السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد العزيز الفضلي فنان يعشق التشكيل بالحروف في فسحة جميلة

عبد العزيز الفضلي فنان يعشق التشكيل بالحروف في فسحة جميلة
20 ابريل 2010 20:23
يحدد الحرف العربي كمفردة فنية مجنحة للوحاته، لأنه كما يقول القاسم المشترك بين كل الفنانين الذين يمارسون فن الخط، لأنهم لا يستطيعون الخروج عن تشكيل الحرف وثيماته، إنه عبد العزيز الفضلي الفنان الإماراتي الذي انتهى مؤخراً من تنظيم معرضه في رواق العروض في المسرح الوطني في أبوظبي. الفضلي رغم مشاغله المهنية والأسرية فنان يعشق الحرف العربي والتشكيل به، شارك في معارض وتظاهرات عدة كما أنه مصور فوتوغرافي وكاتب وباحث في التراث الإسلامي والاجتماعي. الفن بالنسبة له رسالة وإحساس قبل أن يكون شيئاً ممتعاً ومسلياً وجميلاً، فيه يجد ذاته كما يقول ويعتبره بمثابة أمانة يحب أن يبرز من خلالها ملامح الجمال في تراثنا العربي وحضارتنا الإسلامية، كما أنه مسؤولية أيضاً مرتبطة بالوطن لأنه يحس بالزهو والفرح حين يقدم منتوجاً فنياً خالصاً يحمل سمات لغتنا وهويتنا، وتغمره السعادة حين يشارك في الخارج يحمل علم وطنه. لوحات هذا الفنان القاسم المشترك بينها عموماً هو توظيف الحرف والخطوط العربية، وتتوزع خاماتها بين عدة عينات من الكولاج إلى الزيتي إلى التشكيل بالجبس. فصناعة الحرف العربي في لوحاته هي مختلفة، لأن المسألة متعلقة باقتناء النص ذاته، مما يفرض عليك أن تقتني كذلك أنواعاً من الحروف لإظهار جمالية النص في سياقه الفني، كتكرار حروف محددة في الإطار البصري للرائي. وهي ثقافة تمليها ثقافة الخطاط، لأن الخطاط يختلف عن الرسام، فمع أن كلاهما يوازي بعينه الرؤية وفق مقياس، إلا أن الخطاط ينطلق من أسس محددة قبلية وفق خط معين إلى ما إلى ذلك، فهذا الميزان الفني، يظهر مزيجاً من فلسفة خاصة تؤسس في بناء اللوحة كاملة. وهو يستخدم في تشكيله ورسمه كافة الخطوط العربية ويوظفها بشكل مميز، لكنه يقول إن بعضها لا يملأ الفراغات فخط الثلث مثلاً يتشكل، لذلك يجب عليك توجيهه بالشكل الذي تريد، بشكل دائري أو مثلث، وينطبق الأمر نفسه على الخط الديواني، وبالنسبة للخطوط الأخرى تفرض عليك أن تكونها على شكل أسطر، ولا تستطيع أن تكيفها إلا في حدود السطر وفي إطاراتها الضيقة، ومن ضمنها الخط الديواني وخط الرقعة، لذلك هناك خطوط تستطيع أن توالف بينها وبين تشكيلها وتوزيعها في فضاء اللوحة، وهناك أخرى لا تقبل ذلك. وحول الساحة التشكيلية في الإمارات يرى عبد العزيز الفضلي أن هناك حراكاً فنياً، كما يوجد فيها مجموعة من الفنانين المميزين في ميدان الخط يوظفونه بشكل فني راق كالأستاذ محمد مندي، وحسين السري، وهو يعتبرهم من الخطاطين المعروفين، وأعمالهم موجودة في المعارض والبينالات. وفي لوحاته مع توظيف الحرف أيضاً يستلهم الفنان عبد العزيز الفضلي من التراث، كما ينهل من شتى المدارس الفنية من المدرسة التركية إلى العراقية إلى الشامية إلى المدرسة الإيرانية القديمة، والتي توفي كل رموزها. كما تعجبه الفنون الإيطالية في عصور النهضة الفنية وما بعدها، فلوحات جيفنشي بالنسبة له تشكل فسحة جميلة لأنه يقول إن هذا الفنان جمع بين الفلسفة والفكر والفن، فعمل من رسوماته في لوحاته رموزاً قريبة من وجدان الخطاط وتفكيره، لذلك يؤكد أنه يجد فيها كمتذوق بصري مواد خصبة لأعماله. شغفه هذا الفنان بالحرف لا يقف عند قرب الحرف العربي من الفن التشكيلي، فتفاصيل ذلك تعتمد على البناء والشكل، حيث يعتبر أن انحناءات هذا الحرف في تشكيله أصعب من الرسم العادي نتيجة لدقة زواياه، لذلك عندما تتعانق في انحناءات اللوحة الحروف تضاهي في جماليتها أروع اللوحات الفنية، إن حتى كبار الفنانين العالميين ومشاهيرهم كانوا يعرفون ذلك فبيكاسو صاحب المدرسة التكعيبية كان يقول: كلما انتهيت من عمل فني وجدت الحرف العربي قد سبقني، فبنية المدرسة التكعيبية التي أسسها بيكاسو في انحناءات الأشكال والخطوط تتشابه مع بنية الحرف العربي، رغم أن الأولى تتضرر بينما تكوين الحرف لا يتضرر وهذه ميزة تغني وجوده في اللوحة. وأول من أرسى دعائم قواعد الخط العربي الفضلي وهو يقارن بينهما، ابن البواب، وابن المقلع، وهؤلاء في العصر العباسي ثم تعاقب من بعدهم خطاطون كثر، إلى أن أرسى قواعده الأخيرة الخطاط راقم في فترة الخلافة العثمانية أيام السلطان عبد الحميد، ثم جاء بعده واختزل شيئاً من قواعده، شيخ الخطاطين في زمانه سامي أفندي، الذي مضى على وفاته حتى الآن قرن من الزمن، ولم يأت بعده أحد، وكان من أشهر مراجعه الخطية “خطوط السبيل” وهي قصيدة شعرية باللغة التركية منصوبة على سبيل ماء للشرب في تركيا، وما زالت منصوبة يرتادها الناس حتى الآن، لذلك يجزم عبد العزيز الفضلي أن كل الخطاطين في هذا العصر مدينون لهذا الفنان وهو أولهم، وتكريماً لدوره وتأثره به احتفى عبد العزيز الفضلي في معرضه الأخير بهذا الفنان، وقدم له أربع لوحات بخط يده طبق الأصل من لوحاته، فهو يقول إنه مدرسة متفردة في الخط وتشكيل الحرف العربي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©