أبوظبي (الاتحاد) - نظمت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أمس الأربعاء بفندق فيرمونت باب البحر الملتقى الثالث لأفضل الممارسات الحكومية المتبعة في الجهات التابعة لحكومة أبوظبي، وذلك في إطار تبادل المعرفة، التي تسعى من خلالها الأمانة العامة إلى تشجيع وترسيخ مفهوم التميز لدى الجهات الحكومية، بحضور جمع من مسؤولي وموظفي الجهات التابعة لحكومة أبوظبي.
وقال ياسر النقبي مدير مكتب برنامج أبوظبي للتميز التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي: “إن هذه الملتقيات تأتي تأكيداً لأهمية تبادل المعارف وأفضل الممارسات بين الجهات الحكومية، وإبرازاً للممارسات المتميزة واطلاع المشاركين على تجارب وممارسات وانجازات الجهات الحكومية وفرق العمل والمشاريع والفائزين بالجائزة للتعلم منها والعمل على نشرها في جهاتهم”.
وقال النقبي: “بدأ ملتقى أفضل الممارسات الحكومية المتبعة في الجهات التابعة لحكومة أبوظبي الشهر الماضي، باستعراض القيادة العامة لشرطة أبوظبي وبلدية مدينة العين لتجربتهما في مجال التميز المؤسسي، ونواصل اليوم دورنا في نشر ثقافة التميز بالتعاون مع الجهات الحكومية من خلال عقد هذا الملتقى، الذي يحمل عنوان “خطوات نحو التميز”، ويقدم خلالها كل من مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ومركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، تجاربهما وأنشطتهما التي قاما بها واستطاعتا من خلالها تحقيق نتائج متميزة والتقدم بطريقة ملحوظة في الأداء المؤسسي”.
وفي الجلسة الأولى، أشار أنس البرغوثي المدير التنفيذي لقطاع خدمات المستهلكين، والأسواق، إلى أن مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة اكتسب ثقافة التميز من خلال الاطلاع على أفضل النماذج العالمية في هذا المجال وتطبيقها، حيث عمل المجلس على تعزيز ثقافة الجودة بين جميع الشركاء المعنيين، ورفع مستوى الوعي حول الخدمات التي يقدمها، كما جعلنا في المجلس من “التمكين” عنصراً أساسياً وفاعلاً لتطوير وتحسين المهارات، مما نتج عنه حصد المجلس 288 نقطة في تقييم المقيمين لجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز، وهو ما يعتبر معدلاً جيداً بالمجمل العام، سيتم رفعه في الدورات المقبلة بما يحقق طموحات المجلس في الارتقاء بأدائه. وأضاف البرغوثي إنه من خلال الاطلاع بعض التجارب في مجال التميز المؤسسي، تبين أن مفاهيم الجودة والتميز مرتبطتان ببعضهما بشكل كبير، فلا يوجد تميز بلا جودة، ولا جودة بلا تميز، ولذلك سعى المجلس لتطبيق أفضل الممارسات بالتعاون مع الشركاء الداخليين، والخارجيين، وبما يأتي تماشياً مع “رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030”، ويرفع من مستوى الخدمات المقدمة.
وفي جلسة حوارية، استعرض عدد من المسؤولين في مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة الخطة التي انتهجها المجلس لرفع مستوى التميز المؤسسي، والتي عمل فيها المجلس على تطوير الكوادر ورفع مستواهم الوظيفي، والارتقاء بالخدمات بما يسهّل العمل مع الشركاء ومنحهم أفضل الفرص، وذلك بإقامة ورش عمل تنّمي المواهب، وإقامة الدورات التدريبية للمديرين والموظفين.
وفي الجلسة الثانية، قدم مركز الأنظمة الإلكترونية والمعلومات عبر موزة السويدي مدير إدارة الجودة والتميز بالإنابة، عرضاً بعنوان “خطوات نحو التميز: كيف تحقق مستويات أعلى من النضج في جهاتنا؟”، شرحت خلالها نبذة عن المركز التي تأسس في 2008 بهدف تولي إدارة أجندة تقنية المعلومات والاتصالات بأبوظبي، وأهم النقاط التي ساهمت قطع المركز لشوط كبير فيما يخص التميز المؤسسي.
وقالت السويدي، إن المركز وعلى الرغم من حداثة تأسيسه، فإنه تمكن من إثبات جدارته في التميز المؤسسي، وذلك عبر الاستفادة من نتائج الدورة الثانية لجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز، وحقق قفزة نوعية في الدورة الثالثة من الجائزة، والتي مكنته من عمل أفضل مظاهر التحسين في الأداء والخدمات المقدمة.
وأضافت موزة السويدي: “ركائز الجاهزية المؤسسية التي يعمل بها المركز يتكون من العاملين، والذي اعتمد فيه المركز على عدد من الآليات في التواصل مع العاملون، ومنها استحداث النظم والبرامج التي يستفيد منها العاملون، وعقد أنشطة اجتماعية يتم خلالها تواصل الإدارة العليا مع الموظفين، والاستماع لمقترحاتهم وآرائهم والمتعاملين، والذي يتم الأخذ فيه بآراء المتعاملين وقياس مدى رضاهم من الخدمات المقدمة، وخلق بيئة ترتكز في خططها التحسينية على المتعاملين. والعمليات، والتي تم فيها اعتماد وتنفيذ نظم الإدارة المتكاملة، وتوثيق أكثر من 62 عملية واجراء، والعمل على تحديد المقاييس اللازمة لتسهيل عملية إداراتها وتحسينها، مما مكّن المركز من الحصول على شهادات آيزو متعددة في عدة مجالات”.
مؤشرات مستويات النضج
قالت موزة السويدي مدير إدارة الجودة والتميز بالإنابة في مركز الأنظمة الإلكترونية والمعلومات إن نموذج مستويات النضج سوف يسهِّل على الجهة التعرف على المستوى، التي هي عليه الآن، وسيعين الجهة على وضع خطة تحسين أكثر وضوح، بما يضمن تطوراً في الأداء المؤسسي، ورفع مستوى كفاءة العاملين، الأمر الذي سيعطي المؤسسة فرصاً أكبر للتحسين.
وشرحت موزة السويدي عمل المركز وتناولت مؤشرات مستويات النضج، والذي يساهم في معرفة أداء الجهات بالنسبة لأفضل الممارسات، والتعرف على المعوقات الرئيسية، التي تقف دون نجاحها، كما يساعدها في وضع خطة واقعية للتحسين بناء على مستوى النضج المستهدف، ويساعد على التركيز في عمليات التحسين على الجوانب ذات المردود الأكبر.
أسرار الوصول إلى التميز
أكد سيف الباكري مدير إدارة التطوير المؤسسي في مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، أن رحلة التميز الحكومي شهدت في الأعوام الأخيرة تقدماً كبيراً، وزادت من وعي الجهات والمؤسسات بضرورة رفع أدائها المؤسسي بما يتناسب مع توجهات الحكومة الرشيدة الساعية لتجذير التميز واستدامته، وذلك وفق رؤية الإمارة، وبما يتوافق مع متطلبات تقديم أفضل الخدمات للشركاء والجمهور.
واستعرض سيف الباكري عملية التقييم الذاتي للمجلس، والتي وصفها بأنها أحد أسرار الوصول للتميز، فهي أظهرت الجوانب التي يتعين على المجلس تحسينها، بالإضافة إلى أفضل الجوانب التي تتميز بها الإدارات والعمل على تطويرها.
كما تحدث عن خطة وخطوات المشاركة بفئات جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز في دورته الثالثة، والتي عمل عليها المجلس بوضع الخطط اللازمة، وقام بتطبيقها من خلال آلية تنفيذ مناسبة.
عدد اليوم
