باراك يحذر من عزلة متزايدة لإسرائيل في العالم

ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم تقديم موعد إعلان مبادرته المرتقبة لإبرام “اتفاق سلام مرحلي” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب عزلة إسرائيل الدولية والتي حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من ازديادها ما لم يتم اتخاذ “خطوة جريئة” في عملية السلام سريعاً. وكان من المقرر أن يكشف نتنياهو تفاصيل مبادرته، الداعية إلى إقامة دويلة فلسطينية ذات حدود انتقالية إلى حين إبرام اتفاق سلام دائم، خلال كلمة له في الكونجرس الأميركي يوم 22 مايو المقبل بدعوة “لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية” كبرى جماعات الضغط اليهودية الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة. غير أن الإذاعة الإسرائيلية أوضحت أنه يعتزم تقديم موعد زيارته إلى واشنطن إذا أمكن ذلك، لتلافي تزايد عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي منذ توقف عملية السلام في شهر سبتمبر الماضي بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة. في سياق ذلك، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اليوم بأن إسرائيل في حاجة إلى تبني مبادرة سلام سريعاً لإخراجها من عزلتها، حيث لا يمكنها الانتظار حتى إلقاء نتنياهو كلمته في الكونجرس. وأوضح “هناك حاجة إلى خطوة جريئة من نوع ما، مثل إجراء محادثات ملموسة مع الفلسطينيين بشأن جميع القضايا الأساسية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، أو محاولة التوصل إلى اتفاق مرحلي”. وقال للإذاعة الإسرائيلية “يجب اتخاذ مثل هذا القرار في غضون بضعة أسابيع، لأن أواخر مايو المقبل موعد متأخر للغاية وقد حان وقت المجازفة لتفادي العزلة الدولية”. غير أنه حذر من أن الاتفاق المرحلي لن ينجح ما لم توضح إسرائيل محتويات الاتفاق النهائي لأن الجانب الفلسطيني لن يوافق عليه إلا إذا تضمن الرؤية المحتملة للحل النهائي للقضية الفلسطينية. وقال باراك “إن إسرائيل، في سعيها للتوصل إلى اتفاق سلام، لا تسدي معروفاً للفلسطينيين، بل تضمن أمنها ومستقبلها وتحرر نفسها من عبء حكم شعب آخر”. وأضاف، محذراً، “العالم لا يقبل أن نستمر في الهيمنة على شعب آخر بعد 43 عاماً. فإسرائيل تواجه تسونامي يستهدف شرعيتها من جانب العالم”. وتوقع باراك ازدياد عزلة إسرائيل دوليا خلال الأشهر القليلة المقبلة، داعياً إلى فعل كل شيء لمنع ذلك. وأوضح أنه يجب إجراء اتصالات مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لدراسة إمكانية مساهمتها في دفع عملية السلام. في الوقت نفسه توقع نائب رئيس الوزراء، وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي دان مريدور، في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن يعترف العالم أجمع بدولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 إذا لم تعلن إسرائيل مبادرة سلام جديدة. وقبل ذلك، ناشد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الفلسطينيين “العودة بكل قوة” إلى طاولة المفاوضات للتحاور وتوقيع اتفاق سلام، قائلاً خلال استقباله رئيس تشيلي سيبستيان بينيرا في القدس المحتلة مساء أمس الأول “إن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط (الثورات الشعبية العربية) تُعدُّ فرصة لتحقيق السلام”. وأضاف “هناك أغلبية في أوساط الشعب الإسرائيلي تؤيد وتدعم حل الدولتين، ولا بديل للتفاوض المباشر”.