الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطريق الكوري إلى القدس

26 مارس 2018 01:50
تغير موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من كوريا الشمالية، وتبدل 180 درجة فجأة بعدما كان منذ شهرين يتبادل مع الرئيس الكوري كيم جونج أون التهديدات بالضغط على «أزرار» إطلاق الصواريخ النووية، والتنابذ على تويتر، والسباب غير المسبوق في السياسة الدولية، قبل أن تهدأ العاصفة وتدير كوريا الجنوبية الأزمة وتنجح مساعي الوساطة بين الطرفين وإقناعهما بعقد قمة تاريخية، أبدى الطرفان تطلعهما لها، بل طلبا عقد اللقاء في أقرب وقت، ليلتقي الطرفان علي مائدة واحدة بلا «أزرار» سوف تدخل التاريخ دليلاً على أن السياسة الدولية لا تعرف المستحيل، وأن مواقف الدول والرؤساء تتبدل طبقاً للمصالح والأطماع أو لتجنب الضرر المحتم، وإدراك هذه الحقيقة هو ما ينقص الدول العربية والإسلامية، التي إذا نجحت في تطبيقها سوف تكون قادرة على إقناع الرئيس الأميركي بالعدول عن قراره الخاطئ غير المشروع بنقل السفارة الأميركية إلي القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، فلا توجد دولة في العالم تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فالجزء الشرقي من المدينة استولت عليه الدولة العبرية خلال حرب 1967، ووضع القدس هو العقبة الرئيسة في وجه التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، بل في وجه التسوية العربية الإسرائيلية. لابد أن يدرك الرئيس الأميركي أن الاعتراف بالقدس يمكن أن يؤثر بشكل ملموس على علاقات أميركا مع الدول العربية والإسلامية، ويضعف بشكل كبير وضع الولايات المتحدة، مازلنا نحتاج إلى أن تكون قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس قضية ساخنة وحاضرة على كل المستويات وفي كل الأوقات وخلال كل اللقاءات، وأن يستخدم العرب والمسلمون كل ما بأيديهم من أوراق الضغط على الولايات المتحدة الأميركية ومصالحها المتشعبة في المنطقة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً بالدرجة التي تدفع الرئيس الأميركي إلى مقاومة الابتزاز الصهيوني لأزماته الداخلية، وإيقاف عملية سرقة القدس العربية، والامتناع عن تقديم مشروع للحل النهائي يغبن الحقوق الفلسطينية، وإدراك أن الأراضي والحقوق ودماء الشهداء منذ عام 1948 ليست سلعة في السوق تباع وتشترى، وإلا اعتبر العالم الابتزاز الصهيوني لأميركا أقوى فعالية وإقناعاً من «الزر» الكوري!! يوسف أشرف – أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©