كرر وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس اعتذار واشنطن أمس الاثنين عن الخطأ الذي أدى إلى مقتل تسعة صبية أفغان في غارة جوية شنتها قوات حلف الأطلسي الأسبوع الماضي ووصف الأمر بأنه “انتكاسة”. وقال جيتس إن الولايات المتحدة ستكون “في موقع جيد” يؤهلها لسحب قواتها في يوليو في إطار خطة لتسليم المسؤولية الأمنية في البلاد للقوات الأفغانية بحلول نهاية عام 2014. وكان جيتس يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كابول.
وكان جيتس قد وصل أمس إلى كابول في زيارة مفاجئة لأفغانستان وسط توتر مع الرئيس حميد كرزاي بعد مقتل الأطفال التسعة. ولدى وصول جيتس إلى كابول ، كان في استقباله قائد قوة إيساف التابعة للحلف الأطلسي الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس.
وسيجري جيتس خلال زيارته التي تستمر يومين محادثات مع كرزاي يطغى عليها مسألة مقتل مدنيين في عمليات عسكرية للقوة الدولية. وكان كرزاي رفض أمس الأول اعتذار بترايوس عن حادث مقتل تسعة أطفال كانوا يجمعون الحطب في ولاية كونار (شرق) الأسبوع الماضي قائلا إن “ذلك لا يكفي”. وقال كرزاي في بيان إن “الضحايا المدنيين هم السبب الرئيسي لتدهور العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة”. وأطلق مئات المتظاهرين نزلوا أمس الأول إلى الشارع في كابول احتجاجا على سقوط قتلى مدنيين، هتافات “الموت لأميركا الموت للمحتل”.
وكان سقوط قتلى مدنيين من جراء عمليات عسكرية لقوة ايساف ضد متمردي طالبان سبب توتر بين كابول وحلفائها الغربيين وزادت من صعوبة العلاقات بين واشنطن وكرزاي. لكن الحادث الأخير يأتي خلال مرحلة حساسة للجهود العسكرية الدولية في أفغانستان حيث 97 ألف جندي من أصل 140 ألف عسكري أجنبي، من الولايات المتحدة.
ويتوقع أن تبدأ القوات الأفغانية بتولي مسؤولية الأمن في بعض المناطق اعتبارا من يوليو مع بدء انسحاب القوات الأجنبية على أن تتولى ضمان الأمن في كل أنحاء أفغانستان في 2014. ويفترض أن يعطي كرزاي تفاصيل عن مكان بدء العملية الانتقالية في 21 مارس. وسيعلن جيتس عدد الجنود الأميركيين الذين سيغادرون أفغانستان.
وخلال الزيارة سيتفقد جيتس القوات في شرق أفغانستان وجنوبها كما سيجري محادثات مع كرزاي وبترايوس والسفير الأميركي في كابول كارل ايكنبري. وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل لوفد الصحفيين المرافقين لجيتس إن “أي قرار لن يتخذ خلال الزيارة” مضيفا ان هذه الزيارة “ستعطيه معلومات من أجل اتخاذ قرارات في الأشهر المقبلة”.
وهي الزيارة الثالثة عشرة لجيتس إلى أفغانستان. وتعود آخر زيارة قام بها لكابول إلى ديسمبر. وقال موريل “سنذهب جنوبا وشرقا وسيكون له على الأرجح فكرة أفضل عما أنجزناه خلال الأشهر الثلاثة الماضية”. وقال جيتس والمسؤولون العسكريون إن قوات التحالف المدعومة من تعزيزات أميركية قوامها 30 ألف جندي أرسلوا قبل عام نجحوا في طرد المتمردين من معاقلهم في ولايتي قندهار وهلمند الجنوبيتين. لكن الحملة العسكرية الأميركية في جنوب البلاد ستواجه اختبارا حاسما خلال فصلي الربيع والصيف عندما يشن المتمردون هجماتهم مع تحسن الأحوال الجوية.
مقتل شرطيين بتفجيرين في ننجرهار
كابول (وكالات)- أعلن متحدث حكومي أمس أن اثنين من رجال الشرطة قتلا كما أصيب 19 آخرين إثر وقوع انفجارين متزامنين في شرق أفغانستان. وقال أحمد ضيا عبد الله ضاي المتحدث باسم حاكم إقليم ننجرهار «لقد قتل اثنان من رجال الشرطة كما أصيب 19 آخرين معظمهم من المدنيين عندما انفجرت قنبلتان بصورة متزامنة».
وأضاف أن القنبلة الثانية انفجرت عندما كانت الشرطة تحقق في الانفجار الأول. وقد وقع الانفجاران أمام المسجد الكبير في جلال آباد عاصمة إقليم نانجارهار . وتجدر الإشارة إلى أن خمسة مسلحين قاموا منذ أسبوعين بقتل أكثر من 40 شخصاً من قوات الأمن الأفغانية ومن المدنيين بعدما شنوا هجوماً انتحارياً في أحد بنوك جلال آباد.
عدد اليوم
