الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأيام».. مختبر الإخراج المسرحي في الإمارات

«الأيام».. مختبر الإخراج المسرحي في الإمارات
27 مايو 2016 03:41
عصام أبو القاسم من شأن قراءة متأنية لتجربة «أيام الشارقة المسرحية» وأثرها في التجربة المسرحية في الإمارات بشكل عام، وفي الإخراج المسرحي تحديداً، أن تقدم لنا عدة معطيات مهمة، لا بأس من استذكارها على هامش ندوة «راهن الإخراج المسرحي» التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أمس الأول «الأربعاء»، وجمعت أهل البيت المسرحي ليتداولوا شؤون الإخراج وشجونه. فالدورات المختلفة لـ «الأيام» تكشف عن استحواذ أسماء قليلة من المخرجين على جوائز التظاهرة المسرحية الأعرق في الدولة، وفي عشرين دورة من دورات المهرجان لم يزد عدد المخرجين الفائزين بجائزة الإخراج عن 11 مخرجاً من بين أكثر من مئة مخرج شاركوا فيها. وتظهر القراءة أن أسماء مثل أحمد الأنصاري وناجي الحاي ومحمد العامري هي الأكثر حضوراً وتتويجاً على مدار دورات المهرجان. وعلى كثرة ما عُقد من ندوات ومؤتمرات وما طرح من رؤى وأفكار على مدار العقود الثلاثة الماضية إلا أن تجربة الإخراج المسرحي في الدولة تبدو الأقلّ حظاً من القراءة والاختبار والمقاربة والفحص، فليس ثمة مراجعات أو إحصاءات أو توثيقات خاصة بالإخراج المسرحي في الإمارات رغم كثرة المصنفات الكتابية التي صدرت ضمن منشورات دائرة الثقافة والإعلام ووزارة الثقافة وسواهما من مؤسسات النشر الرسمية، وعنيت بالمسرح. كما لم نعثر سوى على ندوة وحيدة اختصت بالإخراج المسرحي في الدولة، نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة على هامش الدورة الرابعة عشرة لأيام الشارقة المسرحية، وكان من بين من شارك بها يوسف عيدابي وحبيب غلوم وعبد الله المناعي وبحر كاظم وعبد الإله عبد القادر ويحيى الحاج. بيد أن تلك الندوة التي جاءت بعد تسع سنوات من استئناف «الأيام» لنشاطها، والتي يدل تنظميها على استشعار من نوع خاص للعمل الإخراجي، لم تخلّف ملاحظات يمكن الاستناد إليها الآن في معرفة ما كان يميز حركة الإخراج المسرحي أو ما طبع توجهات المخرجين من رؤى وحساسيات، وأكثر من ذلك لم نتبين في تغطية الندوة أي ذكر لأسماء إخراجية محلية عدا عبد الله المناعي، الذي يمكن القول أن تجربته كانت الأكثر لفتاً للنقاد العرب إذ أنجزت حولها العديد من القراءات وخصوصاً في الصحف. أقرت أيام الشارقة المسرحية مبدأ منح جوائز في التخصصات الفردية بما فيها الإخراج في تقرير لجنة التحكيم الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية حجبت الجوائز لضعف مستويات العروض مع التنويه لعرض من إخراج محسن محمد. وفي الدورات التالية ظفرت بجائزة الإخراج أسماء عربية مثل حسين محمود علي و يوسف خليل ويحيى الحاج ولكن ابتداءً من الدورة السادسة سيحرز ناجي الحاي أول جائزة في الإخراج لفنان إماراتي في ذاكرة المهرجان. وبالنظر إلى سيرة أهل الخبرة من الدول العربية الذين تمت الاستعانة بهم في بدايات الحركة المسرحية المحلية، يلاحظ أن أغلبهم من المخرجين: الكويتي صقر الرشود والعراقي إبراهيم جلال والتونسي منصف السويسي والعراقي جواد الأسدي والسوداني يوسف خليل وسواهم. ولكن يبدو أن عنايتهم بفنيات العرض المسرحي بشكل مجمل شغلتهم عن تخصيب وتظهير تجارب إخراجية محلية على نحو خاص. وتسجل قراءة سيرة الإخراج في ذاكرة أيام الشارقة المسرحية حضوراً ملفتاً للنص المسرحي المحلي في خيارات المخرجين اللذين ظفروا بالجائزة، ويظهر إسماعيل عبد الله بين الكتّاب الذين توجت نصوصهم بجوائز إخراجية أكثر من سواهم. وبمراجعة الأسماء الفائزة، يظهر أحمد الأنصاري الأكثر تتويجاً بالجائزة إذ كسبها خمس مرات (الملا، عرج السواحل، الياثوم، شما، شيطان البحر) ابتداء من الدورة السابعة وصولاً إلى الدورة السادسة والعشرين. فيما نصيب ناجي الحاي ومحمد العامري هو ذاته، فلقد فازا بها 3 مرات، (بنت عيسى وغصيت بيك يا ماي وباب البراحة» للأول، أما الثاني فأعماله الفائزة هي ( اللوال، وتراب، لا تقصص رؤياك) ويليهما حسن رجب وعلي جمال لمرتين: الأول عن (حاميها حراميها ونهارات علول) والثاني عن ( الهاوية والرهان)، فيما كسب الجائزة لمرة واحدة كل من: عبد الله المناعي (لو خاس الملح) ومروان عبد الله (ألف ليلة وديك) ومبارك ماشي (أوركسترا) وفيصل الدرمكي (الظمأ) وعارف سلطان عن ( مركب النار).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©