الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سانتانا: «العضلات» لا تصنع الأبطال

سانتانا: «العضلات» لا تصنع الأبطال
17 ابريل 2017 21:31
أمين الدوبلي( أبوظبي) الأميركي كارلوس سانتانا خبير اللياقة البدنية في الفنون القتالية، كان أحد ضيوف بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، حيث تمت دعوته لإلقاء عدد من المحاضرات لأبطال الإمارات عن قيمة القوة البدنية، على مدار يومين فقط، ولا سيما أنه من مشاهير العالم في تخصصه، وساعد عدداً كبيراً من أبطال العالم في الألعاب القتالية كي يصبحوا نجوماً. يقول كارلوس سيانتانا إنها أول زيارة له لأبوظبي، وإنه يملك تاريخاً طويلاً في الألعاب القتالية مثل الكونغ فو، والمصارعة، والملاكمة، والكيك بوكسينج، ومويتاي، والجودو والجو جيتسو، وإنه دعي إلى أبوظبي عن طريق أحد أصدقائه القدامى بالإمارات، والذي قدمني لمسؤولي اتحاد الجو جيتسو، فبادروا بدعوتي حتى ألقي عدداً من المحاضرات في الكثير من الجوانب التي أتمني أن تقدم الجديد بالنسبة لمشروع الإمارات في تطوير لعبة الجو جيتسو، والذي أعلم أنه المشروع الأفضل في العالم لتطوير اللعبة. وقال: تم التواصل معي من قبل الاتحاد منذ شهر، وأنا أضع برنامج ارتباطاتي لـ 6 أشهر مقبلة، ولم يكن لدي أي وقت سوى 4 أيام فقط خلال هذا الشهر، ولحسن الحظ أنها توافقت مع أيام البطولة، وكل شيء تم بعد ذلك سريعاً حتى أتيت، وسوف أجعل حديثي في المحاضرات مع المدربين عن القوة البدنية وليست اللياقة البدنية، لأن القوة البدنية لا ترتبط بالعضلات فقط، لكنها ترتبط بالعضلات والروح القتالية معاً، والعزيمة والإصرار، ولذلك فإننا أحياناً نجد رجلاً قوي العضلات في رياضة قتالية يهزم أمام شخص آخر نحيف لا تبدو عليه علامات القوة. وعن قيمة البناء البدني القوي للاعب الألعاب القتالية قال: في الولايات المتحدة مفهوم بناء الجسم هو بناء العضلات، وأنا لا أهتم بذلك، ولا أعترف به، أنا أهتم ببناء الإنسان القوي، العضلات ليست مسؤولة عن الجهاز العصبي للجسم، وفي الألعاب القتالية الجهاز العصبي بكل عناصره، والجهاز الحركي من المهم جداً أن يكونوا مرنين للغاية، بمعنى أن يكون هناك تجانس قوي بين النظام العضلي، وبين أن يكون ذلك متسقاً مع الجهاز الحركي، وتلك هي مكونات قوة الإنسان مع الإصرار والعزيمة والإرادة. وقال: في محاضراتي أركز على كيفية استحضار كل القوة البدنية والعقلية والعصبية وتنسيقها معاً لتخرج مركزه في السيطرة على المنافس، في انتزاع النقاط منه، في إخضاعه خلال حركات لعبة الجو جيتسو، وأيضاً في الدفاع عن النفس لتفويت الفرص عليه في إخضاع من أدربه، وهناك أمر آخر مهم للغاية يتصل بالسرعة في الحركة، فلو توافرت السرعة في الحركة، مع المرونة مع القوة العضلية والتركيز سوف تكون الحركة أقوى بكثير، وهذه الحالة هي التي تصنع الأبطال. وعن كيفية صناعة البطل بهذه المواصفات قال: هذه المواصفات تحتاج تدريباً كثيراً، لأنه من خلال هذه التدريبات يمكن للمرونة أن تحمي صاحبها من التعب في النزال الذي يستمر لـ 6 دقائق، بما يضيف لمقاومته في الوقت الذي تضعف فيه مقاومة المنافس الآخر، وإجمالاً يمكنني القول بأن الوضع البدني للاعب لا يتعلق بالجانب العضلي فحسب، بل إنه يتعلق بمنظومة متكاملة من عدة أجهزة. وتحدث حول علاقته بالجو جيتسو قائلاً: كنت أول مدرب قوة بدنية في منتخب الولايات المتحدة الأميركية للجو جيتسو، وكان لي إسهام كبير في صناعة نجومية لابوريو، وقبل لابوريو دربت جيف مانسن، وبابلو باتفابيتش، وآخرين في آخر 15 عاماً. وتابع قائلاً: لقد سمعت الكثير عن مشروع أبوظبي في الجو جيتسو، إنه من الأشياء الرائعة، ومن أهم ما سمعته أن أبوظبي أصبحت تعتبر الجو جيتسو جزءاً من ثقافتها، وعندما تكون إحدى الرياضات من ثقافة أي شعب فإنها تصل بك إلى القمة في تلك الرياضة، وعندما تصل رسائل القيم الخاصة في تلك الرياضة لأكبر شريحة من المجتمع، أنت تتحدث في هذه الحالة عن مجتمع صحي، وأن تكون هناك رياضة تتفق مع تقاليد وعادات المجتمع فهي تحمي الأجيال الجديدة من أمراض العصر، بما فيها الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: الجو جيتسو تعلم الانضباط، وعدم التسرع، والتضحية من أجل الآخرين، التحكم في النفس، وهي مهمة للغاية بالنسبة للروح والإرادة، والروح القتالية والإرادة هما أساس كل قوة لدى أي إنسان، ومن أجل ذلك فأنا ومن خلال هذا المشهد الذي رأيته من مئات اللاعبين واللاعبات ومن عدد الممارسين لهذه الرياضة أستطيع أن أقول بأن أبوظبي مدينة ذات شخصية قوية، وإن مستقبلها خير في ظل وجود هذه الأجيال التي تمارس لعبة الجو جيتسو، وهذا أفضل هدية يمكن أن تهديها حكومة لشعبها. وحول النصيحة التي يقدمها للمدربين الذين يعملون في أبوظبي والتي يجزم بأنها تسهم في إنجاح المشروع قال: ليست لي نصيحة تتعلق بالجوانب الفنية، بل إنها تتعلق بالجانب الثقافي والمعرفي، بمعنى أنني أريد من المدربين القادمين من الخارج أن يجمعوا المعلومات الكافية عن شخصية الشاب الإماراتي، عناصر قوتها وعناصر ضعفها، وما هي أسهل الطرق للتواصل معه والتأثير فيه، مع التأكيد على شيء مهم للغاية هو أن المدرب لا يجب أن يصنع منه لاعباً بمواصفات اللاعب البرازيلي ولا الأميركي، ولا الياباني، إنه لابد أن يجعل منه نموذجاً بتقاليده وبعاداته وبشخصيته، من هنا يتم اختصار المدة الزمنية في صناعة البطل، أقول للمدربين أجعلوا الجو جيتسو تشكل خلفية ثقافة هذا الجيل، اجعلوها قيماً وأخلاقيات وممارسات تنعكس على ممارسيها في الحياة، اجعلوا الأجيال الجديدة متسقة مع جذورها. وتحدث كارلوس سانتانا عن قيم الجو جيتسو بقولة: في كل الرياضات القتالية هناك قيمة مركزية هي الثقة بالنفس، والثقة بالنفس لا تتحقق للإنسان إلا إذا أحب نفسه، ولا تأتي من دعم الآخرين له، ولا تأتي من حديث الناس عنه بالإيجاب، فكل إنسان هو مصدر ثقته في نفسه، فإذا أحببت نفسك، سوف تحترم نفسك وسوف تثق في نفسك، الثقة بالنفس ليس معناها أن تضرب شخصاً أو تعتدي على شخص، إنها تعني أن تحترم نفسك، أن تتحكم في نفسك، أن تكون محل احترام للجميع، وكل هذه المبادئ موجودة في الجو جيتسو. وعن أهم التحديات التي واجهته في حياته بمجال الرياضة قال: أهم تحدٍ واجهته أنني لم أولد موهوباً في شيء، لم أكن الأسرع، ولا الأقوى، أنا ولدت إنساناً عادياً، شخص عادي مثل كل الآخرين، ولذلك فكان علي أن أتنافس مع أكبر قاعدة من المجتمع وأتفوق عليهم حتى أجد مكاناً تحت ظل الشمس، وهذا ما تطلب حجم عمل غير عادي مني، وكان من الضروري أن أحقق معادلات صعبة كثيرة مع بعضها البعض، منها الطموح والثقة والتحمل والصبر، وسر التميز عندي كان هو الرغبة في العمل الدائم لتطوير نفسي. واختتم: كل الألعاب القتالية مفضلة بالنسبة لي، لأنني تعلمت منها درساً مهماً وأعلمه لكل المقربين والمحيطين بي هو أن تملك القدرة على المقاومة حتى النهاية، وأن تتماسك وتصمد وتتحمل مهما كانت قوة المنافس، وأن الدرس الأول الذي أعلمه للمدربين واللاعبين الذين أحاضر فيهم هو عدم الاستسلام، لأن نسبة 50 بالمئة من الرياضيين في الألعاب القتالية يخسرون لأنهم استنفدوا طاقتهم في النزال، ولهذا فمن الضروري أن توزع جهدك وتتماسك وتستعمل عقلك لأن الجو جيتسو رياضة تحتاج إلى تركيز وقوة ذهنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©