الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صلح الدوحة استراحة انتخابات أم حل؟

صلح الدوحة استراحة انتخابات أم حل؟
23 مايو 2008 01:43
نجح الاتفاق اللبناني بوساطة عربية في نزع فتيل أزمة لبنان وتجنيبه حربا أهلية وتهدئة التوتر حتى يحين موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكنه مع ذلك يترك الانقسامات العميقة في الداخل دون حل· ويلبي الاتفاق الذي وقعه الزعماء اللبنانيون المتنافسون بعد ستة أيام من المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة طلب المعارضة التي يقودها ''حزب الله'' بالحصول على حق النقض في مجلس الوزراء، ويحل خلافا بشأن قانون الانتخاب كما يمكن البرلمان من انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا بعد غد الأحد· وقال سامي بارودي المتخصص في العلوم السياسية بالجامعة الأميركية اللبنانية ''كانت هناك مجازفة كبيرة بأن تشتعل البلاد وقد تم تجنب هذا··هذا يحقق استقرار الأمور ويعطي الجميع استراحة لإعادة النظر في مواقفهم والانخراط في الحوار''· وكانت الأزمة اللبنانية المستمرة منذ 18 شهرا تحولت الى العنف خلال الشهر الحالي حين قامت المعارضة بقيادة ''حزب الله'' التي أغضبها قراران اتخذتهما الحكومة بعمليات عسكرية مفاجئة داخل وحول بيروت استهدفت السنة والدروز وأجبرت الحكومة على التراجع عن القرارات التي لا تعجبها· وقالت أمل سعد غريب الخبيرة في شؤون ''حزب الله'' ''ليس حلا لائقا بأي حال من الأحوال ولا يعالج الأسباب الجذرية او الشكاوى التي قادت الى هذه الأزمة في المقام الأول''· وأضافت ''الاتفاق هو نتاج الاشتباكات المسلحة والتي أمالت كفة التوازن السياسي لصالح المعارضة''· ويستطيع لبنان الآن تنفس الصعداء لأن الاتفاق ينهي الجمود الذي تركه دون رئيس منذ نوفمبر الماضي ودون برلمان عامل وبلا حكومة تعترف جميع الأطراف بشرعيتها· وقال المعلق رامي خوري ''هذا يسمح بتفعيل آليات الحكم مجددا وهو أمر بالغ الأهمية للاقتصاد ولسلامة الناس ومشاعرهم النفسية، لكنهم كانوا يستطيعون فعل هذا قبل عام''· وتكهن خوري بأن يسود الهدوء النسبي لعام أو عامين لكنه حذر من أن القضايا المتفجرة ما زالت قائمة مثل سلاح ''حزب الله'' وحاجة لبنان الى الخروج من الخصومات التي تضع إيران وسوريا في مواجهة الولايات المتحدة والسعودية· وبموجب اتفاق الدوحة ينتظر ان يدعو الرئيس اللبناني الجديد الى حوار بشأن ترسانة ''حزب الله'' ووضع الحزب القوي المثير للجدل داخل الدولة· لكن غريب شككت في أن ينجح الرئيس حيث فشلت المحادثات السابقة، وأضافت انه بالنسبة لـ''حزب الله'' ستظل هناك مشكلة الولاء لأطراف خارجية وبالتالي سيظل لبنان بين شقي الرحى بين الولايات المتحدة والسعودية من جهة وايران وسوريا من جهة أخرى· وأشاد جميل مروة رئيس تحرير صحيفة ''ديلي ستار'' التي تصدر بالإنجليزية بدور قطر في مساعدة لبنان على الخروج من دائرة العنف التي أعادت للأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي عاشها بين عامي 1975 و·1990 وقال لـ''رويترز'' في الدوحة ''كل الفضل يعود الى القطريين الذين وجدوا الإبرة في كومة القش··العبء الآن يقع على عاتق اللبنانيين وقادتهم للسماح للدولة بأن تظهر على أنها ساحة صحية للاختلافات السياسية''· وأشارت غريب الى أن المعركة السياسية بشأن انتخابات عام 2009 والتي حددت نتائجها جزئيا بالفعل من خلال إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في الدوحة ستستأنف· وقالت ''إنها تسوية جاءت على حساب الديمقراطية''، مشيرة الى أن التقسيمات الانتخابية التي تم الاتفاق عليها بالنسبة لبيروت تضمن ألا تجري منافسة حقيقية في الانتخابات البرلمانية عام 2009 إلا على واحدة من الدوائر الثلاث بالمدينة· وأضافت أن ''حزب الله'' أبرم اتفاقا انتخابيا مع الزعيم السني النائب سعد الحريري في بيروت لا يفيد الديمقراطية لكنه على الأقل يساعد في تخفيف حدة التوتر في العاصمة خلال الانتخابات المقبلة· فيما قال خوري ''القضايا مثل تعديل ميزان القوى السياسية ليعكس التوازن الديموجرافي أو التعامل مع الفساد والإصلاح الإداري تتسم بالحساسية لكن يجب معالجتها''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©