الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الثماني» والدول الناشئة تتفق على مواجهة تغير المناخ

«الثماني» والدول الناشئة تتفق على مواجهة تغير المناخ
10 يوليو 2009 00:03
توصلت مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى أمس في إيطاليا إلى اتفاق تاريخي مع الهند والصين وعدد من الدول الناشئة إلى ضرورة العمل لعدم زيادة درجات الحرارة عالمياً بأكثر من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل عصر الثورة الصناعية للحيلولة دون حدوث تغيرات تكون لها تداعيات كارثية على المناخ، بحسب مصادر دبلوماسية. وأعلن قادة مجموعة الثماني خلال قمتهم أمس الأول في إيطاليا تبنيهم لهدف عدم زيادة درجات الحرارة بأكثر من الدرجتين المئويتين والذي طالما نادى به العلماء. وقال القادة إنه ينبغي أن يقل معدل انبعاثات الغاز على مستوى العالم بنسبة خمسين بالمئة بحلول عام 2050 كي يتسنى تحقيق هذا الهدف، كما تعهدوا بخفض معدل الانبعاثات لديهم بنسبة 80 بالمئة في إطار نفس المدة الزمنية. ودعا رئيس الوزراء الإيطالي ومضيف مجموعة الثماني سلفيو برلسكوني منتدى الدول الاقتصادية الصاعدة لتبني تلك الأهداف لتكون أسس اتفاق دولي لمكافحة التغير المناخي خلال محادثات قمة الأمم المتحدة المزمع عقدها في كوبنهاجن في ديسمبر المقبل. وتشارك الدنمارك والتي من المقرر أن تستضيف محادثات الأمم المتحدة المقبلة للتوصل لاتفاق يحل محل بروتوكول كيوتو- في فعاليات قمة مجموعة الثماني. وخلال قرن، ارتفعت حرارة الأرض بـ 0,74 درجة مئوية بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة في الماضي وثبات النظام البيئي الذي يسمح بتخزين ثاني اكسيد الكربون في الجو لمئات السنين. إلا أن هذه الانبعاثات زادت بوتيرة اسرع بثلاث مرات بين عامي 1997 و2007، مما كانت عليه خلال العقد السابق، وارتفاع حرارة الارض يبقى مؤلما حتى وان اقتصر على درجتين مئويتين، وعلى سبيل المقارنة، فان موجة الحر في 2003 في اوروبا الغربية التي أودت بحياة 70 الف شخص في ستة اسابيع توازي ارتفاعاً في الحرارة لا يتجاوز ست درجات مئوية عن المعدلات الموسمية المعتادة. وقال جان جوزيل «درجتان اضافيتان تؤديان الى مناخ مختلف تماما والى آثار غير قابلة للعكس مع عواقب على ارتفاع مستوى المحيطات»، وذكر خبراء المناخ أن اربع الى ست درجات فقط تفصلنا من آخر فترة جليدية قبل 20 الف سنة، وفي حينها كانت الكتلة الجليدية تصل حتى اسكتلندا. وبحسب التوقعات الأخيرة لمعهد ماستشوسيتس للتكنولوجيا التي نشرت في مايو الماضي فإن معدل زيادة درجة حرارة الأرض، ما لم يتم خفض الانبعاثات بصورة جذرية, سيصل إلى 5,2 بالمئة بحلول نهاية القرن اي اكثر من ضعف توقعاته التي وضعها في 2003. وكان لافتاً في قمة الثماني تبني روسيا مواقف متصلبة حول الملفات «الساخنة» خلال قمة مجموعة الثماني في لاكويلا التي تواصل اعمالها الخميس, وفي مقدمتها المناخ واستراتيجية الخروج من الازمة المالية. وقال اركادي ديوركوفيتش كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس ديمتري مدفيديف للصحفيين «لن نضحي بالنمو الاقتصادي لمجرد خفض الانبعاثات الملوثة»، واوضح ان «الحسابات جارية وهناك سيناريوهات ممكنة عدة»، متحدثا عن سلم من 20 الى 60 بالمئة لتقليص الانبعاثات قبل 2050. وقال ديوركوفيتش «لدينا الوقت ايضا لتنسيق مواقفنا حتى مؤتمر كوبنهاجن» مؤكداً مع ذلك ان بلاده تنظر بـ»جدية كبيرة» الى تحسين فاعليتها في مجال الطاقة معتبراً انها «مهمة صعبة». واعتبر كيم كارستنسن خبير المناخ في الصندوق العالمي للطبيعة أن تصريحات مستشار مدفيديف تظهر «اختلافاً داخل الوفد الروسي»، وعلق توبياس مونشماير المستشار السياسي لمنظمة جرينبيس «إما ان مدفيديف كان نائماً خلال التفاوض (حول إعلان مجموعة الثماني)، واما ان روسيا اكتشفت فجأة أن عليها التحرك، الأمر الذي سيشكل مهمة ضخمة لأن الأمر يتعلق بإحدى الدول الاقل فاعلية في موضوع الطاقة». وحول مرحلة ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، اقر المسؤول الكبير في وزارة المال الروسية اندريه بوكاريف بوجود «خلافات» داخل مجموعة الثماني. وقال بوكاريف «تعتقد بعض الدول انه لا يزال الوقت مبكراً جداً للحديث عن استراتيجيات للخروج (من الازمة) مهما كانت طبيعتها (...) وفي رأينا انه حان الوقت الان لتطوير استراتيجيات مماثلة»
المصدر: لاكويلا، إيطاليا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©