الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ليلة تراثية أفريقية أضاءتها 24 دولة في سوربون- أبوظبي

ليلة تراثية أفريقية أضاءتها 24 دولة في سوربون- أبوظبي
27 مايو 2016 22:25
أحمد السعداوي (أبوظبي) شهدت أبو ظبي ليلة تراثية أفريقية خالصة أمس الأول مع انطلاق فعاليات يوم أفريقيا داخل جامعة باريس السوربون-أبوظبي، في حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة وسفراء من دول أفريقية وعدد من الدبلوماسيين وأسرهم إلى جانب فئات مجتمعية عدة حرصت على متابعة هذا العرس الأسمر الذي يقام للمرة الأولى داخل مقر هذه الجامعة العريقة في أبوظبي وبمشاركة 24 دولة أفريقية. التراثي، وامتزجت ألوان الموسيقى والفنون والنماذج التراثية المدهشة لتنصهر في بوتقة واحدة على أرض العاصمة، مؤكدة المكانة التي تمثلها دولة الإمارات كمنصة للتواصل والمحبة والسلام على مستوى العالم، في حين استمتع الحضور بالفعاليات الكرنفالية التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، متيحة الفرصة للتعبير عن شكل مهم من أشكال التواصل بين أبناء القارة الأفريقية في رعاية إماراتية. فن التنورة الاحتفال الذي أقيم في المدخل الرئيس لجامعة باريس السوربون-أبوظبي، اشتمل أقساما متنوعة لكل دولة من الدول المشاركة، لتعرض أهم منتجاتها التراثية والحرف التقليدية التي اشتهر بها أبناء هذا البلد أو ذاك، فنجد ملابس شعبية خاصة بالمناسبات الوطنية، ومصنوعات جلدية من جلود الأبقار والأغنام، وآلات موسيقية مصنوعة بأدوات بدائية، وأوان للأطعمة بأشكال فريدة، وهدايا تذكارية معبرة عن هوية كل دولة، وكتبا تعريفية بالأماكن السياحية وما تشتهر به كل دولة وغيرها من المعروضات التي تطرح على الجمهور على مدى أيام الحدث القائم حتى مساء غد. وقال شريف مصطفى الديواني، القائم بأعمال السفير المصري، إن المشاركة المصرية في الحدث تركز على الجوانب التراثية والعروض الفلكلورية مثل «فن التنورة»، والمأكولات الشعبية االتقليدية، مشيراً إلى أن المشاركة المصرية في تلك الفعالية تأتي ضمن التوجه القوي لمصر هذه الأيام لمد جسور التعاون الوثيق مع بلدان القارة الأفريقية والعودة لتحتل مكانتها الطبيعية في المنطقة، خاصة وأن لها تواصلا من قديم الأزل في عمق القارة الأفريقية. ولفت الديواني إلى أن إقامة هذا الحدث الأفريقي في قارة آسيا وتحديدا على أرض الإمارات، يعتبر تأكيدا على السياسة البعيدة الرؤى التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأهمية التواصل الإنساني بين مختلف أقطار الأرض، ومن ذلك الاهتمام بالقارة الأفريقية وكل ما يتعلق بها من أحداث وتفاعلات، ومن هنا كانت الاستضافة الإماراتية الكريمة لهذا الحدث الذي يقام سنوياً فيما بعد، والذي يعد امتداداً لجهود ومشروعات إماراتية في أنحاء القارة السمراء. مشاركة ليبية أما الدكتور عارف علي النايض سفير ليبيا، فقال، إن ليبيا جزء لا يتجزأ من أفريقيا والعالم العربي والاسلامي، وفي هذا اليوم كانت هناك مشاركة ليبية مميزة إلى جانب الدول المشاركة في الحدث، ومنها مصر، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، والسودان. وكل هذه الدول جاءت لتقول إن أفريقيا هي المستقبل وهي القارة الواعدة اقتصاديا وثقافيا، وأن تعددها الثقافي سيكون له أهميته على مستوى العالم. واشار إلى أن إقامة تجمع أفريقي في قارة آسيا، يؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تربطها علاقات تاريخية مع قارة أفريقيا، خاصة بلدان شرق أفريقيا، كون الإمارات بوابة للتواصل الحضاري والثقافي والاقتصاري ويعتبر بلدا مميزا يجمع كل هذه البلدان وحلقة وصل وتعاون بين كل دول العالم، حيث إن الثقافة الأفريقية جزء لا يتجزأ من ثقافة هذه المنطقة. ونوه النايض إلى جهود جامعة باريس السوربون-أبوظبي في إنجاح هذا الحدث، كونها جامعة دولية فرنسية ولكنها الآن تعتبر عربية لوجود مقر مميز لها في أبوظبي بحيث تتحدث عن بناء الجسور، وفي هذا الحرم الجامعي مجمع للثقافات والحضارات والتعاون المتبادل بين كل الجنسيات سواء عبر هذا الحدث أو غيره من الأحداث المهمة المقامة داخل مقر الجامعة في العاصمة الإماراتية. كرنفال أفريقي امبيجاني خاوقلو ليخورو، سفير جنوب أفريقيا، يذكر «أن الكرنفال الافريقي هو تقليد سنوي تشارك فيه المجموعة الأفريقية، غير أنه يتخذ كل عام شكلاً مختلفاً عن سابقه، وهذه الدورة قررنا إقامتها في جامعة باريس السوربون-أبوظبي، ليأخذ شكل حفل استقبال، ما منح الاحتفالية أجواء مميزة، بحيث تعرض كل دولة نماذج من تقاليدها وعاداتها وأكثر ما تشتهر به في كافة المجالات، وهذه المشاركات جميعاً تنظم برعاية الاتحاد الأفريقي، وسبق أن أقيم الاحتفال أكثر من مرة في الإمارات ولكنها المرة الأولى التي تقام في السوربون- أبوظبي، وأخذت كل جولة جزءا من برنامج الحفل وعملت على تقديمه في أكمل وجه»، مشيراً إلى «أن جنوب أفريقيا عرضت أهم المزارات والأماكن السياحية هناك، وبعض الفنون والمأكولات الشعبية المرتبطة بثقافة وعادات أبناء جنوب أفريقيا» لافتاً إلى أن هناك مباريات لكرة القدم ستقام بين الدول المشاركة على مدى يومين لإعطاء مزيد من التفاعل والتجاوب مع الكرنفال الأفريقي المقام على أرض الإمارات. منتجات سودانية ومن السودان، تقول سارة عبدالله عباس، زوجة معالي السفير السوداني، والمشرفة على جناح المعروضات السودانية في اليوم الأفريقي، إن المشاركة السودانية تضمنت أدوات الحناء والأعراس، ومنتجات يدوية مصنوعة من جلود الماشية وفراء الغنم وجلد النمر، وأوان تراثية ومنها آل «مندولة» وهي وعاء مصنوع من سعف النخيل تقدم فيه الحلوى والفواكه للضيوف، والـ «فندق» وهو عبارة عن وعاء خشبي كبير له يد يستخدم في طحن الحبوب والبهارات، وقرع مجفف يستخدم لأغراض الديكور وأشكال لحيوانات منتشرة في السودان مثل الغزلان وغيرها، إضافة إلى أنماط أخرى من المعروضات المرتبطة بمكونات البيئة السودانية، أبرزها «السبحة الألفية» المعروفة لدى الصوفيين والتي تتكون الواحدة منها من ألف حبة وليست 99 مثل سائر أنواع السبح المنتشرة في العالمين العربي والإسلامي. زي سوازيلاند وفي زي تقليدي مدهش ظهرت تيمنتو دلاميني، المسؤولة عن جناح مملكة سوازيلاند، لتقول إن هذا هو الزي الوطني المستخدم في كافة الاحتفالات والأعياد الوطنية والمناسبات الرسمية، وهو يعكس شكلا من أشكال هوية مملكة سوازيلاند التي لها علاقات متميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى علاقتها القوية مع الاشقاء الأفارقة، مشيرة إلى أن أهم معروضات المملكة في هذا العرس الأفريقي تتنوع بين أشكال الأفيال والاسود لرمزيتهما الكبيرة لدى مجتمع سوازيلاند، معبرة عن سعادتها للمشاركة الأولى في هذا الحدث التي رأت من خلاله كيف أن بلدان القارة الأفريقية غنية بمعالم تراثية وثقافية فريدة تؤهلها لتكون في مرتبة متقدمة بين بلدان العالم، مقتدين في ذلك بالنموذج الناجح لدولة الإمارات العربية المتحدة التي صارت واحدة من أرقى دول العالم، وفي الوقت ذاته ما زال جميع أبنائها معتزين بشكل لافت بهويتهم الوطنية عبر ارتدائهم ملابسهم الخاصة وغيرها من السلوكيات والملامح التي تبرز حرصهم على هذا الانتماء والحب لوطنهم. جسر بين الحضارات قال البروفيسور إيريك فواش، مدير جامعة باريس السوربون-أبوظبي: «نحن فخورون بأن نكون شركاء مع مجموعة من أهم سفراء الدول الأفريقية في دولة الإمارات العربية المتحدة ولاستضافة فعاليات الأسبوع الأفريقي الذي يشارك فيه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يشكل هذا الحدث أيضاً منصة فريدة لجميع المشاركين فيه للتعرف إلى أكثر من 24 بلداً أفريقياً، حيث يجمع تحت سقف واحد مختلف الثقافات والعادات والتقاليد الأفريقية». وأضاف البروفيسور فواش: بناء على شعارنا «جسر بين الحضارات»، يعتبر الأسبوع الأفريقي أحد المبادرات التي نقوم بها لتعزيز هذا الشعار لتقريب المسافات بين مختلف الحضارات التي تحتضنها الجامعة، حيث يشكل أيضاً فرصة كبيرة لطلبتنا للاطلاع عن قرب على ثقافات جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©