الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محميات طبيعية قطرية تعيد توطين المها العربية

محميات طبيعية قطرية تعيد توطين المها العربية
20 ابريل 2010 20:33
تولي قطر اهتماما متزايدا بقضية البيئة حيث أصدرت التشريعات والقوانين التي تحميها وتحمي حيواناتها لاسيما المها العربية، وتم إعداد الاستراتيجيات المتنوعة لحماية التنوع الإحيائي، وترمي قطر من إنشاء المحميات الطبيعية إلى تحقيق أهداف من بينها الحد من التدهور البيئي مثل قتل الحيوانات وتدمير النباتات والمحافظة على التنوع البيولوجي وإعادة توطين بعض الأنواع المنقرضة وتوفير الحماية والرعاية البيطرية لهذه الحيوانات فضلا عن أن المحميات الطبيعية تعد من وسائل الجذب السياحي المعروفة بالسياحة البيئية. يعد المها العربية من أهم الحيوانات في قطر إلى جانب الجمال والخيل والصقور، وبات عدد من المواطنين يربونها في مزارعهم، ويعتزون بها لأنها مرتبطة بتاريخ هذه الأرض. وما يساعد على شغف الناس بها، هو أنها ذات منظر جميل، ولحمها لذيذ، ومعروف عن لحم الغزال تميزه واختلافه عن بقية اللحوم. وتقتصر هواية تربية الغزلان على المقتدرين فهي تحتاج إلى عناية خاصة وتوفير بيئة معينة لتعيش. ثروة حيوانية وقال الدكتور محمد الجاسم إن المها العربية تعتبر ثروة حيوانية لدولة قطر، وقد اهتمت بتربيتها، في محميات طبيعية كثيرة في جنوب وشمال وغرب البلاد، مثل محمية الشحانية التي تحوي آلاف الرؤوس منها وكذلك محمية الوسيل، ومحمية أبو سمرة لحمايتها من الصيد الذي قضى عليها سابقا إلى جانب أن النمو السكاني جعلها تهرب إلى عمق الصحراء العربية، مشيرا إلى أن المها تعيش في الأودية والمناطق الصخرية، وتتغذى على الحشائش البرية والأشجار. وبين أن المحميات تساعد على تكاثرها خاصة أنها تحظى بدعم لا محدود من الجهات المختصة بمتابعتها ومراقبتها وعلاجها وتغذيتها. في ذات السياق، قال الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني، أحد المهتمين بتربية الغزلان، إنه أحب تربيتها منذ صغره، منوها إلى إنه في رحلات الصيد التي قام بها إلى دول آسيا وأفريقيا اصطاد أنواعا كثيرة من الغزلان، ولكنه لم ير مثل جمال غزال المها. وقال المهندس غانم عبد الله، مستشار الحياة الفطرية بوزارة البيئة القطرية، إن أعداد المها تراجعت حيث كانت تعيش بالبر دون رعاية، مشيرا إلى أن هناك عدة أسباب ساهمت في تراجع أعداد المها في هذه المنطقة ومنها الصيد الجائر والجفاف والزحف العمراني ووسائل الصيد الحديثة. وأضاف أن “المها تعرضت للصيد بسبب لحمها خاصة مع ظهور السيارات رباعية الدفع فكان الناس يخرجون إلى البراري ويصطادون المها، ما أدى إلى تراجع أعدادها بطريقة كبيرة في مجمل دول شبه الجزيرة العربية؛ وتاليا اختفاؤه من الطبيعة”. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الدول الخليجية ذهبت إلى أقصى صحاري الربع الخالي وجلبت أعدادا قليلة من المها. علما بأن هناك عدة مبادرات لحماية المها في منطقة الخليج: أولاها كانت بريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث اختارت ما يقدر بـ4 رؤوس من المها نقلتها من اليمن إلى حديقة الحيوان بلندن “لندن زو” حيث عملت على تكاثرها. وبعد ذلك تم نقل عدد منها إلى فينكس بصحراء آريزونا بالولايات المتحدة الأميركية حيث تم إطلاقها فتكاثرت بقوة. وهناك مبادرة أبوظبي التي استقدمت 4 رؤوس من المها والمبادرة السعودية التي هي الأخرى تمكنت من أخذ 3 رؤوس ووضعها في مركز لحمايتها، بالإضافة إلى مبادرة قطر التي تتمثل في هذه المحمية التي بدأت نواتها في عام 1978 حيث تم استقدام عدد صغير من المها بالإضافة إلى أخرى كانت بمجموعة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الخاصة. وبمرور الوقت تزايد عددها حتى أصبحت تقدره بمائة رأس وتواصل تكاثرها إلى أن أصبحت اليوم في هذه المحمية تقدر بـ 1300 رأس لم يتم إطلاق أية مجموعة منها بعد في الصحراء. وفيما يتعلق بإمكانية إخراج المها من المحمية وإعادتها إلى الحياة الطبيعية، قال عبدالله إن “عدد رؤوس المها بمحمية قطر يسمح بإطلاقها في البراري لكن البرنامج المرافق لذلك من توعية حول تحريم صيدها ودوريات مراقبة وإلى غير ذلك لم يتم الانتهاء منه بعد”، مضيفا أن قطر هي لديها برنامج تطعيم دوري لحماية المها من الأمراض والأوبئة، وتوفير الرعاية الطبية العلمية الصحيحة. محميات طبيعية تعد محمية الشحانية من أوائل المحميات التي أقامتها دولة قطر وتقع في منطقة الشحانية على بعد 45 كيلومترا من الدوحة وتبلغ مساحتها كيلومتر واحد مربع وتم تأسيسها عام 1979. ?وتحتوي المحمية على مجموعة من قطعان المها العربي، ويصل عدد القطيع إلى حوالي 219 رأسا من غزال الريم والوعل وتعد مركزاً لتربية وتكاثر المها العربي وغزال الريم، وبفضل الرعاية الصحية والبيطرية والتغذية السليمة زادت أعداد قطيع المها العربي بالمحمية وتم إنشاء نواة متحف للحياة الفطرية ومركز لتربية وإكثار النعام والحبارى ومركز لتأهيل علاج الصقور وبنك الجينات النباتي بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والتخطيط العمراني بالإضافة إلى إنشاء حظيرة لإيواء طيور النعام بالشحانية وتصميم لوحات إرشادية بأنواع الحيوانات بالمحميات والعيادة البيطرية وإعدادها كمركز للتوعية والتثقيف وإنشاء غرف عزل لمواليد المها العربي بالشحانية والمسحبية. أما محمية رأس عشيرج فتقع في الشمال الغربي لدولة قطر في منطقة تسمى رأس عشيرج وتبعد عن الدوحة بحوالي 110 كيلومترات وتم افتتاحها رسميا عام 1991. واهتم المسؤولون بالدولة بهذه المحمية لوجود قطعان غزالان شبه الجزيرة العربية والمها العربي، وكذلك غزال الريم العربي، وغزال الآدمي، وأنواع أخرى من الغزلان بالإضافة إلى الوعل النوبي والغزال الإيراني.? وفي عام 1994م تم نقل عشرين رأسا من المها العربي من استراحة الشحانية إلى هذه المحمية، وبفضل الرعاية الصحية والغذائية تزايدت أعداد المها العربي.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©