السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

48 درجة تنقل اليحيائي والكوكو للمرحلة التالية من «شاعر المليون»

48 درجة تنقل اليحيائي والكوكو للمرحلة التالية من «شاعر المليون»
13 مارس 2014 22:27
أبوظبي (الاتحاد) - ليلة كان الشعر طافحاً فيها؛ من أول شاعر من الشعراء الثمانية وحتى آخرهم، ومثلما بدأت الحلقة بفوز شاعرين عن الحلقة الماضية، انتهت بفوز شاعرين عن حلقة أمس الأول، والتي قالت فيها لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد؛ من الآراء النقدية الإيجابية الكثير، إذ أبدوا إعجابهم بجميع القصائد، وبجميع المتسابقين الذين قالوا من الشعر الجميل، ومن المحسنات الكثير، ومن الأساليب ما أثار اهتمامها. بثت الحلقة الخامسة من برنامج «شاعر المليون» أمس الأول على قناتي أبوظبي – الإمارات، وبينونة، وإذاعة أبوظبي fm ليكون على مرأى ومسمع عدد كبير من المشاهدين والمستمعين. وبعد تقديم تقرير مصور عن قصر السراب؛ أعلن مقدما البرنامج حسين العامري وشيما نتائج الحلقة الماضية، ليتأهل العماني كامل البطحري بـ74%، والأردني محمد السردي بـ57%، فيما لم تمنح لجنة التحكيم بطاقتها الذهبية لأحد للمرة الثانية. وفي نهاية الحلقة تأهل كل من الشاعر السوري حامد الكوكو، والشاعر العُماني حمود اليحيائي للمرحلة الثانية بدرجات لجنة التحكيم. تأهل متسابقين الشعراء المشاركون في حلقة، أمس الأول، هم تيسير الذيابات «الأردن»، جديع العازمي «الكويت»، حامد الكوكو «سوريا»، حمود اليحيائي «سلطنة عمان»، عبدالله العنزي «الكويت» عبدالله شنار الزعبي، وعبدالله مدعج المطيري «السعودية»، محمد العرجاني «البحرين». ومع اشتداد المنافسة في الحلقة الخامسة، وفي ختام ليلة شعرية حافلة بالإبداع والتألق والمعاني الجميلة، وبتصويت الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان الكوكو صاحب الرصيد الأفضل، إذ حصل على 27%، فيما حصل على 48 درجة من درجات اللجنة الخمسين، والتي أطلقت عليه لقب «عندليب الشعراء»، في حين ذهبت أعلى درجات جمهور المسرح لليحيائي، إذ حصل على 61%، في حين منحته لجنة التحكيم ذات درجات سابقة، وهي 48 درجة. ومع انتهاء الحلقة، تأهل كل من الشاعر السوري حامد الكوكو، والشاعر العُماني اليحيائي للمرحلة الثانية بدرجات لجنة التحكيم، ولم يكن على الشعراء الستة إلا الخضوع لقانون المسابقة، إذ عليهم الانتظار أسبوعاً من القلق والتفكير. ومن بين فرسان أمس الأول كان أول المتقدمين إلى مسرح شاطئ الراحة تيسير الذيابات ليلقي نصه «مثير الجدال»؛ وقد وجد الحسن في النص تناقضاً بين موقف الشاعر وموقف الحبيب، فالأول مقبل، والآخر مدبر، وقد بيّن ذلك صراعاً بين اليأس والأمل، الأمر الذي ولّد طباقات بين متضادات ومتقابلات. وقال العميمي «كانت القصيدة قائمة على اللغة بشكل واضح، والدليل هو اعتماد الشاعر على المحسنات البديعية، والمقابلة والتناقض، لكن ثمة سلاسة في النص، وإيقاعاً وزنياً جميلاً، وصياغات جميلة، وإن كان بعضها مستهلكاً». بينما أشاد السعيد بما قدمه تيسير، وبالأردن التي عينها على البيرق، مضيفاً أن الألم كان حاضراً من بداية النص إلى نهايته. استعارات وصور ثاني شعراء الأمسية كان جديع العازمي، الذي قدم نصه اللافت «المنارة»، وقد أشاد به العميمي، وبالشاعرية التي تجلت في النص، وقال «لو أن الشاعر ابتعد عن الخطاب المباشر لكان التصوير أجمل». ووجد السعيد أن النص انقسم إلى قسمين: شاعري، والآخر فيه انكسار. الحسن من جانبه قال إن النص جميل، مشيراً إلى الأسلوب الذي اتبعه الشاعر في البداية، أما التشبيهات، فقد جاءت وكأنها تعريفات. «ما رح يرجعوا» هو عنوان نص حامد الكوكو، والذي أذهل اللجنة والحضور، فقد شكر السعيد الشاعر على إبداعه، وشعوره العالي بالوطن، وأشار إلى الصور البليغة التي تجسد معاناة السوريين. «ما أجمل سوريا الموجودة في النص في النصف الأول»، قال الحسن، وأضاف «تمحور الكون حول سوريا فيما جاء من مفردات، مثل الشمس والبدر والنجوم والسماء، ومن ثم أتت مفردات النسيم والغروب والزهور، وكذلك تعداد الشاعر الربيع وألوانه، وفي تلك الأبيات استطاع الشاعر أن يعبر عن تلك الصور بجمالٍ. وأضاف «في بداية النص تبدى الجمال، فيما تبدى القبح في النهاية، وفيه ركز الشاعر على طفلة بذاتها، فنقل الصورة إلى صورة إنسانية». ومما رآه الحسن أن الأبيات الثلاثة الأخيرة كانت غريبة عن النص، فهي خطابية ومباشرة، في حين كانت الأبيات في البداية تهويمات في الشاعرية، والنص بشكل عام كان رائعاً. ووجد العميمي أن القصيدة مكتوبة بحرفية عالية، مع خصوصية القضية، وخصوصية التجربة واللغة الشعرية والتصوير الرائع، وهو ما ظهر في هيئة لوحات فنية ومشاهد سينمائية تتضمن اللون والحركة والرائحة. «دعوة للتعايش» التي ألقاها الشاعر حمود اليحيائي لقيت استحسان اللجنة أيضاً، وعنها قال الحسن «القصيدة رائعة بلوحاتها الفنية رائعة التي جاءت في أبيات عدة، وكذلك التشبيهات الجميلة للغاية». من جانبه، أكد العميمي تناول القصيدة قضية جوهرية، وهي التعصب المذهبي، مشيداً بدقة التصوير في النص. وكان المدخل برأي السعيد ذكياً، والقضية التي طرحها حساسة، لكنها سارت على خير ما يرام، غير أنه وجد غياب لبيت الربط بين المقدمة والموضوع، ومع ذلك القصيدة لا تُشبِع. وإلى نص عبدالله الزعبي المتسابق الخامس انتقلت اللجنة، فأشاد العميمي بالزعبي حضوراً وشعراً، رغم أن القصيدة تدور في فلك الذات والحب. فيما قال السعيد، إنها القصيدة السهلة الممتنعة الجميلة، والتي تحمل شموخاً محبباً. وأشاد الحسن بأسلوب الطرح المختلف، وبكثافة التصوير الجميل، لكنه رأى أن القصيدة التي تحدث فيها الشاعر عن مشاعر ذاتية؛ لم تتحد لتشكل معادلاً موضوعياً كاملاً. بيان ومعان عبدالله مدعج كان مثل من سبقه من الشعراء، إذ قال السعيد عن نصه الذي ألقاه إن «الجمال فيه بالغ، والبداية ذكية، والشاعر بطل منذ الجولات». كما لفت السعيد إلى التسلسل العذب في النص، وطفولة العاشق ومعاناته. وقد حاول السعيد البحث عن «عذروب» أو هنة فلم يجد، فقد تبدّى الجمال من البداية وحتى النهاية في ذلك النص الشامخ. والصعوبة في النص، مثلما رأى الحسن، تكمن في انتقاء اللحظات التي تمثل كل مرحلة، وتحويل تلك اللقطات إلى أبيات شعرية محملة بالصور الجميلة والالتقاطات، التي جعلت النص مترابطاً بتطوره الزمني والموضوعي، وهو أمر يحتاج إلى وعي كبير، وبرأيه أن النص كان يتطور مع تطور الإنسان، فكل فقرة فيها جمال وروعة، وهو ما أشار إليه أيضاً العميمي، حيث تصاعدت الشاعرية والجمال في النص من بدايته إلى نهايته، أما السلاسة فقد كانت عجيبة، إذ انتقل الشاعر من الحديث عن الذات إلى الحديث عن العاشق. وألقى عبدالله العنزي قصيدة «فتحت بالحب» لقيت إعجاب اللجنة والجمهور، والنص بحسب الحسن كان جميلاً كلمات وإلقاء، وتفاعل الجمهور معه كان أجمل. وقد وجد الحسن تصويراً رائعاً في النص منذ مطلعه. وما أثنى عليه العميمي بداية هو اختيار الموضوع الإنساني والموفق، ثم جماليات النص والابتعاد عن الصياغات العامة الفضفاضة. ووجد العميمي أن الشعر كان حاضر في كل الأبيات التي حمل أحدها تورية جميلة. وقال إن دخول الشاعر المسرح بـ «الدحة» ميزه عن الآخرين، ثم إن النص والطَّرْق والقافية والفكرة جسدت شخصية النص. تهنئة بجائزة قبل معرفة نتيجة الحلقة الماضية؛ أطل الإعلامي والشاعر عارف عمر مُعد البرنامج، مُهنئاً الشاعر الإماراتي المعروف جمعة الغويص، الذي فاز بجائزة أبوظبي، ثم رحب بالدكتورة ناديا بوهناد، التي رأت في متسابقي الحلقة الخامسة العديد من الصفات التي لها دلالات نفسية تابعتها في ختام الحلقة. نص يخلد «فزعة» الإمارات ختم محمد العرجاني حلقة أمس الأول، بنص قال عنه العميمي، إنه يحمل صورا جميلة. فيما وصف السعيد النص بأنه حاملُ الوفاء والعرفان، ووثق الفزعة التي لبتها الإمارات، بوقوفها إلى جانب البحرين، ورغم ابتعاد الشاعر «أسد الفرسان»، كما وصفه السعيد، عن السياسة إلا أنه خلد موقف الإمارات والسعودية. ثم ختم الحسن الآراء النقدية بالقول، إن الموضوع جميل ووطني، وفيه عرفان تجاه كل من الإمارات والسعودية، وقد نوّع الشاعر في طرح الأساليب الشعرية، فاستخدم الأسلوب الخطابي والمنبري، ثم دخل إلى الأسلوب الذاتي الذي يعبر عن التقريرية، وعرج على الأسلوب القصصي، فجمّل تنوع الأساليب النص، الأمر الذي أنقذه من النمطية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©