القوات العراقية تحرز تقدماً في الموصل القديمة

سرمد الطويل، وكالات (بغداد) أعلنت القوات العراقية، أمس، شن هجوم جديد داخل المدينة القديمة في الموصل بمحافظة نينوى، لتفرض المزيد من السيطرة على المنطقة المحيطة بالمسجد النوري. فيما قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن المدنيين فيما تبقى من مناطق الساحل الأيمن بمدينة الموصل، ما زالوا عرضة لقصف الطيران الجوي الذي لم تحدد هويته، لكنه يعتقد وبشكل كبير أنه تابع للتحالف الدولي. ولم تتقدم القوات كثيراً خلال الفترة الماضية بسبب تحصن المسلحين داخل المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية، حيث لا تتمكن الدبابات والمركبات الكبيرة من العمل بسبب ضيق الشوارع، وحرصاً من القوات العراقية على فسح المجال للمزيد من المدنيين المحاصرين للمغادرة. وبذلك اقتربت القوات أكثر من مسجد النوري الكبير الذي يمثل قيمة رمزية، والذي أعلن منه المدعو «أبوبكر البغدادي» زعيم «داعش» قيام «دولة خلافة»، المزعومة على أراض في العراق وسوريا. وصرح قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أمس، أن قواته تقدمت حوالي 200 متر باتجاه المدينة القديمة الواقعة في الساحل الأيمن من الموصل، بعد جمود مستمر منذ أكثر من شهر في معركة انتزاع السيطرة على آخر معاقل التنظيم. وذكر جودت في بيان أن «قطعات من الشرطة الاتحادية اندفعت فجر أمس، بعملية التفاف مباغتة من منطقة قضيب البان باتجاه المدينة القديمة»، مشيراً إلى أن «قناصة الشرطة الاتحادية تمركزت على أسطح المباني وفرضت سيطرتها على المنطفة المحيطة بالحدباء» منارة المسجد النوري. وقال مصدر أمني آخر إن عناصر التنظيم يستخدمون الدراجات النارية المفخخة التي باتت سلاحهم المفضل الآن، مضيفاً أن على القوات مراقبة كل المنازل لتجنب الدراجات النارية الممتلئة بالمتفجرات. وكشف المصدر عن مقتل 25 «داعشياً» وسط المدينة القديمة في الموصل. من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني بأن «داعش» أحرق 30 منزلاً تعود لسكان فروا من قبضة «داعش» في مناطق الثورة ومشيرفة والرفاعي، تخضع لسيطرة التنظيم غرب الموصل، بعد أن سرقوا كافة محتويات هذه المنازل بالكامل، وأكدت المصادر إصابة 9 مدنيين كانوا قرب المنازل. كما أعدم التنظيم 8 من عناصره الأمنيين في المدينة، بينهم المدعو «أبوعبد الرحمن الحيالي» مسؤول المفارز الأمنية في الساحل الأيمن للموصل، وذلك بتهمة تسريب معلومات إلى القوات الأمنية بعد أن تلقت عصابات «داعش» ضربة جوية من قبل طيران التحالف لتجمع ضم قياداته في أحد المنازل. وفي شأن متصل، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان أمس، إن المدنيين فيما تبقى من مناطق الساحل الأيمن بمدينة الموصل، ما زالوا عرضة لقصف الطيران الجوي الذي لم تحدد هويته، لكنه يعتقد وبشكل كبير أنه تابع للتحالف الدولي. وأضاف أن طيران التحالف الدولي ما زال يستخدم ذات الأسلوب الذي أودى بحياة المئات من مدنيي الموصل خلال الأسابيع الماضية، ولم يقم بأية خطوات جديدة تجنب سكان الساحل الأيمن نيران طائراته التي يفترض أن تستهدف عناصر تنظيم «داعش». وقال الجنرال ريك يوريبي وهو ضابط كبير في التحالف الدولي، في مؤتمر صحفي ببغداد الأسبوع الماضي «ما زلنا نطبق قواعد الاشتباك نفسها، جرى تفويض هذه السلطات قبل أي تبديل في الإدارة». ووثقت شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان يوم 10 أبريل مقتل خمسة عوائل في حي اليرموك بالساحل الأيمن من مدينة الموصل، بعد أن استهدف منزلهم بقصف جوي. ودعا المرصد قادة الجيش العراقي وجميع من يساندهم في معركة استعادة الساحل الأيمن من الموصل، إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من خطورة تنظيم «داعش» على سلامة المدنيين. وطالب المرصد التحالف والجهات الاستخبارية على تحديد أهداف «داعش» بدقة تامة لمنع تعرض المدنيين للخطر، كما دعا التحالف إلى إعطاء سلامة المدنيين الأولوية في الطلعات الجوية التي يشنها ضد التنظيم. تحذيرات من موجات فيضان في نهر دجلة بغداد (الاتحاد) حذرت قائممقامية سامراء في محافظة صلاح الدين العراقية أمس، من مخاطر ارتفاع منسوب المياه في نهر دجلة، الأمر الذي قد يهدد بحدوث موجات فيضان كبيرة، إضافة إلى أنه قد يؤدي إلى حدوث تصدعات في سد الموصل. وذكرت مصادر مطلعة أن قائممقام سامراء ومدير إدارة السد إضافة إلى قيادة العمليات العسكرية اجتمعوا لمناقشة المخاطر الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه في نهر دجلة، ما يهدد بموجات فيضان كبيرة، مشيرة إلى أن هذه الموجات ستكون بنسبة ارتفاع 6000 مكعب في الثانية، وأنها ستمرر عبر ناظم الثرثار. وبينت المصادر أنه تم الإيعاز إلى مديرية شرطة سامراء والدفاع المدني بتبليغ المواطنين في حوض النهر، وإخلائهم مع ممتلكاتهم ضمن حدود خط الإغمار للموجة، إضافة إلى مراقبة منسوب المياه في نهر دجلة خوفاً من حدوث الموجة الفيضانية. وذكرت المصادر أن سد الموصل سيخضع لمراقبة شديدة خلال هذه الأيام، لاسيما مع ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير، ما قد يهدد بانهيار أجزاء من السد، لا سيما أن سد الموصل لا يزال يخضع لصيانة مستمرة من قبل شركات متخصصة.