الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإســلام ... واليوم العالمي للامتناع عن التدخين

27 مايو 2016 02:30
يوافق الثلاثاء المقبل ذكرى اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، هذه الذكرى التي تأتي في الحادي والثلاثين من شهر مايو «أيار» من كل عام، ونحن في كل مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون المؤمن على بينة من أمره. لقد امتن الله سبحانه وتعالى على الإنسان بالصحة والعافية، وأوجب عليه المحافظة على نفسه من كلّ ما يؤذيها أو يضرها، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، «سورة النساء: الآية 29»، وقوله سبحانه وتعالى أيضاً: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة البقرة: الآية 195»، وكما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ»، (أخرجه البخاري). ومن أشدّ الأشياء وأكثرها ضرراً بالنفس البشرية عادة التدخين التي انتشرت انتشاراً واسعاً في أيامنا هذه خصوصاً في أوساط الشباب، علماً بأن الأطباء قد اكتشفوا أنها تسبب أمراضاً خطيرة عجز الطب عن علاج كثيرٍ منها. وعند دراستنا للسنة النبوية الشريفة، فإننا نجد أحاديث كثيرة تتحدث عن نعمة الصحة والعافية على الإنسان، منها: * قوله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، (أخرجه الترمذي). * وقوله - صلى الله عليه وسلم-: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ». * وقوله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- يَعْنِي الْعَبْدَ مِنْ النَّعِيمِ - أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ وَنُرْوِيَكَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ»، (أخرجه الترمذي). * وعن أبي مالكٍ الأشجعي - رضي الله عنه-، عن أبيه، قال: كان الرجل إذا أسلم علَّمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، ثم أمره أن يدعوَ بهؤلاء الكلمات: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي»، أخرجه مسلم). مما سبق يتبين لنا مدى حرص رسولنا - صلى الله عليه وسلم - على إظهار نعمة الصحة والعافية على الإنسان، والتي من الواجب عليه أن يغتنمها في طاعة الله سبحانه وتعالى وأداء عباداته على الوجه الأكمل، كما جاء في الحديث: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»، (أخرجه الحاكم)، وكما يقولون: الصحة تاجٌ على رؤوس الأَصِحَّاء. أضرار التدخين لقد حرص ديننا الإسلامي الحنيف على سلامة المسلم، وحفظ صحته وماله وعرضه، حيث بينت الشريعة الإسلامية وجوب صيانة الأركان الضرورية للحياة البشرية، وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، وهذه الضرورات هي أعلى مراتب المقاصد الشرعية، بل هي الغاية الأولى من نزول التشريع، ولا بُدّ منها في قيام مصالح الدين والدنيا، فإذا فُقدت اختلت الحياة الإنسانية، وقد اتفقت جميع الرسالات السماوية على وجوب حفظها وصيانتها . إن الصحة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ولأن الخلافة في الأرض، والقيام بحمل الأمانة التي أوكلها الله للإنسان في الدنيا، تحتاج إلى الأقوياء القادرين على خدمة دينهم ووطنهم وأنفسهم. ومن سنن الله - عز وجل - أن البقاء في الكون للأصحاء الأقوياء، فهم الذين يستخلفهم الله في الأرض فيعمرونها، ويصلون إلى خباياها وأسرارها، ويكشفون عن خيراتها وكنوزها، وأنه ما ارتقت أمة ذروة المجد إلا بقوة أبنائها وصحة أبدانهم، لأن ذلك وسيلة إلى سلامة عقولهم ونضج تفكيرهم ومضاء عزائمهم وسداد أعمالهم، لذلك نرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل الله العفو والعافية، ويقول: «سَلُوا اللهَ العَفْوَ والعَافِيَةَ، فإِنّ أَحَداً لَمْ يُعْطَ بعد اليَقِين خَيْراً مِنَ الْعَافِيَةِ»، (أخرجه الترمذي). إن للتدخين آثاراً ضارة على صحة الإنسان، ومن هذه الآثار المخيفة أن كثيراً من البشرِ يُلاقون حتفهم كل عام نتيجة التدخين، فما أن يبدأ المدخن رحلته - التي يظن جهلاً منه أنها ممتعة - في سياحة التبغ المدمرة، حتى يبدأ عداد الخسائر والمفقودات في حسابه، وعلى رأسها خسارة الصحة. ولقد أشارت نتائج العديد من الدراسات الطبية إلى أضرار التدخين على الصحة العامة، وبينت أن هناك نسبة ارتباط عالية بين التدخين والإصابة ببعض الأمراض الخطيرة. لذلك، فقد قد حارب الإسلام التدخين، ودعا المسلم إلى ضرورة المحافظة على جسده وعقله، ولقد أحسن الفقهاء الفضلاء وهم يتحدثون عن حرمة التدخين، لَمَّا قالوا: إن التدخين حرام لِحِكَمٍ عديدة، منها: لأنه من الخبائث، ولأنه يشتمل على التبذير، ولأنه يُضعف الصحة، ولأنه يُؤذي الآخرين. (وَلا تقتلُوا أَنفسكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) من المعلوم أن ديننا الإسلامي الحنيف يحرص كل الحرص على سلامة المجتمع من كل سوء، لذلك نجد النصوص الشرعية تُحَرِّم قتل الإنسان لغيره، كما تُحَرِّم قتله لنفسه، أو اعتداءه على عضوٍ من أعضاء جسمه، ومن أبشع أنواع القتل أن يقتل الإنسان نفسه، ويؤيد ذلك ما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا»، (أخرجه البخاري). معالجة يمكن معالجة هذه الآفة الخطيرة: - بالعمل على تنشئة الفرد المسلم على الأخلاق الإسلامية، وتوعية أبنائنا التوعية الدينية الكافية، وتشجيعهم على التحلي بالقيم الإسلامية والمحافظة على الصحة. - التنشئة الاجتماعية السليمة: وذلك بالتواصل والحوار المستمر مع الأبناء، وتقوية الإيمان والوازع الديني، والقدوة الحسنة من قبل الوالدين وأفراد الأسرة لها التأثير الأكبر في تشكيل سلوك النشء. - مراقبة الأبناء ومتابعتهم لإبعادهم عن رفقاء السوء، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»، «أخرجه الترمذي وأبو داود».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©