«فيسبوك» يتعقب نشاطات مستخدميه لترويج الإعلانات

تعتزم الشركة المشرفة على تشغيل موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فيسبوك” تشغيل نظام إلكتروني جديد يمكنه تعقّب سلوكات المستخدمين عندما يزورون مواقع أخرى على شبكة الإنترنت ثم يعمد إلى استخدام هذه المعلومات لاستهدافهم بموجة من الإعلانات التي تتفق مع اهتماماتهم. ويذكر أن “الاستهداف السلوكي” هو ظاهرة شائعة بكثرة على الإنترنت وتستخدمها الآن شركات شهيرة من أهمها “جوجل”، وتتلخص في استنتاج نوعية الأجهزة أو الأدوات أو الخدمات التي تروق للمبحرين في الإنترنت من خلال سلوكهم على الشبكة والمواقع التي يترددون عليها. إلا أن موقع “فيسبوك دوت كوم”، الذي كان حريصاً على عدم استخدام مثل هذا النظام ذي الطابع “التجسسي”، يعرّض نفسه الآن لتلقّي أول موجة من الانتقادات بسبب تضحيته بخصوصية مستخدميه مقابل الفوز بالعوائد الإعلانية. وحتى يتمكن موقع “فيسبوك” من تشغيل النظام، كان لا بدّ من إضافة مفتاح لمشاركة المواقع الأخرى في المحتويات الخاصة به. وهذا المفتاح شبيه بذلك الذي أتاحته مواقع أخرى مثل “تويتير” و”ديج” ويسمح للمستخدمين بالدخول إلى محتويات المواقع الأخرى ليتحول الموقع بذلك إلى ما يشبه محرك بحث مشترك بين كل مستخدمي الإنترنت. وسوف يستغل موقع “فيسبوك” محتوى الملفات التي يتم تبادلها بين مستخدمي النظام لاستهدافهم بإعلانات تتفق مع ميولهم. وسوف يشاهد مستخدموه هذه الإعلانات على صفحاتهم الخاصة في الموقع. وأطلقت “فيسبوك” على “مفتاح المشاركة” الجديد اسم “لايك” Like وسوف يتم تشغيله على المفتاح “إف8”، ومن المنتظر الإعلان عن إطلاقه رسمياً هذا اليوم الأربعاء ضمن أشغال المؤتمر السنوي لموقع “فيسبوك” الذي ينظم في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا. ورفض مسؤولو “فيسبوك” التعليق على هذا التطور البارز في استراتيجيات التعامل مع المستخدمين وفضّلوا تأجيل الحديث عن التفاصيل حتى موعد انعقاد المؤتمر الذي ينتظر أن يتم فيه اتخاذ قرارات عديدة أخرى. إلا أن أحد هؤلاء المسؤولين نفى أن يكون النظام الجديد معتمداً على قيام الشركة بـ”تعقّب” نشاطات المبحرين في الموقع. وقال ناطق باسمها: “لم نعلن حتى الآن عن أي تغيير في خططنا وسياساتنا المتبعة في التعامل مع المستخدمين”. ويذكر أن شركة “فيسبوك” بقيت منذ إنشاء موقعها الشهير وحتى الآن تستهدف المبحرين في موقعها بالإعلانات المناسبة عن طريق تحليل المعلومات التي يقدمونها في صفحة “طلب الاشتراك” بما في ذلك مكان الإقامة والسن والجنس والهوايات والنشاطات المفضلة والمهنة والميول الموسيقي. عن صحيفة (فاينانشيال تايمز)