الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جونيور.. من لوعة الفشل إلى قمة المجد

جونيور.. من لوعة الفشل إلى قمة المجد
17 ابريل 2017 21:37
أمين الدوبلي (أبوظبي) في قصة البرازيلي جوزيه جونيور.. المقدمات لا تؤدي إلى النتائج. كانت شخصيته خجولة إلى درجة الغربة، ولا يحب التحدث أمام الناس، ولديه رهبة لدرجة التجمد وسط صيحات الجماهير.. لكنها الآن أصبحت من الماضي. لقد تغير كل شيء في حياته بقرار واحد منذ 17 عاماً، حينما كان عمر جوزيه جونيور بطل العالم حالياً في الحزام الأسود 15 عاماً، لم يحقق الفوز في أي مباراة خلال 7 بطولات خاضها، لم يشعر بأي فرحة على مدار ما يقرب من عامين، منذ بداية مشواره مع الجو جيتسو، أو ما يطلق عليه «فن الترويض». قبل 17 عاماً قرر جوزيه هيرو داسيلفا جونيور أن يأخذ من الخسائر حافزاً للتحدي، أن يهب حياته للتدريبات، أن يعتزل أصدقاءه، ويستغل كل أوقاته بين التدريبات والدراسة. لقد كان لهيب الفشل بعد الخسائر المتتالية في رياضة قرر أن يدخلها كي يكون بطلاً وواثقاً من نفسه، وقوداً لأراده حديدية، من هنا قرر أن يكون مختلفاً، وأن يتحدى نفسه أولاً قبل أن يتحدى الآخرين، بمعنى أن يغير برنامج حياته، فلم يعد هناك مجال للوجبات السريعة، ولم يعد هناك وقت للضياع، ولم تعد هناك اعتذارات عن التدريبات لأي سبب من الأسباب، وبالعكس تماماً أصبح يتدرب أكثر مما هو مطلوب منه، أصبح ما هو ممنوع من الطعام عليه أكثر مما هو متاح له، بحسب ما ورد على لسانه. يقول جوزيه جونيور: بعد أقل من شهرين مع التدريبات والجدية والانضباط والإصرار والعزيمة، بدأ مستواي يتصاعد بشكل كبير، لم أشعر في البدايات، مرت الأيام وأنا أواصل التدريبات وأقلل من وزني كثيراً، وأرفع من وتيرة تحملي، وكلي أمل أن أحقق أول فوز، وفي أول بطولة خضتها بعد عدة أشهر من القرار المصيري، قررت الدخول في بطولة «بان أميركا»، ولعبت أمام من كان يهزمني، وبمجرد أن نزلت الملعب، وبدأ النزال وسط حضور جماهيري كبير، شعرت أنني مقاتل بمعنى الكلمة، أنني قادر وأملك الإرادة، وهذه هي قيمة رياضتنا، لأنك تملك أدوات التغيير في شخصية الإنسان عندما يتعامل معها بالجدية المطلوبة، لقد تفوقت على خصمي بفارق كبير من النقاط، وسط دهشة كل الحضور، لأن كل الترشيحات كانت تصب في صالحه، لكنني وقعت في مشكلة أخرى، عندما تعرضت لأصعب موقف في حياتي، في غمرة الفرحة وقف أمامي مقدم المهرجان، وطلب مني أن أقول كلمة عن نفسي للجمهور، وأن أتحدث عن النزال الحاسم، لكنني وقفت صامتاً كلوح الثلج، لساني عجز عن النطق بكلمة!.. لقد كان الخجل ما زال يمنعني من قول كلمة واحدة، كان الصمت هو عنوان الموقف!، وكان صوت ضربات قلبي يسمعه من يقف بجواري، وكدت أسقط مغشياً علي، لكن دمعه سقطت من عيني، ومر الموقف لكنه أشعرني بالعجز مرة أخرى! وتابع صاحب صدارة الترتيب العالمي حالياً، برصيد 1750 نقطة في الحزام الأسود، متفوقاً على كل من جابريل أرجوس (1610 نقاط)، وأليساندرو روبيرو 1540 نقطة، وتياجو برافو( 790 نقطة)، وكلهم أبطال من الوزن الثقيل، قائلاً: كنت أمام شعور آخر بالفشل، ومن رحم الفشل يولد التحدي، ومن رحم المعاناة يولد الإبداع، هذه فلسفتي، وبناء عليه كان القرار الثاني قي حياتي أن أتعلم أول قيم الجو جيتسو، وهي قيمة الشجاعة، أن أدرب نفسي على التحدث أمام الناس، وأنا أتدرب على النزالات، أن أواجه نفسي الخائفة بكل جرأة وأكسر حاجز الخجل فيها، وبالتمرين تمكنت من تحقيق ذلك، حتى أنني أصبحت صوتاً لآخرين لا يملكون الجرأة للتحدث عن أنفسهم، وأن أكون بطلاً بكل معاني الكلمة. وعن أهم تحدٍ في مسيرته مع الجو جيتسو يقول: أهم تحدٍ في الرياضة عموماً هو أن خسارة واحدة يمكن أن تعصف بكل الإنجازات التي حققتها، أهم تحدٍ هو الحفاظ على القمة في الأضواء، أنت كل يوم أمام تحدٍ جديد، أنت تصنع تاريخك بعرقك ودمك وصلابتك في تلك الرياضة، الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، لكن الجو جيتسو كانت دائماً هي الحل لكل مصاعب حياتي، فقد كان من الصعب أن أجد عملاً بعد التخرج في كلية الحاسبات والمعلومات، وكان من الصعب أن أكون أسرة، ولكن الجو جيتسو هي التي أتت لي بفرصة العمل في أبوظبي قبل 6 سنوات، وهي التي وضعتني في مكانة مميزة بين كل المرشحين لشغل وظيفتي، وهي التي تقودني حالياً إلى قمة التصنيف العالمي، إنني أدين لها بالفضل في كل شيء، لقد غيرت حياتي وشخصيتي تماماً. وعن أهم نزالاته وأقواها يقول جوزيه جونيور: في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو العام الماضي كنت أواجه فيليبي بانا بطل العالم في النهائي، وكانت أعصابي مشدودة للغاية، لأنني كنت أفكر في لحظة لقائي بفيليبي بانا منذ سنوات، وبسبب الضغوط وفقدان التركيز خسرت النزال، ولكني الآن مستعد للفوز على أي منافس، ودربت نفسي على مواجهة الكبار، وفي الجولة الأخيرة من بطولة أبوظبي جراند سلام كان لي ختبار قوي، عندما واجهت جابريل أرجوس صاحب التصنيف العالمي الثاني، وهزمته بالثقة والخبرة والثبات والتركيز. وعن عدد الميداليات الذهبية يقول: لدي الكثير من الذهب في حياتي ما يقرب من 150 ميدالية، ولدي 30 فضية، ولكن البرونزيات أقل بكثير، لأنني لا أحبها، وأنا فخور بأن نسبة الميداليات الذهبية في حياتي تزيد على 80 %، لكن أغلى ميدالية ذهبية تبقى هي التي تخلصت بها من الخسائر السبع عندما كان عمري 15 سنة، وللعلم منذ هذا التاريخ ولمدة 3 سنوات وبعد أن قررت أن أتغير لم أخسر نزالاً واحداً لمدة 3 سنوات متعاقبة، وهذه هي قيمة الرياضة العادلة، فهي تعطيك كلما أعطيت لها، ومن الذكريات الجميلة في حياتي أنني لم أخسر أي نزال في فترة حزامي البني، لمدة عامين، ولذلك فقد اختصرت مدة الحزام البني، وتحولت إلى الأسود سريعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©