الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبقار تحصل على «إجازة أمومة» لرعاية صغارها

17 ابريل 2017 15:34
يقول الألماني هانز مولر، رئيس معمل دي أوكو ملكبورن لإنتاج الألبان والزبادي العضوي، «كل عجل يحتاج أمه»، وهذا هو السبب وراء قيامه بإعطاء «إجازة الأمومة» لبقراته. ويتم السماح للبقرة بالبقاء ثلاثة أشهر لتكرس نفسها لصغيرها، ويشعر مولر بالسعادة من النتائج التي تمخضت عنها هذه التجربة. ويقول مولر «هناك علاقة حميمة بين العجول والأبقار، ونحن كمزارعين توقفنا عن الشعور بذلك». وحصل مولر على فكرة إجازة الأمومة من زبائنه الذين سألوه عن الكيفية التي تنمو بها العجول. ويقول «تركنا العجول مع بقرة مرضع، ولكن لم تكن هذه الطريقة نموذجية». وللسماح للماشية بأن تعيش حياة طبيعية بشكل أكبر، طبق مولر تجربة ملازمة الأم للعجل عند تربيته قبل عامين في مزرعته في لينتفوردن شمالي ألمانيا. وهذه التجربة مختلفة تماماً عن الطريقة التي تتم بها تربية معظم العجول في ألمانيا التي لديها 4,3 مليون بقرة حلوب مما يجعلها أكبر منتجة للألبان في الاتحاد الأوروبي. وبينما يطعم المزارعون معظم العجول بالدلاء، يتم السماح لعجول مولر بأن تظل مع أمهاتها وترضع أينما شاءت وبالكمية التي تريدها من المصدر مباشرة. ومازال يتم حلب أمهات العجول على نحو منتظم ولكن المزارع يأخذ فقط ما تبقى. وفي شهرها الثالث، تميل العجول إلى شرب كل اللبن، بحسب مولر. ويضيف ضاحكاً «نكون محظوظين إذا نام العجل» ولكن هذا لا يحدث في أغلب الأحوال. وتشرب العجول نحو ألف و600 لتر من اللبن كل عام، ما يعني عدم تمكن مزارع من توفير ألف و600 لتر لمعمل الألبان، وفقاً لمعهد تونين المتخصص في الأبحاث الخاصة بالزراعة والبيئة. ويعتبر مولر شعور الأبقار والعجول بالسعادة الواضحة تعويضاً له عن كمية الألبان المفقودة. ويقول «الأم والعجل يتعانقان بحمية، ويلعقان كل منهما الآخر بلسانه لتنظيفه وتنادي البقرة دائماً على عجلها ليكون بجانبها لحمايته». ولدى مولر أيضاً شيء في حظيرته لا يملكه مزارعون آخرون، وهو «دار حضانة» للأبقار. ويقول مولر «عادة، ما يكون لدي ما بين خمسة إلى ثمانية عجول تقريباً في القطيع» وإنهم يشكلون مجموعة قائمة بذاتها. ويضيف «في الشتاء، تكون العجول غالباً في الحظيرة التي تكون أكثر دفئاً. وبمجرد أن يصبح الطقس أكثر دفئاً، فإنهم يخرجون ويجرون في المراعي ويلعبون مثلما كنا نفعل نحن في أيام طفولتنا». ويشير مولر إلى أن الأمهات يمكن أن ينتابها شعور بالعصبية إلى حد ما عندما تنطلق صغارها للعب، ولكن «بعد أسبوع أو عشرة أيام، تبدأ في التحرر من الشعور بالعصبية». وليست الأمهات فقط ولكن أيضاً الأبقار الأخرى في القطيع التي تهتم بما تفعله مجموعة «الحضانة». ويتم، عادة، فصل العجول عن أمهاتها بعد 24 ساعة من ولادتها، ما يعني أن العجول تواجه غالباً مشاكل في السلوك لأنها لا تستطيع أن تشبع حاجتها الطبيعية بالرضاعة من ضروع أمهاتها. ووفقاً لمولر، فإنه عندما يتم ترك مهمة تربية العجول لأمهاتها، فإنها تكون أكثر صحة، ويقل احتمال إصابة العجول بالإسهال كما يقل احتمال إصابة الأبقار بالتهاب الضرع. وتظهر الدراسات أن الأبقار التي تربيها أمهاتها تسلك سلوكاً اجتماعياً أفضل، وفقا لشتفاني بوبكين من منظمة بروفيه التي تناهض القسوة في قطاع تربية الماشية الصناعي. وتقول ميليتا تولير، من جمعية «فور بوز الخيرية» المعنية بحقوق الحيوان، إن العلاقات الطبيعية لا يمكن أن تنمو في قطعان الأبقار الحلوبة التقليدية. ويقول الخبراء المعنيون برفاهية الحيوان «الأبقار حيوانات اجتماعية النزعة. وتستطيع إقامة علاقات صداقة عميقة فيما بينها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©