.
وأوضح أن عدد المسافرين المتأخرين مع طيران الإمارات فى دبى يصل إلى ما يقارب نحو 8 آلاف مسافر بينهم الركاب الذين تم نقلهم أمس، في حين بلغ عدد المسافرين المتأخرين مع طيران الإمارات على شبكة الشركة 20 ألف مسافراً. وتوقع تيم كلارك أن يتم اليوم إعادة تسير رحلات إلى وجهات أخرى، بخلاف الرحلات التي بدأت أمس، إلى كل من سويسرا وايطاليا والنمسا وتركيا ومالطا، وفرنسا، وقبرص وروسيا. وأكد أن الشركة تخسر 10 ملايين دولار كل يوم بسبب الأحوال والاضطرابات الجوية الذي سببتها كارثة رماد البركان الايسلندي إضافة إلى مليوني دولار خسائر الشحن الجوى لافتاً إلى أنه في حال استمرار الوضع لأسبوع او أكثر، فسيزيد عدد الركاب الذي سيتأثرون من الأزمة على خطوط طيران الإمارات مؤكداً أن الوضع الاقتصادي للشركة سيتحسن بسرعة كبيرة مع انتهاء الأزمة.
ولفت كلارك إلى أن طيران الإمارات كانت قد أعادت توجيه الرحلات إلى الجنوب والشرق من أوروبا بعيداً عن هامبورج وفرانكفورت، وباتجاه زيوريخ وفيينا منوهاً إلى أنه كان من المقرر بدء رحلات من أجزاء كبيرة من أوروبا أمس، بموجب اتفاق لفتح المجال الجوي بعد إغلاقه من قبل العاصفة البركانية ورمادها.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني لدولة الإمارات عقدت مساء أمس الأول، اجتماعاً طارئاً مع ممثلي شركات الطيران الوطنية في المقر الإقليمي للهيئة العامة للطيران المدني بدبي برئاسة عمر بن غالب نائب مدير عام الهيئة لتقييم الأزمة ووضع خطط طارئة لسلامة الطيران لأساطيل الناقلات الوطنية، حيث تم تشكيل فريق عمل، وتم وضع الخطط اللازمة إذا ما وصلت السحابة إلى المنطقة. وسيقوم فريق العمل بمراقبة تطورات سير السحابة، والتنسيق مع سلطات الطيران المدني في أوروبا وأميركا وشركات تصنيع محركات الطائرات للإطلاع على آخر المستجدات.
وبدوره، أفاد جيمس هوجن الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران أن رحلات الاتحاد للطيران ظلت معلقة في الوجهات الأوروبية والمملكة المتحدة وذلك حتى إشعار آخر، حيث المطارات لا تزال مغلقة. وأوضح أن الاتحاد للطيران على تواصل مستمر مع الهيئات المعنية في كل من المملكة المتحدة وأوروبا، وحالما يتم رفع الحظر عن النقل الجوي، سنعمل كل ما باستطاعتنا لإعادة جميع رحلات الاتحاد للطيران إلى حالها دون أي تأخير.
وشدد على أن الاتحاد للطيران تعمل بشكل وثيق مع هيئة أبوظبي للسياحة لتوفير جولات وتخفيضات على مختلف العروض السياحية للعملاء في أبوظبي الذين تأثروا من مسألة تعطيل الرحلات، إضافة إلى مدّهم بالمعلومات اللازمة، وضمان حصولهم على تجربة مميزة قدر الإمكان في ظل هذه الظروف الصعبة.
وأضاف أن إتمام حجوزات المسافرين المتواجدين في أماكن العبور (الترانزيت) في المطارات تعد أولوية الشركة حالياً في الوقت الذي تقوم به بإعادة العمل على خدماتها مشيراً إلى أن موظفي الاتحاد يعملون حالياً على الاتصال مباشرة، مع هؤلاء المسافرين المتواجدين في مختلف فنادق أبوظبي وغيرها من المدن. وأوضح أن جهود الاتحاد للطيران تركزت خلال هذا الأسبوع على ضمان سلامة وراحة جميع المسافرين على رحلاتها خلال هذه الفترة الصعبة وقال “إننا سوف نستمر في ضمان سلامتهم والاعتناء بهم لحين وصولهم آمنين إلى وجهاتهم”.
وفي السياق، بدأت مؤسسة مطارات دبي تفعيل خطة طوارئ، استعدادا لاستئناف الرحلات الجوية إلى الوجهات الأوروبية عبر مطار دبي الدولي. وقال مسؤول في المؤسسة أمس إن هذه الخطوة تشمل تهيئة عدد من الموظفين الإضافيين المعنيين بخدمات المسافرين للتواجد على مدار الساعة في مختلف مباني المطار لتقديم المساعدة، ومواكبة قيام شركات الطيران بتسيير رحلات إضافية لتلبية الطلب الكبير على السفر عقب إلغاء حظر الطيران إلى الوجهات الأوروبية الرئيسية المرتقب في أي وقت. وقام فريق إدارة عمليات مبنى مطار دبي بزيارة مسافري الترانزيت خاصة العائلات، الذين لم يستطيعوا تكملة رحلاتهم باتجاه الوجهات الأوروبية.
وقام الفريق بإطلاع هؤلاء المسافرين على آخر المستجدات فيما يتعلق بحركة الرحلات عبر المطار والجهود التي تبذلها مطارات دبي لخدمة شركات الطيران والمسافرين، وأبدى المسافرون ومديرو الفنادق التي زارها الفريق ارتياحهم لهذه الزيارة مشيرين إلى أنها تعكس حجم اهتمام مطارات دبي بعملائها، خاصة في أوقات الأزمات.
سفارات الدولة في أوروبا تقدم المساعدة لـ 181مواطناً
أبوظبي (وام) - أكد سعادة جمعة مبارك الجنيبي مدير عام وزارة الخارجية، حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على كافة المواطنين في جميع أنحاء العالم وأن وزارة الخارجية تتابع باستمرار وعلى اتصال دائم مع سفارات الدولة في الخارج، للاطمئنان على سلامة المواطنين المتأثرين بتعطيل حركة الطيران في المطارات الأوروبية الناجم عن سحابة بركان أيسلندا.
جاء ذلك رداً على ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول تقصير سفارات الدولة في مساعدة المواطنين المتواجدين في الدول الأوروبية التي تأثرت بسوء الأحوال الجوية الناجمة عن سحابة الغبار التي خلفها البركان. وقال سعادته إن سفارات الدولة في الدول الأوروبية قدمت المساعدة لنحو 181 مواطناً من الذين تأخرت رحلاتهم بسبب تعطل حركة الطيران ووفرت لهم جميع التسهيلات اللازمة والتأشيرات المؤقتة وتذاكر القطارات لتسهيل تنقلهم بين المدن الأوروبية.
ونوه مدير عام وزارة الخارجية إلى أن سفارات الدولة في العواصم الأوروبية أعدت غرفة عمليات لمتابعة أحوال المواطنين وتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن بالتعاون مع إدارة العمليات بوزارة الخارجية التي تعمل على مدار الساعة، موضحاً أن عدد الحالات التي تمت مساعدتها والتواصل معها بلغ في لندن 98 حالة وفي روما 33 حالة وفي جنيف 17 حالة وفي فيينا 8 حالات وفي ميونيخ 10 حالات وفي بروكسل حالة واحدة وفي باريس 14 حالة.
المصدر: أبوظبي، دبي
عدد اليوم
