طوال السنوات السبع الماضية، تأكدت ُمن أن موجة الفوضى والانفلات والخراب العربي التي أطلق عليها المتآمرون والمخربون زوراً وبهتاناً «ربيعاً عربياً»، كان هدفها الرئيس تدمير الدولة الوطنية، الدولة الجامعة لمكوناتها كافة، الدولة المدنية الواعية بمتطلبات العصر، وراهنيته وحداثيته، رأينا «الإخوان» يتاجرون بالدين، وشاهدنا «داعش» يشوه صورة المسلمين، وبين الاثنين لطخت «القاعدة» صورة المسلمين في العالم، وجعلتهم متهمين حتى يثبت العكس. الرهان الآن على الدولة الوطنية، المتماسكة المتلاحمة، التي لا تترك للمتاجرين بالدين ثغرة، ولا تترك لدعاوى التطرف مساحة يعبثون فيها بالأوطان.
تأكدت الشعوب من «الربيع» خريف عاصف، وأنه ليس عربياً، بل «إخوانياً» ماسونياً، لا يريد إلا تفكيك الدول وتدشين دويلات طائفية لا وزن لها تتطفل على قوى إقليمية، وتتسول كل شيء من الخارج. أثبتت المواقف الراسخة للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، وكذلك الدول الأربع المناهضة للإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) أن الأمة العربية بخير، وأن أصحاب الفكر المتطرف والطائفيين والعنصريين وكارهي الأوطان انكشفوا أمام رأي عام عربي واع ومدرك لحجم التحديات والمخاطر التي استطاعت الدول الأربع وأدها في المهد. ما تحقق في مصر وما أنجزه التحالف العربي في اليمن ضد المد الإيراني وخطر التطرف والإرهاب يثلج الصدور ويبعث على الطمأنينة لدى جيل صاعد من الشباب المؤمن بأهمية الدولة الوطنية كطوق نجاة للشعوب، جيل قادر على التصدي للمؤامرات الخارجية، والقادر على تقييم الأمور ووزنها بميزان دقيق.
ناصر مراد - دبي
عدد اليوم
