الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي للثقافة» تستعد لتسجيل الصقارة في قائمة «اليونسكو»

«أبوظبي للثقافة» تستعد لتسجيل الصقارة في قائمة «اليونسكو»
9 يوليو 2009 02:42
تستعد هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو»، حيث تعقد الهيئة اجتماعاً في الثالث عشر من يوليو الجاري في لندن، مع لجنة خبراء الدول المشاركة في تقديم الملف الدولي الموحد «لليونسكو» في نهاية أغسطس القادم. وعملت الهيئة بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات وهيئة البيئة - أبوظبي، ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من المؤسسات، والمنظمات الحكومية، وغير الحكومية على المستويين المحلي والعالمي على إعداد ملف خاص بالدولة يقدم الى «اليونسكو» برئاسة الدكتور ناصر علي الحميري مدير إدارة التراث المعنوي بالهيئة رئيس الملف. وقال الحميري في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «إن الهيئة بذلت خلال الفترة الماضية، وعبر عدة مراحل جهوداً كبيراً للانضمام لعضوية اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، وأسفرت هذه الجهود عن انتخاب الدولة في يونيو 2006 عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي ولمدة عامين». وأشار الى أنه تم كذلك انتخاب دولة الإمارات في سبتمبر 2006 لتكون عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي ولمدة أربع سنوات. وأضاف الحميري أن الإمارات فازت كذلك خلال أكتوبر عام 2008 في تركيا بمنصب رئيس اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، كما فازت بعضوية لجنة الخبراء من ضمن خمس دول على مستوى العالم وهي تركيا واستونيا وكينيا والمكسيك وكوريا الجنوبية. أهم الرموز الحضارية وأكد الدكتور ناصر الحميري أهمية انضمام الإمارات لعضوية هذه اللجان الدولية، كونها من أوائل الدول التي دعت الى تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو»، الى جانب الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة العريقة من القيادة الرشيدة في الدولة، باعتبارها إحدى أهم الرموز الحضارية للمنطقة ، والتي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، مشدداً على أهمية صونه كتراث عريق ليس فقط للدولة بل للمنطقة، مشيراً الى أن دولة الإمارات صادقت عام 2005 على اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي. وحول أهداف تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بـ«اليونسكو» قال مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث «إن الهدف هو زيادة الوعي على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي بقيمة «الصقارة»، كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات، وخطط واضحة، ومحكمة لصون هذا التراث الإنساني. إضافة الى منح الصقارة المشروعية التامة، خاصة في بعض الدول التي تعاني من القوانين التي تمنع الصيد بالصقور». اتصالات وجولات وفيما يتعلق بالدول التي تمت مخاطبتها للمشاركة في صياغة الملف الدولي المشترك، قال «تمت مخاطبة العديد من الدول وقمنا بزيارتها وهي فرنسا وقطر والسعودية وتونس والمغرب وجمهورية التشيك وبلجيكا والنمسا وسوريا، وعقدنا مع المسؤولين في هذه الدول اجتماعات فردية وجماعية لبحث الملف والملاحظات التي قدمتها هذه الدول، لافتا الى أنه تم إجراء اتصالات ولقاءات فردية وجماعية في باريس، وفي المؤتمرات الدولية مع تركيا ومنغوليا وإسبانيا وسلوفاكيا والأردن وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول». استيفاء المتطلبات وقال الدكتور ناصر الحميري إن الهيئة قامت خلال الفترة الماضية بعدد من الخطوات لاستيفاء متطلبات التسجيل، وهي إعداد ملف الدولة لترشيح تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية، وإعداد قائمة حصر عناصر التراث غير المادي الموجودة في دولة الإمارات، حيث بلغت أكثر من أربعة آلاف مفردة تغطي حوالي 60 في المائة من أقسام التراث المعنوي في إمارة أبوظبي، إضافة الى تجهيز الإطار القانوني لحماية التراث غير المادي الى جانب الترويج للصقارة وتفعيل مشاركة المجتمع المدني. وتحدث الدكتور ناصر الحميري عن معايير التسجيل في القائمة وقال إنه بناء على قرارات اجتماع اللجنة الدولية الحكومية في طوكيو في سبتمبر 2007، تم الاتفاق على أن يفي العنصر المراد تسجيله بتعريف التراث الثقافي غير المادي الوارد في الاتفاقية، وأن يكون العنصر في حاجة عاجلة للصون، ويكون متوافقاً مع أهداف القائمة التمثيلية، وأن تلتزم الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان صون التراث الثقافي غير المادي الموجود على أراضيها. إضافة الى أن تسعى لضمان أوسع مشاركة ممكنة من صانعي التراث، ومن القائمين على حفظه، ونقله وإشراكهم بصورة فعالة في إدارة هذا التراث، ووضع قائمة او اكثر من قوائم الحصر الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي الموجود على أراضيها ، مع إدراج العنصر المراد تسجيله في قائمة الحصر. وأشار الحميري الى ورشة العمل التي نظمتها الهيئة في يونيو الماضي بمشاركة عدد من الدول العربية في تقديم الملف الدولي لتسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو استمرت يومين ، وتمت خلالها مناقشة متطلبات تسجيل الصقارة في قائمة التراث العالمي، حيث تم استكمال بعض إجراءات التسجيل في إطار تنسيق العمل وتبادل الخبرات لتقديم الملف لليونسكو. ومن المقرر أن تستضيف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث اجتماع اللجنة الدولية الحكومية في أبوظبي خلال الفترة من 28 سبتمبر الى 2 اكتوبر القادم، إضافة الى تنظيم بعض الانشطة الثقافية للترويج للإمارة وجهودها في صون تراثها الثقافي غير المادي. الجدير بالذكر أن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي تعنى بحماية التراث العالمي الثقافي المعنوي، بالتوازي مع اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، والتي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشرة بباريس عام 1972. وقد عرفت الاتفاقية مصطلح «التراث الثقافي غير المادي»، بأنه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي تعتبرها الجماعات وأحياناً الأفراد جزءاً من تراثهم الثقافي. وعلى ضوء التعريف الوارد في الاتفاقية فقد تم تحديد عدد من المجالات التي يتجلى فيها التراث الثقافي غير المادي بصفة خاصة، وهي أشكال التعبير الشفهي بما في ذلك اللغات والعادات والتقاليد الاجتماعية ،والدينية، والموسيقى، والفنون والمهارات التصويرية، والحرفية والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون. والصيد بالصقور يعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث عريق يمتد إلى مئات السنين، وتمثل رياضة الصيد بالصقور أو ما «يعرف محلياً بـالقنص» جانباً مهماً من حضارة وتراث العرب، حيث عرف الصيد بالصقور منذ القدم ومارسه الإنسان بغرض الحصول على القوت اليومي، إلى جانب ممارسته كرياضة وهواية في بعض بقاع العالم التي نشأت فيها حضارات ومستوى من المعيشة مرتفع نسبياً. وأثبتت السجلات والحفريات والنصوص القديمة أن رياضة الصيد بالصقور ظهرت مع ظهور الحضارة، وعرفت في المنطقة العربية ومنطقة الخليج خصوصاً منذ حوالي سبعة آلاف سنة، ومن ثم انتشرت الصقارة عبر العالم الإسلامي لاحقاً لدى الكثير من الشعوب والأمم إذ عرفت أيضاً في تخوم آسيا الشرقية في الصين واليابان وكوريا، ومن ثم مورست الصقارة في كل من أوروبا وأميركا الشمالية. مهرجان «ريدنج» من جهة أخرى تشارك هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المهرجان العالمي الثاني للصيد بالصقور الذي يقام في «ريدنج» بالمملكة المتحدة الذي يبدأ يوم غد ويستمر حتى 12 يوليو الجاري. ويشهد المهرجان عروضاً لوفود تمثل 45 دولة في أزيائهم الوطنية مع طيورهم الجارحة من «صقور أو عقبان أو صقور باز» بالإضافة إلى كلاب الصيد والخيول والجمال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©