الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات وكوريا الجنوبية.. تعاون وثيق وتطور نوعي لتحقيق الشراكة الكاملة

5 مارس 2015 01:33
أبوظبي ( وام) تشهد العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا الجنوبية تطورا نوعيا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية بفضل حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وفخامة بارك كون هيه رئيسة كوريا الجنوبية علي تطويرها وتحقيق الشراكة الاستراتيجية الكاملة خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية. وتكتسب زيارة رئيسة كوريا الجنوبية إلى أبوظبي التي وصلتها مساء أمس أهمية خاصة لأنها تأتي في إطار الحرص المشترك على تطوير العلاقات الثنائية وعلى اعطائها قوة دفع جديدة لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين. وبالرغم من قوة العلاقات التجارية بين البلدين تاريخيا إلا أن فوز مجموعة من الشركات الكورية بعقد بناء أربعة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات ارتقى بتلك العلاقات الاقتصادية إلى مستويات رفيعة. ويجري العمل في مشروع بناء أربعة مفاعلات للطاقة النووية في الإمارات ضمن برنامجها السلمي للطاقة النووية حسب الجدول الزمني المتفق عليه بين البلدين الصديقين. علاقات متطورة وتعتبر الزيارة الرسمية للرئيسة الكورية الجنوبية إلى دولة الإمارات امتدادا لعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين اللذين وقعا في ديسمبر من العام 2009 سلسلة هامة من اتفاقيات التعاون الثنائي في مجال الطاقة النووية والنفط. وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وفخامة الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك قد شهدا يوم 27 ديسمبر 2009 توقيع عقد بقيمة 75 مليار درهم مع ائتلاف كونسورتيوم من شركات كورية لتنفيذ الإنشاءات والعمليات المشتركة والصيانة لأربع محطات للطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد وقع الاتفاقيات الخاصة بالتعاون الثنائي عن جانب دولة الإمارات سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية فيما وقعها عن الجانب الكوري الجنوبي معالي تشوي كيونجوان وزير اقتصاد المعرفة. وتشمل الاتفاقيات اتفاقية إطارية لتعزيز الشراكة الاقتصادية تؤسس لتعاون أوثق بين الدولتين ومن خلال هذه الاتفاقية يقوم البلدان بتشكيل لجنة توجيهية عليا وسلسلة من اللجان الفرعية لتسهيل التعاون في نواح متعددة تشمل الطاقة النووية السلمية والطاقة المتجددة وفعالية الطاقة والاستدامة وتقنية اتصالات المعلومات وأنصاف النواقل وبناء السفن وتنمية الموارد البشرية. وكخطوة تنفيذية مباشرة للاتفاقية الإطارية المشار إليها وقع الجانبان ثلاث اتفاقيات تكميلية شملت مذكرة تفاهم بين شركة «أبوظبي لطاقة المستقبل» مصدر ووزارة اقتصاد المعرفة الكورية والتي تهدف إلى تسهيل التعاون في مجال الطاقة المتجددة واتفاقية متعددة الجوانب في مجال التعليم وتنمية الموارد البشرية بين جامعة «خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث» ومعهد «التكنولوجيا التطبيقية» عن الجانب الإماراتي وبين معهد «كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا» ومؤسسة «الطاقة الكهربائية الكورية» و«هيئة خدمات تنمية الموارد البشرية» في كوريا ومعهد «التنمية الكوري» عن الجانب الكوري واتفاقية لتبادل المعرفة في مجال تقنية اتصالات المعلومات بين مركز «أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات» ومعهد «التنمية الكوري». كما تم توقيع عقد بين مؤسسة «الإمارات للطاقة النووية» واتحاد يضم شركات كورية وشركات أميركية بقيادة مؤسسة الطاقة الكهربائية الكورية. وتهدف الاتفاقية إلى تصميم الإنشاءات والعمليات المشتركة والصيانة المتعلقة بأربع محطات مبدئية للطاقة النووية المدنية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وقدرت قيمة هذا العقد بنحو 75 مليار درهم إماراتي تقريبا. نقلة نوعية وعقب توقيع العقد أشاد صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» بتنامي علاقات الصداقة بين الإمارات وكوريا، معربا سموه عن أمله في أن تشكل الاتفاقيات الجديدة نقلة نوعية جديدة في علاقات البلدين الصديقين، وقال سموه: «إن علاقتنا مع جمهورية كوريا والتي نمت بصورة متواصلة خلال السنوات الأخيرة دخلت الآن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية لما فيه فائدة لكلا البلدين»، ورحب سموه بالرئيس الكوري الجنوبي حينئذ، متمنيا أن تعزز زيارته للإمارات التواصل بين البلدين على مختلف المستويات وأن تسهم في زيادة وتيرة التعاون القائمة بينهما في مختلف المجالات. وفي مايو عام 2010 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة رسمية إلى جمهورية كوريا استغرقت ثلاثة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الكوري لي ميونج باك، بحث خلالها سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد سموه عمق العلاقات التي تربط دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تشهد تطورا استراتيجيا بفضل دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله». كما أكد سموه أن فوز «كونسورتيوم» تقوده كوريا الجنوبية بعقد بناء أربعة مفاعلات للطاقة النووية في الإمارات ضمن برنامجها السلمي للطاقة النووية يعد أكبر صفقة في تاريخ علاقات البلدين، وجدد حرص الإمارات على تعزيز تعاونها في مجال الطاقة النظيفة والتكنولوجيا وتقنية المعلومات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاستثمارات الكورية في الدولة، مشيرا إلى وجود حوالي 130 شركة كورية جنوبية تعمل في قطاعات عديدة وخاصة قطاعات الصناعات الثقيلة وتكنولوجيا المعلومات. تنامي المصالح الحيوية وكل هذا يعكس بوضوح تنامي المصالح الحيوية المشتركة بين الدولتين وتعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية وتمثل الإمارات ثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط وهناك عدد من الاتفاقيات المشتركة بين الدولتين لتوسيع آفاق التعاون الثنائي في المجالات كافة. وأشار سموه إلى اتفاقية التعاون المشترك التي وقعت في نوفمبر 2009 بين دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ووزارة المالية في كوريا الجنوبية بهدف وضع موازنة طويلة الأجل ضمن إطار الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن العلاقات الإماراتية ــ الكورية الجنوبية تنبع من إرادة سياسية مشتركة وإدراك تام لطبيعة المصالح المشتركة الأمر الذي يوفر لها المزيد من فرص التنوع والرسوخ ويضفي عليها قدرا كبيرا من الديناميكية والمرونة على النحو الذي يمنحها المزيد من التطور في المستقبل. وشدد سموه على أهمية الروابط الاستراتيجية بين الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية، وقال: «إننا نتطلع إلى المزيد من مجالات التعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية ودعم السلام والاستقرار في العالم والحفاظ على التوافق بين الدولتين على صعيد السياسة الخارجية». ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاستثمارات الكورية الجنوبية في دولة الإمارات العربية المتحدة ودعا القطاع الخاص إلى القيام بدوره المأمول لجهة تنمية تلك العلاقات بما يدعم المصالح المشتركة للدولتين وقال سموه: «نسعى بكل جهد إلى تطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات مثل الطاقة النظيفة والتكنولوجيا وتقنية المعلومات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة». وأضاف سموه أن النموذج التنموي لكوريا الجنوبية مثير للإعجاب حقا ولقد استطعنا في دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل قيادتنا الرشيدة بناء اقتصاد قوي ومنفتح ونحن نطمح إلى تطوير علاقتنا وتعميقها مع القوى الاقتصادية النشطة في العالم اليوم وفي مقدمتها كوريا الجنوبية. الإمارات أكبر شريك تجاري وأكد عبدالله خلفان الرميثي سفير الإمارات لدى كوريا الجنوبية حرص قيادتي البلدين على توسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما لتشمل المزيد من المجالات الحيوية خاصة النفط والطاقة المتجددة والتعليم والتدريب وقطاعات التشييد والبناء والبيئة والرعاية الصحية وبناء السفن وأشباه المواصلات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقال الرميثي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» إن العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا الجنوبية تشهد نموا كبيرا في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن البلدين يواصلان عزمهما على إبرام المزيد من اتفاقيات التعاون التي تعزز امن الطاقة والتنمية الاقتصادية فيما بينهما. وأشار إلى أن هذه التطورات الهامة التي شهدتها علاقات البلدين جاءت بعد الزيارات التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى كوريا خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا أن تلك الزيارات دشنت عهدا جديدا لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا. وردا على سؤال حول حجم التبادل التجاري يبن الإمارات وكوريا الجنوبية، قال إن كوريا الجنوبية تعتبر أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في منطقة الخليج والشرق الأوسط، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين بلغ العام الماضي نحو 24 مليار دولار اميركي. وقال إن قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين بلغت 7 مليارات دولار أميركي في عام 2014، وذكر أن الصادرات الإماراتية إلى كوريا الجنوبية تشمل النفط الخام والمنتجات البترولية والألمنيوم وغاز البترول المسال، وتشمل الصادرات الكورية الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة أجهزة الاتصالات المحمولة وهياكل الحديد الصلب والمنسوجات والأجهزة الإلكترونية والسيارات. الطلاب والمتدربون أكد عبدالله خلفان الرميثي سفير الإمارات لدى كوريا الجنوبية أهمية اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة والتي تحرص دولة الإمارات من خلالها على رفع وتيرة التعاون والتنسيق مع كوريا إلى أعلى المستويات كون البلدين يتمتعان بمقومات اقتصادية جاذبة يمكن تطويرها من خلال تقريب وجهات النظر بينهما وعبر تحديد القطاعات الحيوية التي يمكن التعاون فيها خاصة الابتكار والتكنولوجيا والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطب والتعليم والرعاية الصحية. وأشار إلى ارتفاع عدد الطلاب والمتدربين من أبناء الإمارات في كوريا الجنوبية خاصة في برنامج الطاقة النووية والعلوم والتقنية، ولفت إلى نمو كبير في التعاون الطبي والعلاج لمواطني الإمارات في كوريا الجنوبية. وأكد أهمية التعاون في مجال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتبادل الخبرات مع الجانب الكوري في هذا المجال الحيوي نظرا لما تمتلكه كوريا من خبرات واسعة في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي يشكل 99 بالمئة من عدد الشركات الكورية ويضم أكثر من ثلاثة ملايين شركة صغيرة ومتوسطة. تعريف بالسياسات الاقتصادية وأشار إلى حرص سفارة الإمارات في كوريا الجنوبية على التعريف بالسياسات الاقتصادية لدولة الإمارات والمقومات الاقتصادية التي تمتلكها والبيئة الاستثمارية الجاذبة المدعمة ببنية تحتية حديثة ومتكاملة من مطارات وموانئ واتصالات ومواصلات وخدمات لوجيستية ومناطق حرة حيث ساهم ذلك في حضور أكثر من 3000 شركة عالمية في الدولة تمارس أنشطتها الاقتصادية في بيئة مثالية. وقال: «إننا نرحب بجميع الشركات الكورية للتعرف على البيئة الاستثمارية الجاذبة في دولة الإمارات كواحدة من أهم الاقتصادات تنافسية وديناميكية في العالم». وتوقع أن يشهد التعاون الثنائي بين البلدين المزيد من النمو في المرحلة المقبلة في مجال التقنيات وتبادل الخبرات والموارد البشرية في قطاع الطاقة النووية إلى جانب توسيع آفاق التعاون الثنائي ليشمل مجالات أخرى في مجال الطاقة المتجددة وتقنيات المعلومات والاتصالات والقطاع الاستثماري والمالي. التكنولوجيا التطبيقية وعلى صعيد التعاون الفني والتقني، بين البلدين كان الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية ومحمد ابراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد وقعا مع جن ين بيان نائب الرئيس التنفيذي لشركة كوريا للطاقة الكهربائية اتفاقية تتضمن تقديم فرص لطلاب معهد التكنولوجيا التطبيقية للالتحاق ببرنامج التدريب الصيفي للطاقة النووية الذي يستمر أربعة اسابيع في «سودو» مدرسة التقنية العليا لعلوم الكهرباء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©