“هواوي” الصينية تنافس عمالقة التكنولوجيا في أوروبا

عندما قررت شركة تيلينور العمل على ترقية وتحسين شبكتها الخاصة بهاتف الموبايل في النرويج تنافست على هذه الصفقة أكبر الشركات العالمية الراسخة في مجال بناء الشبكات مثل إيريكسون وشركة نوكيا سيمنز للشبكات. ولكن العقد كان من نصيب شركة هواوي تكنولوجيز الصينية المصنعة للمعدات، حيث زوت الشركة النرويجية بشبكة فائقة السرعة، تعتمد على تكنولوجيا حديثة تدعى LTE أو “التطور الطويل المدى”. وفي الحقيقة فإن عملية اقتناص العقد في قلب المنطقة الاسكندنافية يعتبر “انقلابا”، نفذته الشركة الصينية التي أصبحت النجم الصاعد في صناعة معدات الموبايل والتي تمكنت مؤخراً عبر شبكاتها المنخفضة التكلفة والمتعددة الأغراض من التربع على المرتبة الثانية في العالم في هذا المجال خلف شركة إيريكسون. ويقول مورتن كارلسن سوري رئيس إدارة تطوير الأعمال التجارية العالمية في شركة تيلينور “لقد تمكنت شركة هواوي من ترسيخ اسمها كمنافس جدي في الصناعة واستطاعت في فترة وجيزة من الوقت الاستحواذ على القبول والإبداع المطلوب”. وفي الوقت الذي اتسع فيه نمو شركة هواوي فقد تمكنت الشركة أيضاً من تجاوز شركات الكاتل - لوسنت ونوكيا سيمنز بخطوات واسعة فيما يختص بالمبيعات الربع سنوية في هذا العام، وفقاً لإحصائيات شركة ديل أورو للبحوث في كاليفورنيا. وهذه الشركة الصينية الخاصة التي تأسست في عام 1988 من قبل أحد كبار ضباط الجيش الشعبي السابقين في الصين طالما ظلت تناضل من أجل أن تنفي أن لديها أية ارتباطات بالحكومة أو الجيش الصيني. ولكن المخاوف الأمنية جعلت لجنة الاستثمارات الخارجية في الحكومة الأميركية ترفض العرض المشترك الذي تقدمت به شركة هواوي مع مؤسسة بي كابيتال بقيمة 2.2 مليار دولار في عام 2008 لشراء شركة “ثري كوم” الأميركية المصنعة لمعدات الاتصالات الهاتفية والمتخصصة في إنتاج برامج المعلومات المضادة لعمليات التسلل الإلكتروني لمصلحة الجيش الأميركي. هيكل الملكية وكذلك فإن الملكية الخاصة لشركة هواوي - والتي لم يكشف عنها بالتفصيل حتى الآن - جلبت عليها مراقبة مشددة في الهند وفي أستراليا في هذا العام عندما تقدمت بمناقصات لعقود هناك، ولكن ايدوارد زهاو مدير التسويق لشركة هواوي في أوروبا نفى من جانبه أية شكوك تتعلق بهيكل الملكية الخاص بالشركة قائلاً: إن الشركة مملوكة بالكامل للمستخدمين العاملين فيها والذين يبلغ إجماليهم 80 ألف موظف، كما أنها ليست لديها أية ارتباطات مع المؤسسات الرسمية أو الحكومية في الصين. على أن هذه التساؤلات التي أحاطت بملكية الشركة لم تمنع هواوي من تزويد 36 من أفضل 50 شركة مشغلة للموبايل بمن فيها شركة تيلوس في كندا وشركة كوكس للاتصالات وشركة ليب وشركة كلير واير المشغلة لتكنولوجيا الواي ماكس في الولايات المتحدة بأفضل أنواع المعدات والشبكات. ولقد تمكنت هواوي من اجتذاب جميع هذه الشركات بمنتجاتها الإبداعية مثل الشبكة من نوع Single RAN اللاسلكية المتعددة الأغراض التي بإمكانها البث والعمل في شبكات الجيلين الثاني والثالث على حد سواء، بالإضافة إلى شبكات LTE وبشكل استمر يوفر على الشركات المشغلة تكاليف فصل الشبكات المتوازية. وذكرت شركة إن - ستات للبحوث في ولاية أريزونا الأميركية أن هواوي تعتبر الشركة الأولى من نوعها التي تنتج محطة قاعدية لشبكة LTE الأسرع حتى الآن في الصناعة بأكملها. إذ يقول جيف هاينن المحلل في شركة انفونيتيكز في مدينة راليج بولاية نورث كارولينا “لقد أصبحت شركة هواوي أحد كبار اللاعبين وتنافس في كافة القطاعات. والآن فهي ضمن أكبر ثلاث شركات في أي سوق للتكنولوجيا تقريباً. وأعتقد أنها مقبلة على مستقبل مشرق”. الحصة السوقية ومن خلال تزويد أكبر ثلاث شركات مشغلة للموبايل في الصين - تشاينا موبايل وتشاينا تيليكوم وتشاينا ينيكوم - فقد تمكنت شركة هواوي تقريباً من مضاعفة حصتها البالغ قيمتها 38 مليار دولار في سوق معدات الموبايل العالمي إلى مستوى 20.1 في المئة في الربع الثالث من العام مقارنة بمقدار 11 في المئة فقط في نفس الفترة قبل عام من الآن، وفقاً لإحصائيات شركة ديل أورو. بل أن شركة هواوي تمكنت أيضاً من تجاوز شركة نوكيا سيمنز للشبكات التي تحتكم على حصة بمقدار 19.5 في المئة وأصبحت تطارد شركة إيريكسون التي تتمتع بحصة بمقدار 32 في المئة في سوق معدات الموبايل العالمي. وليس ذلك فحسب بل إن شركة ZTE ثاني أكبر شركة مصنعة لمعدات الشبكات في الصين أصبحت أيضاً تشهد النمو بوتيرة متسارعة في الوقت الذي تتجه فيه الشركات المشغلة في الصين إلى تشغيل أول أنواع شبكات الجيل الثالث في الصين في هذا العام. ولقد قفزت مبيعات هذه الشركة في الربع الثالث من العام بمعدل بلغ 42 في المئة إلى مستوى 2.2 مليار دولار بينما ارتفعت أرباحها بنسبة 59 في المئة إلى 60 مليون دولار. وتتخذ شركة هواوي من مدينة شين زهين في الصين الأم بالقرب من هونج كونج تماماً كما تفعل شركة ZTE إلا أن شركة هواوي نجحت في النمو فيما وراء الحدود الصينية بعد أن أصبحت طلبيات الشراء الأجنبية تشكل 75 في المئة من مبيعات الشركة التي بلغ إجماليها 18.3 مليار دولار في عام 2008 بزيادة بمعدل 43 في المئة عما كان عليه الحال في العام الماضي. أما أرباح شركة هواوي فقد قفزت إلى مستوى 1.2 مليار دولار مقارنة بمقدار 957 مليون دولار في عام 2007 أما في أوروبا فقد أصبحت شركة هواوي تزود كافة كبار المشغلين في القارة بمن فيها شركات فودافون ودوتش تيليكوم وفرانس تيليكوم وشركة تيلفونيكا الإسبانية بكافة احتياجاتها من معدات الشبكات. والآن فإن مبيعات الشركة في أوروبا تجاوزت مستوى 3 مليارات دولار سنوياً، بحسب زهاو. عن “إنترناشونال هيرالد تريبيون”