الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خاتم الزواج والخطوبة

17 ابريل 2017 01:15
مما لا شك فيه أنّ خاتم الزواج، أو خاتم الخِطبَة، يحمل الكثير من المدلولات العاطفية بين رجل وامرأة، وهو تعبير عن حبّهما واختيارهما لبعضهما، ورمز يؤكد الارتباط فيما بينهما برباط مقدس، وفي الأعراف البشريّة والعادات الاجتماعية يُمثّل ارتداء الخاتم، سواءً كان خاتماً للخطوبة أو للزواج، إشارة للآخرين بأنّ مرتديه شخص مرتبط، وبالتالي فإنّ محاولة التقرب العاطفي من شخص مرتبط هو خط أحمر وأمر ممنوع وعمل غير أخلاقي. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قدسية المعنى الذي يحمله خاتم الزواج أو خاتم الخِطبَة في نظر المجتمع وفي نظر من يرتديه. على الرغم من اختلاف العادات والتقاليد ومراسم الزفاف بين بلد وآخر، فإن الجامع المشترك يبقى «الخاتم والإصبع». لذلك مهما تكن هوية المتزوجين فمن الغريب أن جميع الثقافات قد أجمعت على حتمية أن يوضع الخاتم في الإصبع الرابعة «البنصر» من اليد اليمنى عند الخِطبَة، ثم نقله إلى نفس الإصبع في اليد اليسرى عند الزواج. لماذا يا ترى هذه الإصبع بالذات؟ وما هو أصل هذه العادة؟ يعود أصل استخدام الخاتم إلى العصور القديمة، ويقال إنّ أوّل من استخدمه قدماء المصريين، ومن ثم قلّدهم في استخدامه الإغريق، وبعض المراجع تنسب هذه العادة إلى الرومان أيضاً، وكانت التقاليد الرومانية في البداية تستوجب وضع إكليلٍ من الزهور على رأس المخطوبين، ثمّ تطوّر الأمر بأن يُقدّم الخاطب إلى عروسه خاتماً من الحديد في سنّ سيفه، ويقدّمه إلى مخطوبته فتتناوله كنايةً عن موافقتها، وتطوّرت العادة فاستُبدل بقطعة من الفضة أو الذهب يحتفظ كلٌّ منهما بجزءٍ منه، ثمّ عاد خاتماً يلبس في البنصر. بالنسبة لخاتم الخِطبَة، فهو يوضع في اليد اليمنى لأنّها اليد التي ترفع عند حلف اليمين، والخطبة بمثابة عهد بين المخطوبين بحتمية حصول الزواج، فيوضع الخاتم في بنصر اليد اليمنى، ويُرصّع الخاتم بالألماس عادةً، لأنه حجر قاسٍ يدلّ على القوة، وكناية عن رغبة الطرفين بتمتين هذا الزواج ليستمرّ إلى الأبد، كما سيظل الحجر قاسياً ولامعاً إلى الأبد. ثم يتم نقل هذا الخاتم عند الزواج إلى بنصر اليد اليسرى، أما اختيار البنصر، فله أسبابه أيضاً، إذ يعود سبب وضع الخاتم في بنصر اليد إلى قدماء اليونانيين لاعتقادهم بأن هناك عرقاً عصبياً خاصاً يمر من هذا المكان إلى القلب مباشرة، ويسمى «عرق الحب»، ولذلك كان دليلاً على أسر القلب من قبل شخص آخر. يكون الخاتم عادة دائرياً، لأنّ الدائرة كناية عن الاستمرار والثبات، أي حلقة مفرغة لا نهاية لها. وفي البداية كان الخاتم يتكوّن من حلقة من جزأين يربط بينهما في عقدة يُقدّم الخاطب إلى مخطوبته نصف الحلقة ويحتفظ بالنصف الثاني، وفي يوم المراسم (الزفاف) تجمع القطعتان ليتم الزواج. يعتبر البعض هذا الأمر في وقتنا الحاضر نوعاً من التقاليد والإتيكيت، كما تتبادل بعض الثقافات نوعاً آخر من الخواتم، وعلى الرغم من أن هذه الثقافة خاصة بالنساء، فإنّه يمكن للزوجان في بعض المناطق الهندية والهندوسية أن يتبادلوا الخواتم في إصبع القدم، أو ما يُسمى «البيشيا» الذي يتم لبسه بدلاً من خاتم اليد، وفي الغالب يُلبس مع خاتم إصبع الرجل. كما نلاحظ في الأجزاء الشرقية من الهند وبالتحديد في البنغال الغربية، حيث تلبس النساء إسوارة حديدية تسمى «اللوها»، التي غالباً ما تدهن بطلاء ذهبي أو فضي، وذلك لتحسين مظهرها. وفي رومانيا يحتفل الأزواج بالذكرى السنوية (وتكون بعد 25 سنة من استمرار الزواج) بتبادل خواتم الزواج الفضية التي يتم لبسها في الإصبع الرابعة من اليد اليسرى، أي في نفس المكان مع خاتم الزواج الأصلي (الذي عادة ما يكون من الذهب). وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد ومراسم الزفاف بين المجتمعات أو الأديان أو البلاد، فإن الجامع المشترك يبقى «الخاتم والإصبع». نصـّار وديع نصـّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©