الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليجنا منارة الفن والثقافة

26 مارس 2018 01:49
كان من اللافت للنظر، العدد الكبير من المواهب والأصوات الخليجية المشاركة في أحد برامج اكتشاف وصناعة المواهب الغنائية العربية، وتميزت المشاركة الخليجية أولاً بالثقافة الفنية، فأغلب المشاركين سافروا إلى مصر والكويت، بل وأميركا للدراسة والتعلم وصقل الموهبة، كما أنهم قدموا مثالاً باهراً للانفتاح الثقافي، لدرجة أن أحدهم غنى أغنية خليجية وتبعها بشكل مفاجئ بأغنية إنجليزية أوبرالية، كما حرصت المواهب الخليجية على التمسك بالجذور وتقديم ألوان الغناء الخليجي الشعبي والقديم الذي لم نعد نسمعه حالياً إلا في المناسبات أو الفعاليات المتخصصة، وفي المقابل صفق لهم الجمهور العربي من لبنان إلى مصر والمغرب معجبين ومنبهرين بهذه المواهب المتميزة. المجتمعات الحية لا تقوم فقط على النمو الاقتصادي والتطور التقني والمعمار والتشييد، بل تبقى الثقافة والفن جزءاً لا يتجزأ من الحركة المجتمعية، ولعلّ هذا أحد أسباب تطور منطقة الخليج التي تحرص على الجانب الثقافي، والفني في بناء حضارتها، فالمثقفون الخليجيون من شعراء وأداء وروائيين وصحفيين أصحاب إسهامات كبيرة في إثراء الثقافة العربية، كما أن حكومات مجلس التعاون تحرص على فتح قنوات الثقافة فرأينا «اللوفر أبوظبي»، ومهرجان دبي السينمائي، والأوبرا السلطانية في عمان والمتحف الوطني في البحرين، ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بالكويت، ولا تخلو مدينة سعودية من متحف أو موقع تراثي، ليكون الخليج منارة إشعاع ثقافي تمحو إلى غير رجعة الصورة الذهنية النمطية حول الرمال والصحراء والبترول. لم يُعد هناك خلاف على أن الدول الشابة والجديدة هي التي سوف تطور العالم في الحقبة القادمة، ودول مجلس التعاون الخليجي لا زالت «في عز شبابها»، تؤسس مسيرتها بأحدث المعايير، وتنشئ جيلاً معاصراً متقدماً، نهل من تراث أجداده وقيمهم العظيمة، وتشرب عاداتهم وتقاليدهم التي تحافظ على دينه وهويته، كما تتيح أمامه أفضل الفرص في التعليم والصحة والعيش والعمل، بل والثقافة والفن والموسيقى والرسم والنحت، فكل هذه العوامل تشكل لنا جيلاً قادراً على قيادة المستقبل في الاقتصاد والسياسة والثقافة والفن، وهذا هو النجاح الذي نعيشه الآن. محمد إبراهيم - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©