الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البركان.. وإدارة الأزمة

20 ابريل 2010 22:59
كل دول العالم تقريباً لديها شركات طيران وطنية، ترفع علمها وتحمل ركابها وتحتكر خطوط الطيران منها وإليها.. فقد أصبحت صناعة الطيران جزءاً أصيلاً من الحياة البشرية، بل صناعة لا غنى عنها، ولا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بوسيلة نقل أخرى. وفي ظل هذا الانتشار الواسع لصناعة الطيران بين أرجاء العالم، قد لاتبدو الفروق واضحة بين شركات الطيران، اللهم إلا من حيث حجم الأسطول الجوي وعدد الوجهات التي تطير إليها، وحجم الاستثمارات، وكل ذلك يختلف من شركة إلى أخرى ولا يلحظه الراكب العادي. ولكن الأزمات تشكل دائماً المحك الحقيقي، بل إنها الخط الفاصل والحاسم الذي يظهر المحترف من الهاوي أو المحترف من المؤدي الاعتيادي. كان بركان آيسلندا الذي انفجر مؤخراً نافثاً غباره الجوي، نقطة فارقة في صناعة الطيران، فقد أدى الغبار البركاني إلى وقف رحلات الطيران من وإلى المطارات الأوروبية، وستظل ذكرى هذا البركان تتردد على مر التاريخ، خاصة أنها أدت إلى خسائر ضخمة جداً لهذه الصناعة، وعلق آلاف الركاب في المطارات وافترشوا الأرض مرغمين، بعد أن نفدت نقودهم، خاصة أن الراكب عادة لا يحمل ميزانية كبيرة معه، أو لا يتحمل نفقات زائدة على التي خطط لها مسبقاً. وكما قلت تشكل الأزمات المحك للتفريق بين الجيد والعادي والغث، ومن خلال متابعتي لنشرات الأخبار العربية والعالمية، وجدت أن شركتي طيران الإمارات وطيران الاتحاد، تشكلان مصدراً دائماً للأخبار والمتابعة لهذه النشرات، فقد بذلت كل من الشركتين الإماراتيتين جهوداً كبيرة في التعامل مع الأزمة، من ناحية توفير المعلومات عبر مواقع خاصة بالأزمة على الإنترنت يتم تحديثها كل خمس دقائق، لتوفير المعلومات لركابهما بشكل متواصل، كما وفرتا للركاب في الخارج والداخل الفنادق والطعام، وخصصتا موظفين في كل فندق وموقع لتجمع الركاب للخدمة والمتابعة والإشراف على مدى 24 ساعة. كان الأداء على أعلى مستوى مما شكل مادة دسمة للإعلام العربي والغربي، بل والإعلام في كل دول العالم، كانت الأزمة على الرغم من كل ما حملته من مساوئ وخسائر فرصة جيدة لأن يتم اختبار قدراتنا وإمكاناتنا في مواجهة الأزمات وإدارتها بشكل جيد يشهد له الجميع. لقد كان أداء الشركتين الإماراتيتين في التعامل مع أزمة البركان على أعلى مستوى، بل فاق شركات ذات سمعة عالمية ودولية وتاريخ كبير في عالم صناعة الطيران، واستفدنا فعلاً من وجود كوادر قادرة على اتخاذ القرار تحت أي ظرف، ومن وجود نظام صارم في منظومة العمل، واستفدنا من خبراتنا في تقديم الخدمات الراقية المنظمة والمحسوبة بدقة. صحيح أن كل شركة من الشركتين استفادت بشكل خاص مما حدث في الدعاية والترويج كشركة محترمة تتحمل مسؤولياتها، ولكن أعتقد أن الاستفادة الأكبر كانت لدولة الإمارات، التي تحمل كل منهما علمها على طائراتها، فالسمعة الطيبة والتصرفات المسؤولة لشركة الطيران تنم عن انتمائها لدولة تتحمل مسؤولياتها، وتحترم الإنسان - كل إنسان- بغض النظر عن المكاسب والخسائر والحسابات التجارية. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة إسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©