أعلنت السلطات العراقية أمس مقتل القائد العسكري في تنظيم “القاعدة” في ثلاث محافظات خلال عملية عراقية أميركية مشتركة في الموصل أطلق عليها اسم “وثبة الأسد”، وهو ثالث مسؤول يتم القضاء عليه خلال 24 ساعة في التنظيم الذي يواجه “أسبوعا أسود” وفق تعبير مسؤول أمني. فيما قتلت قوة مسلحة مجهولة أسرة زعيم عشيرة مناهض لـ”القاعدة” المكونة من زوجته وأبنائه الأربعة بعد ساعات من إعلان الحكومة العراقية عن مقتل أكبر زعيمين للتنظيم في البلاد.
وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد إن “قوة عراقية أميركية تمكنت من قتل الإرهابي أحمد العبيدي الملقب بأبو صهيب القائد العسكري لتنظيم القاعدة في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين”. وأضاف أن العملية جرت فجر أمس في مدينة الموصل.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري مقتل العبيدي، وقال إن “أبو صهيب خبير في الشؤون العسكرية وهو مطلوب خطير ومتخصص بالإعداد والتخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية”. وأضاف “تولدت لدينا معلومات استخباراتية حول مكان تواجده في محافظة الموصل بعد مكوثه فترة في محافظة الأنبار”.
وقال إن “قوة عراقية أميركية مشتركة دهمت صباحا المنزل الذي يسكن فيه، في حي سومر جنوب الموصل، ولدى اقترابها تعرض الجنود إلى إطلاق نار كثيف أسفر عن إصابة أحد الجنود”. وأضاف “رفض تسليم نفسه بعد نداءات أطلقتها القوات وهوجم على المنزل وعثر على جثته مقتولا داخله”.
من جهة أخرى أفادت مصادر أن العبيدي ضابط في جهاز المخابرات العراقي السابق وهو من أهالي مدينة الحضر جنوب الموصل. وأعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أن “القاعدة” أصبحت في أضعف حالاتها بعد مقتلهم، وأكد أن السلطات وضعت يدها على جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكاتهم”.
ووصف مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه العمليات بأنها “الأيام السوداء السبعة لتنظيم القاعدة”. وأكد أنه “ليس أمامهم سوى الهجرة أو التسليم أو الموت، لأنهم أصبحوا مكشوفين لنا”. وتشير المصادر إلى أن المالكي كلف خلية استخباراتية لتحليل المعلومات بأقصى سرية للوصول إلى الأهداف.
من جهته قال نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إن “مقتل البغدادي والمصري يعني توجيه ضربة كاسحة للقاعدة في العراق”. واعتبر أن هذه العملية العسكرية تؤكد “قوة وقدرات” القوات العراقية، مشددا على أن “هذه العملية هي الدليل بنظري على أن مستقبل العراق لن يقرره أولئك الذين يريدون تدمير البلاد”.
وأضاف “أن العراقيين أكدوا بقتل هذين الشخصين أنهم تسلموا زمام فرض الأمن في العراق وضمان سلامة سكانه”. ودعا بايدن السلطات العراقية إلى تعزيز هذه المكاسب الأمنية عبر اتخاذ “الإجراءات المهمة الضرورية لتشكيل حكومة ذات صفة تمثيلية تتطابق مع تطلعات السكان العراقيين”.
في غضون ذلك اقتحم مسلحون أمس منزل زعيم عشيرة مناهض لتنظيم “القاعدة” ببلدة الطارمية وقتلوا زوجته وأبناءه الأربعة بعد ساعات من إعلان الحكومة العراقية عن مقتل البغدادي والمصري. ولم يكن زعيم العشيرة وهو قيادي في مجالس الصحوة في منزله وقت الهجوم. وقالت الشرطة إن المسلحين ذبحوا أولاده الثلاثة وقتلوا زوجته وابنته برصاص أطلقوه على رأسيهما، مضيفة أنها تعتقد بأن قتل أسرة القيادي جاء ردا على مقتل قياديي “القاعدة”.
وفي السياق قتل شرطي واعتقل 17 مسلحا ومطلوبا وعثر على جثة مدني قتل نحرا، في سلسلة حوادث شهدتها محافظة كركوك. وقال العميد سرحد قادر مدير شرطة الأقضية والنواحي “قتل أحد رجال دورية تابعة لشرطة النجدة عندما أطلق قناص النار على الدورية في شارع الكورنيش وسط المدينة”.
وأضاف قادر أن “الشرطة بدأت ليلة أمس عملية دهم وتفتيش واسعة في قرية باجوان على طريق كركوك- دبس شمال غرب المحافظة أسفرت عن اعتقال أربعة مسلحين و13 مشتبها به، فضلا عن العثور على كمية من العتاد والأسلحة في حي العمل الشعبي بكركوك”. كما عثرت قوة من الشرطة على جثة مدني قتل نحرا في مدينة الشرقاط غرب كركوك، وهو من أهالي قرية الشيخ أحمد.
وفي وسط كركوك أصاب مسلحون في سيارة مارة بالرصاص شرطيا عند نقطة تفتيش. كما أسفر انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في موكب رئيس شرطة منطقة جنوب كركوك عن إصابة سائقه.
وفي بغداد أدى انفجار قنبلة على جانب طريق مستهدفة دورية للشرطة إلى إصابة أربعة أشخاص بينهم اثنان من ضباط الشرطة. وفي المحمودية إلى الجنوب من بغداد أصيب ستة أشخاص بينهم ثلاثة جنود بانفجار قنبلة على جانب طريق قرب دورية للجيش العراقي.
كما أدى انفجار قنبلة مزروعة على الطريق قرب دار عرض سينمائي شرق بغداد إلى إصابة مدنيين اثنين . وأدى انفجار قنبلة مزروعة على الطريق قرب دورية للشرطة في حي الدورة بجنوب بغداد إلى إصابة اثنين من المدنيين .
عدد اليوم
