المعارضة السودانية متمسكة بالتظاهر اليوم والسلطات تحذر

أكدت قوى المعارضة السودانية المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ”تحالف جوبا”، الذي يضم أحزاباً شمالية والحركة الشعبية لتحرير السودان، عزمها المضي قدماً في تنظيم تظاهرة سلمية اليوم تضامناً مع الشعب المصري والتونسي والليبي رغم رفض الشرطة السودانية قبول طلبها بالاحتشاد وسط تحذيرات حكومية من تصعيد التظاهرة وخروجها عن مضمونها السلمي. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر إن أحزاب التحالف متمسكة بتنظيم التظاهرة اليوم، مؤكداً التزامها بالقانون وإنها لا تهدف لأعمال تخريبية بالممتلكات العامة والخاصة. ووصف عمر رفض الشرطة لطلب تنظيم التظاهرة بأنه “إجراء غير قانوني، وليس له ما يبرره؛ لأن التجمهر حق مكفول بالدستور والقانون”. وطالب عمر الشرطة بالتعامل مع الاحتشاد بما يتفق مع القانون، مؤكداً أن التظاهرة سلمية ولا تهدف إلى أعمال تخريبية. وسبق التظاهرة تصريحات من زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عن عدم إحراز تقدم في الحوار الذي يجريه حزبه مع المؤتمر الوطني الحاكم منذ شهر، مؤكداً تمسكه بالحوار حتى نهايته، مهدداً بسلك دروب أخرى حال عجزهم عن التوصل لاتفاق بين الطرفين. وقال إن حزبه لم يتردد في قبول دعوة الحوار لمنع ما أسماه بـ”صوملة السودان”. ووصف الحوار بأنه آلية نضالية إذا توافرت له شروط الجدية وإيفاء الوعود وعدم النكوص عنها. ورهن مشاركته في الحكومة بإضفاء القومية وقبول التحول الديمقراطي، وعدم إقصاء الآخرين. وأعلن المهدي رفضه إجراء استفتاء إداري في دارفور في هذا التوقيت. وقال إقامة استفتاء قبيل اتفاق سلام شامل “كلام فارغ”، مطالباً بإعادة الحكم الإداري إلى نظام الأقاليم القديمة بدلاً عن الولايات. وسخر المهدي في مؤتمره الصحفي، بمناسبة إطلاق كتابه الجديد حول الثورات العربية الراهنة، من حكام يقللون من قدرات الشعوب في إحداث التغيير ويرددون “إن ما يحدث إنما تخطط له أميركا وإسرائيل”، أو إنه “نتيجة لحبوب الهلوسة”، أو “نشاط القاعدة”، أو أن المتحركين “صبية توزع عليهم حلوى البون بوني”، وقال “ربما تشدق البعض داخلياً بعبارات مثل (إننا حاجة ثانية لا يعنينا ما يحدث)”. من جانب آخر، نفت الأمانة العامة لحزب الأمة إدلاء أمين عام الحزب الفريق صديق إسماعيل بأي حديث للمركز السوداني للخدمات الصحفية “اس. ام. سي” - القريب من دوائر الأمن والمخابرات السودانية - بشأن توقع نهايات سعيدة للحوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأعلنت الأمانة العامة للحزب عدم التعامل مع المركز والامتناع عن مده بأي معلومات عن أنشطة الحزب بسبب ما نسبه تقرير للمركز إلى الأمين العام للحزب، حول الحوار بين الأمة والوطني. وقال بيان صادر عن الأمانة أمس، إنه لم يتم أي حديث من الأمين العام عن التحاور ومجرياته مع المركز السوداني للخدمات الصحفية.