المرض والطلاق و «الإجرام» شائعات تطارد النجوم

يبدو أن مشاهير العرب مضطرون لاقتطاع جزء من وقتهم للتصدي للشائعات التي تتداول عنهم بين فترة وأخرى، إذ أنه ومع توافر منتديات الإنترنت والمواقع الإخبارية الإلكترونية التي لا يبذل أغلبها جهداً في توثيق صحة الخبر، فإن الشائعة تتحول مع تقادم الزمن - ومن دون نفيها - إلى حقيقة تظل تلاحق المشاهير، في حواراتهم الصحفية ومقابلاتهم التلفزيونية والإذاعية، وفي كل حضور إعلامي لهم. فالمطرب اليمني أحمد فتحي تضرر مؤخراً من شائعة تحدثت عن ورود اسمه ضمن قائمة تضم عشرات اليمنيين المتهمين بسرقة أراضي الدولة في اليمن، واستندت الشائعة على تقرير صادر عن مجلس الشعب. لكن فتحي برأ ساحته من التهمة ببيان صحفي صادر عن مكتبه جاء فيه: «أنه تم زج اسم الموسيقار اليمني الدكتور أحمد فتحي ضمن قائمة الذين استولوا على أراضي الدولة في الحديدة، معتبرا ذلك اتهاما باطلا شكلا وموضوعا، وعار تماما من الحقيقة، وبالقطع من كتب هذا الكلام لم يتوخ الدقة، وينطبق عليه قانونا تهمة جرائم النشر لأنه لفق وقائع غير حقيقية». منزل وحيد وأوضح البيان أن الفنان أحمد فتحي يملك منزلا وحيدا تحت الإنشاء على البحر، ولديه الوثائق التي تثبت ملكيته الشرعية والقانونية له وللأرض الموجود عليها المنزل، ولديه ما يثبت شرائه لهذه المساحة من الأرض بالطرق القانونية من ملاك هذه الأرض مقابل مبلغ مالي محدد. وأشار البيان أن الفنان فتحي كان قد بدأ البناء على هذه الأرض حتى تكون مكانا لاستجمام والدته -رحمها الله - وكانت مريضة، وعندما توفيت والدته في أغسطس 2009 توقف البناء في المنزل. وكشف البيان نفسه أن الفنان اليمني اتصل بعضو البرلمان الذي قدم هذا التقرير وأعد هذه القائمة، وأوضح للموسيقار أحمد فتحي أنه حصل على هذه المعلومة الخطأ من جهة ما، وبدوره أرسل فتحي ما يثبت ملكيته الشرعية والقانونية لأرضه بالحديدة بوثائق، منها وثيقة ملكية الموسيقار فتحي لأرضه بالحديدة، وتصديق المحكمة ووزارة العدل اليمنية عليها، وكذلك وثيقة تفيد الملكية الشرعية والقانونية للعائلة لهذه الأرض قبل بيعها للفنان، والوثيقة عبارة عن عقد شرائهم هذه الأرض من ملاك سابقين، وتصديق وزارة العدل اليمنية على هذه الوثيقة، ما يدل على أن من باعوا الأرض لأحمد فتحي كانوا قد اشتروها بدورهم بطريق شرعي وموثق، ثم باعوها له بطريقة شرعية وموثقة». وذكر تقرير للجنة البرلمانية لتقصي حقائق نهب الأراضي بالحديدة 148 اسما متهما بالاستيلاء على أراضي المواطنين بالحديدة، من ضمنهم الفنان أحمد فتحي، الذي علق عليه بقوله: «أعد عضو في البرلمان اليمني تقريراً عن سرقة أراضي الدولة وعندما اتصلت به قال ان اسمي ورد في التقرير من جهة ما، فهل أدلى أحدهم باسمي لمجرد التخمين أو الترويج أو لشيء آخر لا أعلم.. وعلى الفور أرسلت وثائق تثبت ملكيتي لأرضٍ بالحديدة الى النائب الذي وعد بعرض الوثائق على البرلمان لحذف اسمي من القائمة.. وأكدت له أن هذه الأرض لم تكن في يوم من الأيام من أراضي الدولة والدليل أن من باعوني الأرض، كانوا اشتروها من قبل بعقد ملكية موثق من وزارة العدل اليمنية، وهي جهة سيادية معترف بها دوليا وكذلك عقد ملكيتي للأرض بعد شرائها موثق من وزارة العدل، وكلها أدلة دامغة على أن الأرض لم تكن من أملاك الدولة، ومن يستولي على أملاك الدولة بالقطع لا يوثق هذا، ومن يكتبون عقودا وهمية - أيضا لن يستطيعوا أن يوثقوها في وزارة العدل - مطلقا.. ولن يجرؤا حتى على اظهارها». وقال فتحي لمن أطلقوا هذه الشائعة: «لدي من التكريمات وشهادات التقدير العالمية التي لا تقدر بثمن وتربو قيمتها عندي على أي شيء، وهذا ما يعطيني وجودي ولقب عازف العود العالمي وهو ما لا يشترى بكنوز الأرض». «الهيئة» تنصف المهندس وليس ببعيد عن فتحي المطرب السعودي ماجد المهندس الذي راجت عنه شائعة مفادها أنه أُوقف من قبل مجموعة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية في أسواق «المملكة» بالعاصمة الرياض برفقة مدير أعماله الشاعر العراقي فائق حسن. وجاء في الخبر الذي تداولته منتديات على الأنترنت «أن المهندس كان يتجول مع مدير أعماله في الأسواق وتحلقت مجموعة كبيرة من المعجبين والمعجبات حوله للتحدث معه والتقاط الصور التذكارية، مما استدعى تدخل رجال الهيئة والطلب من ماجد مع مدير أعماله مغادرة الأسواق فوراً، فرفض في بداية الأمر فائق حسن ما أوصل الأمور إلى مشادات كلامية تطورت إلى ضرب بالأيدي ما أحدث فوضى بالأسواق». لكن المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنقذ المهندس بنفيه الخبر في الصحف المحلية، فيما لزم ماجد الصمت، مكتفياً بما جاء على لسان «المتحدث الرسمي». أصالة تنفي المطربة السورية أصالة اضطرت «مكرهة» إلى نفي شائعةَ طلاقها من المخرج طارق العريان بعد فترة ليست بالقصيرة من عدم ظهور الزوجين معاً، لكنها رفضت الخوض في تفاصيل الشائعة حتى لا تأخذ أكبر من حجمها. وحسب الشائعة، فإن أسباب الطلاق هي اعتراض العريان على ملابس أصالة، الأمر الذي أدى إلى احتدام المشاكل، بينهما ثم إلى الانفصال. وفضَّل العريان أيضا اتخاذ نفس موقف زوجته بالصمت، لكنهما لمَّحا إلى وجود طرف ثالث لم يفصحا عن اسمه يهوى ترديد الشائعات بين فترة وأخرى لإثارة الشكوك حول زواجهما، في إشارةٍ ضمنية إلى زوج أصالة الأول أيمن الذهبي، مشيرين إلى أن الأمر أصبح سخيفًا ومكررًا ولا يستحق الرد عليه على الإطلاق. شائعة «الموت» لا تتوقف تكاد تكون الشائعات المتعلقة بوفاة الفنانين هي الأكثر رواجاً، إذ لا يخلو عام ميلادي من دون رواج شائعتين أو ثلاث لوفاة فنان ما، حتى أن المطرب المصري تامر حسنى اتهم فنانا - لم يسمه - من داخل الوسط الفني بالوقوف خلف شائعة موته بسبب الغيرة منه ومن نجاحاته، واصفا إياها بالشائعة السخيفة. وكانت شائعة وفاته انتشرت سريعا ووصل الأمر إلى قيام مئات الآلاف من عشاقه في كافة الأقطار العربية بتبادلها عبر الايميلات ورسائل sms وما ساهم في رواج الشائعة اختفاء تامر حسني بشكل كامل طيلة فترة انتشارها ما دفع البعض للتأكيد على أنه هو الذي أطلقها بنفسه وساهم في انتشارها بعدم ظهوره لتكذيب تلك الشائعة من قبيل الدعاية لألبومه الذي كان ينوي إصداره حينها، وهو ما رد عليه تامر بقوله: «لا أعتقد أن هناك إنسانا عاقلا يتفاءل بالشر على نفسه أياً كان هدفه». أما المطرب الكويتي نبيل شعيل فسخر من الشائعة التي ترددت بقوة داخل الكويت حول وفاته بأزمة قلبية، مشيرا إلى أنه استقبل الشائعة بالضحك؛ لأن الذين يروجون لها هم من الضعفاء. وقال: «فوجئت بانتشار شائعة وفاتي إثر نوبة قلبية، وقد تسببت في ذعر شديد لوالدتي وأولادي الذين لم تمر عليهم شائعات بهذه الخطورة»، مشيرا إلى أنه يتعامل مع الشائعات بابتسامة لأنها سلاح الضعفاء». ويضيف شارحاً الموقف: «في الوقت الذي وجدت فيه الشائعة انتشارا كبيرا، ووصلت إلى أسرتي، حاولت والدتي الاتصال على هاتفي المحمول، ولم أرد عليها لأنني كنت أصلي بالمسجد.. وعندما انتهيت من صلاتي قمت بقراءة القرآن الكريم لبرهة، ولم ألتفت للهاتف، مما زاد من ذعر الجميع، وكان سببا في تأكيد الشائعة وانتشارها بهذا الشكل». وأضاف شعيل: «للأسف لا أعرف المغزى من إطلاق مثل هذه الشائعات التي تمس الإنسان بصورة قد تتسبب في وفاة أناس آخرين، كما أن إطلاقها ربما يحمل أهدافا لمطلقيها الذين أعتبرهم أشخاصا مصابين بمرض نفسي، ولا يعرفون الأخلاق الإنسانية، وأدعو لهم بالهداية». وتسبب إغلاق المطربة المصرية أنغام لهاتفها المحمول لساعات طويلة، بغرض الحصول على قسط من الراحة وقضاء وقت مع ابنيها بعيدا عن إزعاج الهاتف، في إطلاق شائعة وفاتها عبر رسالة قصيرة أرسلت من هاتف مجهول إلى أصدقائها في الوسط الفني، جاء فيها: «البقاء لله، توفيت اليوم الفنانة أنغام وتشيع الجنازة غداً»، وواكب إرسال الرسالة إغلاق أنغام لهاتفها المحمول وهو ما جعل من المستحيل التأكد من صحة الرسالة حينها، لتنتشر الشائعة بسرعة بين الفنانين. شائعات هي الأغرب عانى المطرب المصري عمرو دياب من رواج شائعات كثيرة عنه، كان أعنفها إصابته بالإيدز، وهو في عز انطلاقه منتصف التسعينات الميلادية، وآخرها كان الاعتزال والتصوف إثر وفاة صديقه أشرف مسعود المفاجئة، وهو ما تكرر مع ابن جلدته محمد فؤاد أيضا بسبب اختفائه الطويل، بينما كانت أغرب شائعة من نصيب المطرب المصري بهاء سلطان الذي اتهم بأنه جاسوس.