الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءات الصيف·· متعة خالصة أم فائدة مختارة؟

قراءات الصيف·· متعة خالصة أم فائدة مختارة؟
22 مايو 2008 02:37
احمد عوض سعداوي من لغو الصيف إلى جِد الشتاء ، عنوان لواحد من أهم مؤلفات عميد الأدب العربي طه حسين، فهل الصيف حقاً فصل للّغو كما يتبين من عنوان الكتاب، أم أن الصيف يمثل فرصة للكُتّاب والمثقفين لاستعادة نشاطهم الفكري وتجديد طاقاتهم الإبداعية، من خلال عملية القراءة، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن القراءة وأهميتها كغذاء للروح والعقل، فكلنا يعلم ذلك، ولكن ما نعنيه هنا هو نوعية الكتب التي يعتزم قراءتها المفكرون والأدباء وأهل الثقافة في إجازتهم الصيفية، فماذا عن تلك الكتب، وما هو السبب الذي يجعلهم يقرأون هذه النوعية من الكتب أو تلك دونما غيرها؟· وهل تعتبر قراءات الصيف متعة خالصة أم فائدة مختارة؟ كتّاب ومثقفون إماراتيون ومقيمون في الإمارات يجيبون عن هذه الأسئلة، وهم ربما بذلك يقدمون للقارئ المهتم قائمة مقترحة بأهم الكتب التي يمكن أن يقضي معها إجازته· حارب الظاهري رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يفضل أن يقضي اجازته الصيفية مع الروايات وهو يقول: عادة في الصيف أقرأ بعض الروايات والكتب التي أختارها بدقة متناهية، وهذه الروايات قد تكون لمؤلفين عرب أو مترجمة عن لغات أخرى، وهي غالباً ما تحمل الطابع الفكري والفلسفي، كما أقرأ بعضاً من الكتب الدينية ذات الصبغة الإسلامية، وبما أن الوقت المخصص للقراءة في الصيف ليس كبيراً بالقدر الكافي مقارنة بسائر فصول العام، فان اختياراتي تتلاءم مع قصر الفترة الزمنية، وفي نفس الوقت تشبع حاجتي المستمرة للقراءة· روايات يابانية الشاعر حسان عزت والذي يشغل منصب مسؤول اللجنة الثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يقول: إجازة الصيف بمثابة رحلة للزمان والمكان، وفترة زمنية يهدف الكثيرون إلى ان تكون فترة استرخاء واستجمام معاً، لكن بالنسبة إلى الذين يعتبرون الثقافة جزءاً أساسياً في الحياة والوجود، فهي عندهم فترة إغناء للروح والفكر، وفترة نشاط ذهني من نوع آخر، وعن نفسي فأنا أنتهز فرصة الصيف لقراءة الكتب التي لم أستطع، قراءتها خلال العام المنصرم، وهي تشمل الرواية، والشعر، والكتب الفكرية والنقدية، وكذا الكتب التي تهم أمتي العربية وقضاياها المختلفة، فضلاً عن الكتب التي تتحدث عن العالم الذي أعيش فيه بمشاريعه وتحولاته وقلقه تجاه المستقبل، ومن العناوين التي أزمع قراءتها، عدد من الروايات اليابانية والغربية المترجمة، وبعض الأعمال الشعرية التي لم أطلع عليها بعد، وهناك مجموعة من الروايات التي فاز أصحابها بجائزة نوبل للآداب· الهند والصين أما الروائي والأديب أنور الخطيب فيقول: لا شك أننا نقرأ بهدف، إما للمتابعة، وإما للمتعة، وإما للكتابة، وهذه الأهداف تصب في سياق أننا لا نستطيع العيش بلا قراءة، أي بلا كتابة· بالنسبة لي سأواصل القراءة في ثلاثة اتجاهات، الأول الاتجاه الذي يخدم كتابتي الروائية، والاتجاه الثاني الذي يوفر لي التواصل مع الثقافات الأخرى، والاتجاه الثالث هو الذي يعمق من تأملي· أما الاتجاه الأول فهو رواية انتهيت منها وأعيد كتابتها (وهو الأمر الصعب)، وجزء منها يتعلق بالهنود الحمر، ولهذا سأواصل القراءة حول حضارة الهنود الحمر وتعرضهم للإبادة، وهناك كتاب اسمه ''مذبحة الهنود الحمر'' وهو عبارة عن رسائل أحد القساوسة لملكة إسبانيا كتبه بعد أربعين سنة من العيش في الأرض الجديدة، التي صار اسمها في ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، واستراليا، كندا، ويصف القسيس في الكتاب ما قام به الجنود من تعذيب وتنكيل وتمثيل بنساء وأطفال ورجال الهنود الحمر، تحت مظلة التبشير والتحضر، واستعبادهم وتسخيرهم لمصالحهم الشخصية· أما الاتجاه الثاني فيصب في متابعة ما كنت قد بدأت، وأنا أحيانا أبدأ بقراءة ثلاثة كتب أفضل أن تكون عن ثقافات أخرى، ولكنني سأركز للانتهاء من رواية ''بجعات برية''، وهي رواية صينية ترصد تعاقب الأجيال، وما تعرضت له الصين في فتراتها السياسية السابقة، خاصة مع الاحتلال الياباني والروسي لبعض مقاطعاتها، وهي رواية مفعمة بالتفاصيل التي توفر لنا أرضية لفهم الثقافة الصينية بما فيها من سلوك وعادات وأعراف· أما الكتاب الذي أحب أن اقرأه بهدوء فهو للشاعرة خلود المعلا، ديوانها الجديد ''ربما هنا''، أضيفه لديوانها ''هاء الغائب''، ومنبع اهتمامي هو أن الشاعرة تكتب ذاتها بصدق وأمانة وجرأة، ضمن رمزية سهلة ولغة بوح ترتقي بالروح نحو سماوات وفضاءات جديدة· لقد قرأت كثيرا لكاتبات وكتاب يشبهون خلود المعلا في بعض ملامحها الاجتماعية، لكنني لم أجد هذا الصدق في رسم العلاقة بينهم وبين الآخر، المكان أو الإنسان أو الزمن· استثمار الوقت الشاعرة أسماء الزرعوني تشير إلى أن القراءة عندها لا تقتصر على فصل الصيف فقط، فهي لا تكف عن القراءة اليومية، وترى أن فصل الصيف فرصة جيدة لاستثمار الوقت في قراءة ما سبق أن حصلت عليه من معارض الكتاب من كتب، ولم تجد من الوقت ما يكفي لقراءتها، وهي تهتم كثيراً بقراءة كتب التراث والتاريخ، وقراءة الكتب الروائية، والأعمال النقدية والمسرحية، وتعتزم قراءة بعضها في هذا الصيف، وهي تعمل على إصدار روايتها الجديدة ''شارع المحاكم'' وهو ما يجعلها تكثف قراءة الأعمال الروائية لأن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على تجربتها القصصية، فهي تؤكد على أن عملية الإبداع عملية تراكمية ولا تتأتى من فراغ، وبصفة عامة فإن أسماء الرزرعوني ترى أن القراءة تؤدي إلى تقوية اللغة والأفكار، وتوسعة الأفق، حيث يبقى الكتاب سيد المعرفة رغم عصر التكنولوجيا وانتشار العديد من الوسائل المعرفية الأخرى· المعرفة العميقة ويقول محمد مصبح الشامسي مدير تحرير مجلة ''منار الإسلام'': أنا مستمر في القراءة سواء في الصيف أو في سائر فصول السنة، فأنا أهتم بالقراءة بصفة عامة، ولكن بالنسبة لمجتمع الإمارات، الجميع في الصيف ينشغلون بالسفر ويفكرون فيه، وغالبية الناس في هذا الفصل لا يهتمون بالقراءة المعرفية العميقة، ولكن يقرأون فقط الصحف والمجلات، أما أنا فأقرأ في السياسة والاقتصاد والكتب التاريخية والتراثية، فالقراءة في السياسة تغذي الإنسان بما يجب أن يعرفه عن محيطه الخارجي والداخلي، والاقتصاد يعتبر عصب الحياة الحالية، هو ما يستلزم الاطلاع المستمر على الكتب الاقتصادية التي تتناول الاقتصاد العالمي أو اقتصاد منطقتنا الخليجية، وكذلك أهتم بقراءة كتب التاريخ والتراث التي تتحدث عن أصل التحالفات السياسية والقبلية التي كانت سائدة في المنطقة، فأنا متشوق دائماً للتراث ومعرفة ما حدث على هذه الأرض، والحضارات التي تعاقبت عليها· لا فصل للقراءة الكاتب الساخر أحمد أميري يقول: ليس عندي كتب محددة لكل فصل، لأن الفصول في دول الخليج تتشابه إلى حد كبير، وإذا كان هناك سفر في الصيف، فسآخذ معي كتاب ''هجاء القتيل لقاتله'' لزكريا تامر، و''أيام فاتت'' لخالد القشطيني، ومجموعة من كتب الصادق النهيوم التي تضم مقالاته المنشورة في الصحف، وكذلك بعض المجموعات القصصية التي أهداني إياها أصحابها· ويضيف أحمد أميري: جميع هذه الكتب التي أنوي قراءتها، وأشك أنني سأنتهي منها، كتب مقالات أو قصص قصيرة وليست ذات موضوع واحد، لأنها تناسب الحركة المتكررة في السفر، فتقرأ في الطائرة وفي الفندق وفي أي مكان من دون أن تضطر إلى تذكر ما قرأته وتربط موضوعاتها بعضها ببعض كما يحصل مع باقي الكتب التي تحتاج إلى نَفَس طويل غير منقطع· العصر والتراث ويقول المحلل السياسي والصحفي حيدر طه: أنا مشغول الآن بتأليف كتاب عن السودان بعنوان ''عندما يضحك التاريخ'' وهو يتناول التكتيكات والأساليب المستخدمة في السياسة السودانية، ولذلك فان قراءاتي الصيفية سوف تتمحور حول الكتب والمراجع المتعلقة بالتاريخ والسياسة في السودان، بالإضافة إلى أن هناك بعض الكتب التي إقتنيتها من معرض أبوظبي للكتاب مثل كتاب ''عصر الاضطراب'' The Age of Turbulence ومؤلفه هو آلان جرينسبان رئيس البنك المركزي الأميركي السابق، والكتاب يتحدث عن هذا العصر الأميركي والظروف الاقتصادية العالمية، وتنبع أهميته من أن مؤلفه يُعد واحداً ممن يديرون عجلة العولمة منذ بدايتها ومدرك تماماً لأسبابها، وما تنتجه من صراعات، وما تفرزه من اضطرابات· ويضيف حيدر طه أنه سوف يقرأ بعض الكتب التراثية، مثل كتاب ابو حيان التوحيدي ''اخلاق الوزيرين'' والكتاب يبحث في علاقة أبو حيان بكل من الصاحب بن عباد، وابن العميد، وهو يمثل رؤية نقدية لهاتين الشخصيتين، ولكن بلغة راقية نحتاجها في ايامنا هذه، ويوضح أن قراءاته تجمع بين الماضي والحاضر، وهو ما يساعده على استشراف ما سوف يجري في المستقبل من مشكلات أو اضطرابات، أو نشوء علاقات وتحالفات دولية جديدة· ··والصحة أيضا ويقول الشاعر عباس أحمد العصفور: الصيف فترة للراحة والاستجمام ترتاح فيه النفس من عناء العمل، وأقضي فيه الوقت للانتعاش صحياً، سواء في الاستجمام أو الاستحمام في ماء البحر، وهذه الرغبة في الراحة تدفعني إلى قراءة بعض الكتب المتعلقة بالتثقيف الصحي مثل كتاب ''جدد شبابك'' للدكتور عبد الباسط محمد السيد، وكشاعر وأديب لابد أن أضيف إلى هذا الكتاب القيم قراءات شعرية متنوعة أُثري بها لغتي الشعرية، فضلاً عن اهتمامي بالثقافة الدينية، لأن من أراد الله به خيراً فقهه في دينه· متابعة يومية اما الشاعر والمترجم شهاب غانم فيقول: الحقيقة هي أنني منذ سنين طويلة وخصوصا منذ تقاعدت لا أجد اثرا للصيف أو الفصل على ما اقرأ، فأنا متابع جيد للأخبار السياسية في الصحف والإنترنت والقنوات التلفزيونية، فضلاً عن الصفحات والملاحق والمجلات الثقافية وخصوصا المحلية، وأتصفح الكثير من الكتب وأقرأ بعضها، سيما ما يمت بصلة للكتاب أو الكتب التي أعمل على تأليفها، كما أطالع ما يقع بين يدي من كتب تتعلق بأسباب تخلف أمتنا وكيف يمكن أن تنهض فكريا وعلميا وسياسيا واقتصاديا··· إلخ، ناهيك عن مطالعتي للشعر وكتب النقد الشعري بشكل يومي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©