بروكسل (عواصم، وكالات) - أكد قادة مجموعة السبع أمس أن الاستفتاء في القرم حول الانضمام إلى روسيا لن تكون له «أي قيمة قانونية»، وطالبوا موسكو بالتراجع وعدم دعم مبادرة كهذه. وفيما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه سيتوجه إلى لندن للقاء نظيره الروسي سيرجي لافروف يوم غد الجمعة لمحاولة تهدئة التوتر بشأن أوكرانيا، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محادثة هاتفية، من أن ضم القرم إلى روسيا سيكون «غير مقبول».
وقالت مجموعة السبع (ألمانيا، كندا، الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة) في بيان «إننا ندعو روسيا إلى الوقف الفوري لجميع أنشطتها الداعمة لإجراء استفتاء على أراضي القرم.. ما يشكل انتهاكا لدستور أوكرانيا».
وتابعت: «إن هذا الاستفتاء لن تكون له أي قيمة قانونية.. نظراً إلى غياب الإعداد المناسب وإلى وجود القوات الروسية، الذي يشكل مصدر تخويف، ستكون هذه العملية مشوبة بالمخالفات ولن تكون لها أي قوة معنوية». «لجميع هذه الأسباب، لن نعترف بالنتيجة».
وأمس الأول أخذت سلطات القرم الانفصالية خطوة إضافية نحو الانضمام إلى روسيا عبر إقرار إعلان الاستقلال قبل الاستفتاء المقرر الأحد المقبل حول انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا.
وأعلنت روسيا مباشرة عن تأييد هذا الإعلان ووصفته بأنه «شرعي تماماً».
وأضاف بيان مجموعة السبع: «ناهيك عن التبعات على اتحاد وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، فإن ضم القرم ستكون له عواقب جدية على الإطار القانوني الذي يحمي اتحاد وسيادة جميع الدول». كما دعا روسيا مجدداً إلى العمل بالطرق الدبلوماسية لحل الأزمة في أوكرانيا، وذكر بقراره تعليق التحضيرات لقمة مجموعة الثماني في سوتشي (روسيا) في يونيو.
وفي مطلع مارس أعلن قادة مجموعة السبع عن تعليق تحضيراتهم استعداداً لقمة مجموعة الثماني في سوتشي (روسيا) في يونيو، ونددوا بـ«الانتهاك الواضح» لسيادة أوكرانيا من قبل موسكو. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري هدد حتى روسيا بفقدان مقعدها في مجموعة الثماني.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أمس إنه سيتوجه إلى لندن للقاء نظيره الروسي يوم غد الجمعة في محاولة لتخفيف حدة التوتر بشأن أوكرانيا قبل استفتاء مزمع في منطقة القرم الأوكرانية يوم الأحد المقبل.
وأضاف كيري أمام اللجنة الفرعية لمخصصات العمليات الخارجية بمجلس النواب: «الرئيس أوباما طلب مني المغادرة مساء غد والتوجه إلى لندن للقاء وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف يوم الجمعة وسأفعل».
ومضى يقول: «مهمتنا أن نقدم لهم مجموعة من الخيارات تكون مناسبة من أجل السعي لاحترام الشعب الأوكراني والقانون الدولي ومصالح كل الأطراف المعنية».
ومن جانبه، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن ضم القرم إلى روسيا سيكون «غير مقبول»، كما جاء في بيان للرئاسة.
وذكر البيان أن هولاند دعا الرئيس بوتين أثناء محادثة هاتفية إلى «بذل كل ما بوسعه لتجنب ضم القرم إلى روسيا، الذي سيكون غير مقبول بنظر المجتمع الدولي».
وشدد هولاند على أن الاستفتاء حول ضم القرم «الذي تتواصل تحضيراته في ظل تعتيم تام ليس له أي أساس قانوني». وأكد هولاند أيضا أنه «لا يزال هناك متسع من الوقت لتجنب تصعيد لا طائل منه وخطر».
وأعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف أن أوكرانيا ترفض اتباع «السيناريو الذي كتبه الكرملين» لإلحاق القرم بروسيا غير أنها لن تتدخل عسكرياً في شبه الجزيرة الانفصالية.
وأكد تورتشينوف أن الجيش الأوكراني لن يتدخل في شبه جزيرة القرم، التي تسيطر عليها القوات الروسية لعدم تعريض الحدود الشرقية مع روسيا للخطر. وانتقد تورتشينوف، وهو أيضاً قائد الجيش الأوكراني، إثر اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع، الاستفتاء حول انضمام القرم إلى روسيا معتبراً أنه «مهزلة» تقررت في «مكاتب الكرملين».
وقال الرئيس الأوكراني في مقابلة حصرية مع وكالة «فرانس برس» أُجريت معه في مقر البرلمان في كييف «لا يمكننا أن نقوم بعملية عسكرية في القرم لأننا نُعرِّض بذلك الحدود الشرقية للخطر ولن تكون أوكرانيا محمية، والعسكريون الروس يراهنون على ذلك».
ورداً على سؤال عن الاستفتاء الذي ستشهده القرم التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، قال إن «ما يسمونه استفتاء لن يحصل في القرم بل في مكاتب الكرملين».
وأضاف تورتشينوف الذي سيتخلى عن منصبه بعد الانتخابات الرئاسية في 25 مايو «إنها مهزلة، إن غالبية سكان القرم سيقاطعون هذا الاستفزاز».
وتابع إن «العسكريين لا ينوون تنظيم استفتاء، سيكتفون بوضع أرقام مزورة في الصناديق» داخل مراكز الاقتراع. وأسف أخيرا لرفض المسؤولين الروس إجراء أي اتصال بنظرائهم الأوكرانيين، وقال إن «روسيا ترفض ويا للأسف حلاً دبلوماسياً للنزاع». وأوضح أن «الروس يرفضون أي تواصل على مستوى وزراتي الخارجية والمسؤولين»، رغم أن المجتمع الدولي «يدعو روسيا إلى بدء مفاوضات سلام».
وتابع: «تم حشد وحدات ضخمة من المدرعات على حدود أوكرانيا الشرقية». وأضاف: «إنهم يقومون باستفزازنا حتى تكون لهم ذريعة للتدخل على أراضي أوكرانيا.. لا يمكننا اتباع السيناريو الذي وضعه الكرملين».
وأمس، قال النائب الأول لرئيس وزراء منطقة شبه جزيرة القرم إن المنطقة ستستحوذ قريباً على ملكية الشركات الحكومية الأوكرانية على أراضيها. وقال رستم تميرجاليف في مؤتمر صحفي بثه التليفزيون الروسي «في الأيام المقبلة سيجري الإعداد لنقل سلسلة أصول مملوكة للدولة الأوكرانية تقع على أرض القرم». وحدد بالاسم شركة الطاقة وشركة السكك الحديدية الحكومية.
ميركل: اتفاق شراكة بين اوروبا وأوكرانيا الأسبوع المقبل
وارسو (أ ف ب) - أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس في زيارة إلى وارسو عن إمكان توقيع الشق السياسي في اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل.
وصرحت ميركل في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك «لقد قررنا توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة في أسرع وقت ممكن، على الأرجح في أثناء قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة» المقررة في بروكسل في 20 و21 مارس الجاري.
وكرر المسؤولان التأكيد على استعداد الاتحاد الأوروبي إلى الانتقال اعتبارا من الاثنين المقبل إلى «مرحلة العقوبات الثانية» على روسيا، إن واصلت موسكو رفض التحاور مع كييف في إطار «مجموعة اتصال» روسية-أوكرانية.
ويتوقع أن تشمل هذه العقوبات تجميد أموال ومنع تأشيرات السفر عن شخصيات روسية وأوكرانية تعتبر مسؤولة عن الأزمة. وسبق أن علق القادة الأوروبيون المفاوضات مع روسيا حول تسهيل نظام تأشيرات الدخول، وهددوا بتشديد العقوبات فيما ينتظر تصويت القرم الأحد المقبل على استفتاء حول انضمامها إلى روسيا.
عدد اليوم
