أوراق عمل تناقش الممارسات الإعلامية المسيئة للمعاقين وتنتقد حوار الطرشان

تواصلت فعاليات ملتقى المنال الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في قاعة المسرح بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة خلال الفترة من 20 الى 22 الشهر الحالي تحت شعار ''التلفزيون والإعاقة·· رسالة ومسؤولية'' بالتعاون مع تلفزيون الشارقة والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة· وقدمت دينا محمد عبد الفتاح فهمي رئيسة لجنة المرأة بجمعية فجر التنوير في الجلسة الأولى لليوم الثاني وترأسها ناصر النوراني ورقة عمل بعنوان الإعلام المرئي للمعاقين بين الواقع والمستقبل شخصت من خلالها نظرة الإعلام المرئي تجاه المعاقين وخاصة ما يقدمه التلفاز كوسيلة إعلام جماهيري تخطت جميع الحواجز وغدت جزءاً من كل بيت· وكانت ورقة العمل الثانية بعنوان ''الإعاقة والتلفزيون·· واقع وطموح'' للدكتور عبد المطلب السح استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مجمع الأسد الطبي في محافظة حماة السورية رصد فيها واقع العلاقة بين التلفزيون والإعاقة مستهلاً حديثه بتعريف الإعلام مستعرضاً أنواعه ومركزاً على التلفزيون والفضائيات ودورها في قضية الإعاقة وعلاقتها بها وبالمجتمع مؤكداً أنه في الوقت الذي تزدخم فيه الأقمار الاصطناعية بمحطات الغناء وغيره يعجز المرء عن مشاهدة قناة واحدة متخصصة بشؤون الإعاقة والمعاقين أو على أقل تقدير تخصص جزءاً من وقتها لهم· بعد ذلك قدمت الدكتورة فوزية بنت محمد أخضر ''دكتوراه في فلسفة التعليم الخاص'' ورقة عمل بعنوان ''إيذاء الإعلام·· وهو أشد أنواع الإيذاء للأشخاص ذوي الإعاقة'' استهلتها بالتساؤل عن كفاية الخدمات التي تقدمها الحكومات العربية لأبنائها من ذوي الإعاقة وعن قيام وسائل الإعلام عامة والتلفاز خاصة بالدور المطلوب تجاه هذه الشريحة· وعددت فوزية عدداً من الممارسات التي يقوم بها التلفاز وتؤدي الى أذية المعاقين ومنها جعل التلفاز للمعاقين في كثير من الأحيان مادة للسخرية والضحك وتكرار الأمثلة المسيئة من خلال البرامج والمسلسلات مثل ''حوار الطرشان مع العميان'' أو ''مثل الأطرش بالزفة'' وتصوير الإعاقة على أنها مرض يمكن العلاج منه وتصوير الشرير على هيئة معاق مؤكدة على ضرورة أن يضطلع الإعلام بمسؤولياته تجاه المعاقين ويعمل على ترسيخ القناعات بأحقية هؤلاء بالعيش الكريم· وفي الجلسة الثانية من جلسات اليوم الثاني - الخامسة من جلسات المؤتمر - التي ترأسها محمد عمر حساني عرض الدكتور بكلية الاتصال في جامعة الشارقة ''قسم الإعلام'' فؤاد عبد العزيز فيلمين الأول بعنوان ''الإرادة'' وهو فيلم لمجموعة من طالبات كلية الإعلام بجامعة عجمان أشرف عليه الدكتور فؤاد وهو فيلم وثائقي قصير يحكي قصة عبد الهادي داعوق الذي تغلّب على ظروف حياته الصعبة وأثبت أن الإعاقة البدنية ليست عائقاً أمام إرادة الشخص ورغبته في أن يكون متميزاً في المجتمع· ويكشف الفيلم إنجازات عبد الهادي ومواهبه المتعددة فهو مخطط ومنجز الديكورات الداخلية لأرقى المباني في الدولة ''مثل برج العرب وأبراج الإمارات'' وهو يرسم ويعزف ويكتب، ويلقي محاضرات في الجامعة ويرأس مجلس إدارة مصنع متطور يشتغل بالروبوتات ''الإنسان الآلي'' وهو كذلك مبرمج محترف لمواقع الإنترنت ويجد الوقت كذلك لكي يساعد في توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ويشتغل على مشروع كتاب إلكتروني عن معالجة القرآن الكريم لقضايا المعاقين· وعرض الفيلم الثاني وهو من سيناريو وإخراج الدكتور فؤاد عبد العزيز وعنوانه ''جهاز البعد الثالث'' وهو فيلم قصير يتحدث عن قدوم رجل غامض صباح أحد أيام الجمعة الى قرية نائية من قرى اليمن ثم دعوته لأطفال القرية أن يتجمعوا ليريهم ما لم تره أعينهم من قبل ''المعجزات السبع'' من خلال جهاز يعرض صوراً لهذه المعجزات التي ما كان لأطفال القرية تلك أن يحلموا بها في أشد أحلامهم الصبيانية غرابة وتشويقاً وبعد أن يقضي الرجل مهمته يشهر عصاه البيضاء ويستكشف الطريق أمامه عائداً أدراجه فهو رجل كفيف لا يستطيع الرؤية ولكنه جعل من أولئك الأطفال يشاهدون أغرب وأجمل ما رأته أعينهم ليشقوا طريقهم نحو المستقبل· بعد ذلك تحدثت الفنانة الكويتية أحلام حسن عن تجربتها في مسلسل ''اللقيطة'' وفيه مثلث دور ''خلود'' الفتاة المعاقة حركياً وكيف تدربت لشهر ونصف على استخدام الكرسي في منزلها وأمام أفراد عائلتها الذين عارضوا ذلك في البداية غير أنهم ما لبثوا أن تقبلوا الأمر وبدأوا يشجعونها على القيام بالدور وإبراز معاناة المعاقين· وفي الجلسة ذاتها قدمت أسيل العامري من قسم الإعلام والاتصال في الجامعة العربية المفتوحة بالسويد ورقة عمل بعنوان ''صورة المرأة المعاقة في التلفزيون'' حللتها الصورة من خلال بعض المسلسلات العربية والتقارير الإخبارية وبينت درجة التشويه الذي أصاب المرأة المعاقة في العديد من المسلسلات التي يتم عرضها على صورة قاتلة ومجرمة أو عاجزة لا حول لها ولا قوة· وبدأت الجلسة الثالثة من جلسات اليوم الثاني - السادسة من جلسات الملتقى - وترأستها سهير عبد القادر رئيسة الملتقى الثقافي للمكفوفين في الأردن بورقة عمل قدمها ملكي سليمان الصحفي في جريدة الحياة الجديدة في فلسطين وهي بعنوان ''اهتمام الإعلام المرئي في فلسطين بقضايا ذوي الإعاقة'' حيث بين في هذه الدراسة النقدية حصة ذوي الإعاقة في برامج الإعلام المرئي والمسموع في فلسطين