الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمن أجمل بلا قات

اليمن أجمل بلا قات
28 مايو 2016 20:37
صالح أبوعو ذل (عدن) في صبيحة الخميس الـ 19 من مايو «أيار» 2016م، ترجل القائد الأمني نبيل المشوشي من على متن مركبة عسكرية في حي المنصورة وسط عدن، متجهاً نحو بوابة مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء لحضور حلقة نقاشية عن القرار الذي اتخذته الأجهزة الأمنية، وقضى بمنع دخول القات إلى عدن، عاصمة البلاد المؤقتة. في مطلع مايو «أيار»، ناقشت قيادات لواء الحزام الأمني قرار منع دخول القات إلى عدن، بعد أن تأكد لها أنه يشكل النسبة الأكبر في الدفع نحو ارتكاب الجرائم. ونفذت الاثنين الـ 16 من مايو «أيار» القرار، ومنعت دخول القات إلى المدينة، وقام رجال الشرطة بمصادرة كميات من القات وإتلافها. وقوبل القرار بارتياح شعبي كبير في المدينة، والمدن المجاورة، لكنه لم يخل من بعض الأصوات المعارضة. وقبل بدء الحلقة النقاشية ظهر المشوشي مبتسماً، في حين تحدث محامون وناشطون عن القرار الذي وصف بالتاريخي «قرار منع القات»، لكنهم أكدوا أن القرار افتقر إلى غطاء قانوني أو شرعي لاتخاذه. القات عدو وبدأ المشوشي بالحديث عن القات والرد على حديث للمحامي صالح ذيبان «القات عدو، حين شنت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح عدوانها على بلادنا، لم ينتظر الناس في عدن صدور قرار بالقتال، بل ذهب الجميع للدفاع عن عدن والمحافظات المجاورة، ونحن نعد هذا القات عدواً حقيقياً لنا، وقد اتخذنا قراراً ميدانياً أمنيا يقضي بمنع دخوله، طبعاً بالتنسيق مع الحكومة والسلطات في عدن. قال المشوشي إن قرار منع القات جاء بعد حالة التدهور التي تسبب بها القات للمجتمع، مؤكداً أن القات بات عامل تدمير كبير لقطاعات اجتماعية.. موضحاً «أن الإدارة الأمنية بعدن ستواصل تطبيق القرار خلال الأشهر القادمة، مشدداً على أن الهدف الأكبر هو اقتلاع القات من مدن الجنوب كافة». ودافع «المشوشي» عن قرار منع بيع القات، مؤكداً أنه وفي حال أن إضرار بيع القات طالت عشرات الأسر من الناحية فإن أضراره طالت عشرات الآلاف من الأسر من نواح مادية وإنسانية ونفسية وصحية ومجتمعية. وقال «المشوشي»، إن العالم أجمع يؤيد مكافحة القات باعتباره مادة مخدرة، موضحاً أن مئات الجرائم التي تم ضبطها مؤخراً أثبتت أن القات كان الدافع الأكبر لارتكابها. وأضاف «نحن بحاجة إلى جيل وطني متسلح بالعلم والأخلاق والثقافة وليس الى شباب يقضي جل وقته في تعاطي القات وحينما لا يجد المال الخاص للقات يلجأ إلى الجماعات المسلحة ويعتدي على بنات الناس والأسر بداعي الفضيلة في حين أنه من أكبر المنحرفين. ودعا المشوشي «المجتمع بكافة قطاعاته إلى دعم عملية محاربة القات، مؤكداً أن المعركة معركة الجميع ويجب أن ينتصر لها المجتمع كله. وأضاف بالقول: «القات ومحاربته مسؤولية الجميع، وعلينا ونحن نحاربه أن نسعى لتأهيل المجتمع وإرشاده ودعم المزارعين ومساعدتهم على زراعة محاصيل أخرى. وأكد المشوشي أن عملية منع إدخال القات تأتي خطوة ضمن خطة كبيرة للحكومة في مجال إعادة تأهيل المجتمع. وقال المشوشي، إن اليمن سيكون جميلاً بلا قات.. مشدداً على ضرورة اقتلاعه من جذوره، حتى ينعم اليمن بالرخاء والاستقرار. القات لطالما أشغلت هذه النبتة تفكير الكثير من الأشخاص وأثارت استغراب البعض الآخر لما أحدثته من تغييرات على سلوكيات المجتمعات التي تنتشر فيها ظاهرة تعاطي القات، خصوصاً في المناطق التي تنتشر فيها زراعته، وهي دول، العالم الثالث وينتشر القات على نطاق واسع في كل من الصومال وجيبوتي وأرتيريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا، حيث تعتبر الحبشة موطنه الأصلي وجنوب شبه جزيرة العرب، حيث اليمن الموطن الحاضن له ولا عجب، لذلك إذ إن هذه النبتة قد بدأت بالانتشار في البعض من الدول في العالم كالصين في شرق آسيا وحتى في إسرائيل، ورغم تحريمها من قبل قوانين كثير من دول العالم، إلا أنها استطاعت أن تكسر قيود قوانين تلك الدول وتتسرب إلى مجتمعاتها وخصوصاً دول أوروبا وأميركا. وتعد نبتة القات من فصيلة المنشطات الطبيعية، ومن أقدم النباتات المخدرة في العالم وإن كان أقل شهرة من غيره، نظراً لأنه لا يعرف في البلاد المتقدمة، ويقتصر استعماله على مناطق معينة من بلاد العام الثالث. وتعرف سعاد علوي رئيس مركز عدن للتوعية من خطر القات بالقول «القات هو عبارة عن نبتة صغيرة، لكن خطر تأثيرها بليغ جداً يصل إلى تدمير حياة أشخاص كثيرين وخراب بيوت وتشريد أسر وأطفال ومجتمع بأكمله ليس ذلك فحسب، بل لها تأثير كبير على اقتصاد البلد وتتحكم حتى في اختياراته السياسية كذلك هذا ما لمسناه هنا في الجنوب أو في اليمن». وتضيف علوي لـ «الاتحاد» بعد أن كانت عدن طول عمرها مدينة مدنية حضارية ثم عاصمة يمثل شبابها نموذجاً رائعاً للسلوكيات الحضارية وممارسة وليس أقوالاً وصلت حتى حسن المظهر الخارجي للشاب وللإنسان العدني بشكل عام شكل يحتذي به كل شباب المحافظات الأخرى، خصوصاً المحافظات الجنوبية، سواء كانت أبان الاستعمار البريطاني أو من بعد الاستقلال إلى ما قبل الوحدة اليمنية التي تمت في العام 1990، كون القات لم يكن من أولويات الحياة بالنسبة للشباب حينها، ولكن ومن بعد هذه الوحدة الإباحية التي أباحت لكل ما هو سيئ بالانتشار بين الشباب خصوصاً، بل وقضت على كثير من الممارسات الجيدة والجميلة والمفيدة مثل ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية وأصبح الشاب منهم يمشي بملابس رثة غير مرتبة بخد منتفخ وفمه يلوك وريقات القات أو بعضاً من وريقات التمبل وبعضاً من الشمة كل ذلك يعطي شكلاً لا يمكن أن تصفه إلا بأنه غير لائق بمن ينتمون إلى هذه المدينة الجميلة التي لطالما عشقها وهام بها كل من زارها أو حل فيها من العرب والأجانب أو من أبناء المحافظات الجنوبية والمناطق اليمنية. للقات أضرار وأضرار القات يعد واحداً من أنواع المخدرات بحسب وثائق المنظمات الدولية لمكافحة المخدرات ومنظمة الصحة العالمية والتي لم تصل إلى هذه الحقيقة إلا بعد سنوات طويلة من البحث والدراسة في المختبرات العلمية والطبية حول تأثيرها وخصائصها والعناصر التي تتكون منها وبدأت الدراسات تلك منذ العام 1905 وحتى العام 1972 أي ما يقارب 67 عاماً في مختبرات كندا وبريطانيا خلصت تلك الدراسات بما اعتمدته تلك المنظمات كونها أي القات واحدة من النباتات المخدرة والتي تحتوي على مركبين من المركبات الفعالة في القات وهما القاتين cathine والقاتينون cathinone ومادة نوربيدوفيدرين. ويعزى التأثير المنبه المشابه للأمفيتامين بصورة مبدئية إلى القاتينون الذي يمتلك خواص مشابهة للأمفيتامين على السلوك، ودرجة الحرارة. وأثبتت الدراسات التي أجريت على القات وما يحتويه من مركبات كيماوية تفوق الأربعين مركباً، وكذلك الدراسات التي أجريت على متعاطي القات، والمجتمعات الموجودة فيها هذه الظاهرة وجود الكثير من المخاطر الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية. رغم وجود الموانع الدينية الكفيلة بأن يحذرها ويتحاشاها ويقلع عنها. على من يؤثر القات؟ يؤثر القات على المجتمع ككل بكل فئاته سواء على المزارعين أو المتعاطين له، ولكل من له علاقة بالاثنين بل وعلى التربة والماء بالتالي على الاقتصاد ومستقبل البلد.. كيف؟ ما تزال ظاهرة زراعة القات في انتشار وتوسع كبير على حساب الكثير من المحاصيل الزراعية الأخرى حتى أنها تشغل أكثر من 50% من إجمالي المساحات المزروعة في مناطق جنوب اليمن والتي يزرع فيها القات مثل يافع والضالع والتي كانت سابقاً تشتهر وتكثر فيها زراعة أجود أنواع البن التي ضاقت المساحة المحددة له ولأنواع كثيرة من الخضار والفواكه وإن استمر هذا التوسع بالنسبة للقات، فإن المستقبل لا يبشر بخير لا بالنسبة لمساحة الأرض المزروعة ولا منسوب المياه ولا حتى صحة الإنسان في هذا البلد بيد أن القات يعتبر مدمرا لكل شيء مع ذلك فإن زراعة القات وبيعه تدران ربحاً كبيراً على المزارعين والمتاجرين به، فحين يكون ممنوعاً في بلد ما، فإن أسعاره حينئذ ترتفع أكثر، ويجني التجار من ورائه أرباحاً كبيرة في السوق السوداء. الأضرار الصحية لتعاطي القات يرى المتعاطون للقات بأنه يمدهم بنشاط ذهني وعضلي ويعتقدون بأن له فوائد صحية، بينما يذكر الأطباء والمختصون عكس ذلك تماماً، فقد أجرى الخبراء تجارب في مختبرات الأبحاث لمعرفة تأثير المواد الكيميائية الموجودة في القات. أوضحت هذه التجارب أن المواد الكيميائية الموجودة في نبتة القات تؤدي إلى حالة من المرح الصاخب لمدة 24 ساعة عقب تناول الجرعة، ثم تعقبها حالة من الخمول. فاستدلوا على أن هذه المواد الكيميائية تشبه الأمفيتامينات في عملها، حيث تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالتعب والإجهاد في الساعات الأولى للتعاطي يعقب ذلك شعور بالكسل والقلق والاكتئاب «من خلال تجربة قاموا بها على عدد من الفئران حول تأثير القات عليها على مدى 24 ساعة». كما أجمعت الدراسات البحثية على أن تناول القات والإدمان عليه يؤدي إلى العديد من الأمراض الجسدية والنفسية منها: القات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية غير الإرادية بعد التبول، وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات على البروستات والحويصلة المنوية وما يحدثه من احتقان وتقلص مما يساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك إلى الضعف الجنسي. كما أن المواد الكيميائية في نبتة القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضييق في الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط، وبالتالي يجعل من الصعب على أدوية ضغط الدم أن تعمل على تخفيض الضغط، بالإضافة إلى أن هذه المواد تجعل الشخص السليم أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المزمن لدى البالغين وكبار السن. وقد أظهرت دراسة بحثية أن الزيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والاختلالات في تخطيط القلب وُجد في 20% من المرضى الذين يعانون من أمراض وسكتات القلب المفاجئة. كما أن هناك دورا ملاحظا لمضغ القات كعامل خطر لاحتشاء عضلة القلب الحاد. ولاحظ الأطباء ارتباطاً بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان القات خاصة في السنوات الأخيرة إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالمياً ترش عليه أثناء زراعته. بالإضافة إلى عملية التخريش للفم أثناء عملية التخزين، والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفم مما يساعد في حدوث السرطان. وتنتشر الأورام السرطانية بصورة هائلة وتفترس آلاف اليمنيين سنوياً بسبب تعاطيهم للقات المسموم وفي تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية قدر عدد من يصيبهم السرطان في اليمن بـ 20 ألف شخص سنوياً فيما تصل نسبة الوفيات 60% من هذا العدد أي 12 ألف شخص في السنة ويتماثل للشفاء وبحسب التقرير الدولي ما يتراوح نسبته بين 25 - 30% من المصابين ويعيش لأكثر من عام 10- 15%. أرقام مهولة، لكنها رغم ضخامتها أقل بكثير من الحقيقة إذا ما أدركنا أن المجتمع اليمني ريفي بتكوينه وأن عدداً كبيراً من الريفيين يموتون بعيداً عن أروقة المستشفيات، دون أن ترصدهم الإحصاءات. ويوضح تقرير منظمة الصحة العالمية بان سرطانات الجهاز الهضمي تمثل في اليمن ما نسبته 8.13% يليه سرطان الفم واللثة بنسبة 7.10% وهذا نوع من السرطان ينتشر في الحديدة بشكل خاص، ثم سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 5.10% وسرطان الثدي 4.10% فيما تمثل نسبة سرطان الدم 9.8%. ويعاني متعاطو القات من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان، مما يعد سبباً من أسباب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن القات يؤدي إلى ارتخاء اللثة مما ينتج عنه ضعف في اللثة والأسنان. والقات مسبب رئيسي في عمليات عسر الهضم وفقدان الشهية والإمساك مما يؤدي إلى مرض البواسير وسوء التغذية ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين. ويعتقد الكثير من الأطباء والباحثين أن تأثير القات على مرضى السكري ضار جداً، وذلك لأن متعاطي القات أقل ميلاً لإتباع نظام الحمية الغذائي الذي ينصح به الأطباء هؤلاء المرضى، إضافة إلى أن متعاطي القات يستهلك كميات كبيرة من المشروبات المحلاة مع القات مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. إن النتيجة العكسية لخفض نسبة السكر لدى متعاطي القات عن المعدل الطبيعي أشد ضرراً وخطورة على الصحة. ويعزى هذا التأثير على تأخر امتصاص الجلوكوز من الأمعاء بفعل تأثير القات في تأخير إفراغ المعدة للطعام المهضوم أو عدم تناول الطعام لفترات طويلة في فترة مضغ القات، مما يلعب دوراً في خفض نسبة السكر في الدم بشكل خطير يؤدي في كثير من الحالات إلى الدخول في نوبة إغماء نتيجة لعدم إمداد الدماغ بالجلوكوز «السكر الأحادي»، والذي يعد الغذاء الوحيد لخلايا الدماغ. وتؤكد سعاد علوي أن «القات مثله مثل أي عقار مخدر يترك آثاراً انسحابية لدى المتعاطي بعد التعاطي لفترات طويلة، بحيث تشمل الأعراض الانسحابية الاكتئاب الخفيف والتوتر والكسل والنعاس وارتعاش العضلات بشكل لا إرادي وزيادة الميول العدوانية والقلق. وقد ينتاب المتعاطي أيضاً كوابيس وشعور بالأرق والارتباك وهي أعراض قد تستمر أحيانا لعدة أيام بعد مضغ القات». وأضافت «يؤدي التعاطي على المدى الطويل إلى الإصابة بتلف في الكبد وتغير لون الأسنان إلى اللون الداكن وزيادة خطر التعرض للإصابة بالقرح وفي حين يزيد القات من الشهوة الجنسية لفترة زمنية قصيرة بعد مضغ النبات، إلا أن تعاطي القات لفترات طويلة قد يسبب الإصابة بالعجز الجنسي. وفي الحالات الأكثر خطورة من التعاطي طويل الأمد، قد يعاني المدمن من الهلاوس من حين إلى آخر. ويعد القات عقاراً مخدراً يسبب الإدمان، وهو يرتبط ببعض الآثار السلبية مثله مثل أي عقار مخدر آخر وبالأخص بعد الاستخدام لفترات طويلة». الأعراض الجانبية لتعاطي القات بعد النشاط العام الذي يشعر به المخزن تبدأ آثار التعب والإجهاد واضحة على المتعاطي، ومن أهمها ما يلي: «فقدان الشهية، زيادة في درجة الحرارة، اتساع حدقة العين، اضطرابات في نبضات القلب، ارتفاع في ضغط الدم، إمساك، التهابات في المعدة والفم، تهيج وتوتر وقلق، انفصام في الشخصية، غزارة في البول، الإنزال المنوي السريع وأحياناً نزول السائل المنوي بصفة مستمرة». الأضرار الاقتصادية للقات يشكل القات خطراً اقتصادياً قاتلاً فالقات يؤثر على سير الأعمال في البلاد وبالرغم من البطالة المرتفعة بين الشباب، إلا أن الموظفين منهم لا يقضون سوى بضع ساعات في الصباح لتأدية أعمالهم ومن الساعة الثانية ظهراً تقريباً، تتوقف عجلة العمل وينحسر النشاط إلى بدايات المساء على طول البلاد وعرضها. لقد أدى انتشار ظاهرة زراعة وتجارة وتعاطي القات إلى عواقب اقتصادية وخيمة في جنوب اليمن وشماله وتشير الكثير من الدراسات إلى أنها تساهم في عدم التماسك العائلي بسبب الاستهلاك المالي للموارد العائلية، والذي ينعكس على مستوى العائلة الصحي والتعليمي، حيث يفقد المستهلك الرغبة في العمل، وتنخفض إنتاجيته، وتتعطل قواه العقلية، ويفقده التعاطي الاهتمام بأسرته، وعدم مقدرته على تأمين احتياجاتهم من المال بسبب الإدمان والحاجة المستمرة للمال، فتزداد تكاليف الضمان الاجتماعي ونفقات الرعاية الصحية في المناطق والدول المنتشر بها آفة تعاطي القات. ويمكن إيجاز بعض المخاطر الاقتصادية للقات في المظاهر التالية: البطالة: تنتشر البطالة بين مزارعي القات ومروجيه اعتماداً على ما يدره القات من أموال طائلة على حساب صحة وأسرة المستهلك، وبالتالي إفساد المجتمع، ولا هم لمزارعي القات سوى الضعفاء» والاهتمام بامتلاء جيوبهم دون كد أو عرق، غير مبالين بحل كسبهم أو حرمته. فيما يعتقد البعض أن البطالة هي السبب وراء انجرار الشباب إلى تعاطي القات. انخفاض ساعات العمل ورداءة الإنتاج: نظراً للآثار الضارة المترتبة على مضغ وتخزين القات نجد المدمنين لا يذهبون إلى أعمالهم إلا متأخرين بسبب السهر في جلسات تخزين القات، كما أن الفتور والخمول الملازم لهم بسبب تعاطي القات يجعل إنتاجيتهم في العمل منخفضة، بسبب مزاجهم غير المعتدل، وفتورهم المضني، وشعورهم بالكآبة، إضافة إلى الوقت الذي يهدرونه في تعاطي القات دون التفكير في مشاريع تزيد من دخلهم. انتشار الفقر يسبب تعاطي القات ارتباكات مالية في الأسر التي بها أفراد مدمنون ينفقون على تعاطي القات جزءاً غير قليل من دخلهم، وقد يستدين بعضهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©