الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أعراس النار» يستعرض تاريخ موسيقى الراي في الجزائر على مدار قرن

8 مارس 2011 19:43
في رصده تاريخ موسيقى الراي وأبرز أعلامها في الجزائر يستعرض سعيد خطيبي جانبا من التاريخ السياسي والاجتماعي لبلاده قبل الاستقلال عن فرنسا وبعده، إضافة إلى مواقف قوى اجتماعية اتهمت بعض رموز هذا الفن بالانحلال الأخلاقي، وتسبب ذلك في قتل أحدهم خلال «سنوات الدم» في التسعينيات. ويقول خطيبي إن «موسيقى الراي هي الطابع الموسيقي الجزائري والعربي الوحيد الذي استطاع في وقت قياسي بلوغ الذروة العالمية، حتى إن القاموس اللغوي الفرنسي (لاروس) أدرج كلمة (الراي) بداية من عام 1998». ويضيف في كتابه «أعراس النار.. قصة الراي» أن موسيقى الراي تستمد بعض جذورها من الأغنية الوهرانية نسبة إلى مدينة وهران في شمال غرب البلاد، وكانت البداية على أيدي «الشيخات» أما الحصاد والشهرة العالمية فنالها نجوم الجيل الجديد الذين يطلقون على أنفسهم «الشاب» و»الشابة» تمييزا عن الجيل المؤسس. ويسجل أن موسيقى الراي جزء من التراث الشعبي لمدينة وهران، التي نظمت عام 1985 أول مهرجان للراي، تلاه مهرجانان دوليان في مدينتي وجدة المغربية وطبرقة التونسية. أما أول مهرجان لموسيقى الراي في الخارج فعقد في ضاحية بباريس عام 1987. ويقع الكتاب في 168 صفحة متوسطة القطع وصدر في الجزائر عن جمعية البيت للثقافية والفنون ضمن سلسلة السير. ويعيد خطيبي وهو صحفي ومترجم جزائري بدايات الراي إلى مؤسسين منهم الشاعر مصطفى بن إبراهيم (1800-1867) أحد الأسماء البارزة التي ميزت مرحلة البدايات عبر نصوص جريئة «ذات طابع إيروتيكي». أما الحاج محمد الغوايشي الشهير بالشيخ حمادة (1886-1967) فاستفاد من انتشار الاسطوانات وسجل 100 أغنية بعضها في باريس وبرلين. ويرى أن موسيقى الراي التي كانت وسيلة لمواجهة الاحتلال ومحرضة على الانتفاضة ضد فرنسا تواجه حاليا تحديين أولهما اتهام بعض ممثلي الجيل الأول للجيل الثالث الحالي بما يعتبرونه تدنيا للمستوى ويأسفون على ما بلغته «الأغنية الرايوية»، أما التحدي الثاني فهو ظاهرة الاعتزال لضغوط اجتماعية محافظة. ويرصد المؤلف جهود نساء أسهمن في تطوير الراي بكثير من «الجرأة في طرح مواضيع غابت عن الفضاءات الرجالية». ومن هؤلاء سعيدة بضياف الشهيرة بالشيخة الريميتي (1923-2006) التي يصفها بأنها «امرأة صنعت تاريخ جيل كامل من النساء الجزائريات». ويسجل لها التزامها الوطني في فترة الاستعمار وشروعها «في الغناء من أجل جزائر حرة» مع اندلاع الثورة ضد فرنسا. وفي فصل عنوانه «الشاب حسني.. ذاكرة الحب وزمن العنف»، يقول خطيبي مؤلف الكتاب إن الشاب حسني الذي كان في سن السابعة عشرة حين اغتاله مجهولون يوم 28 سبتمبر 1994 كان يؤلف أغانيه ويلحنها في وقت قياسي تلبية للطلب المتزايد على أعماله التي بلغت نحو 500 أغنية ضمها 150 شريطا.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©