استراتيجية وفكر وثقافة «الذئاب المنفردة»، ووفقاً لتسمية أخرى تتبناها التنظيمات الأصولية المتطرفة «التطرف الشعبوي»، هو تكتيك جهنمي ليخلق خلايا نائمة بعيدة كل البعد عن أعين الأجهزة الأمنية وبعيدة أيضاً عن الشكوك الاستخباراتية بما لها من مقدرة ومعلومات استخباراتية.
وبذلك تكون نتيجة العمليات الإرهابية ما يسمى «بالجهاد منفرداً» ناجحة إلى حد بعيد، وتؤتي دائماً نتائج تبهر في بعض الأحيان مخطط العمل الإرهابي وليس لطبيعة الحال المنفذ، لأن منفذ العملية الإرهابية يكون قد قتل أثناء أو بعد الحادثة، ونتيجة لذلك أصبحت عمليات ما يسمى الذئاب المنفردة تضرب بقوة عواصم دول أوروبية كثيرة وكان آخرها لندن.
وبتحليل بسيط مبني على قاعدة «المقدمات دائماً تؤدي إلى النتائج»، نستطيع القول إن السحر انقلب على الساحر، حيث استضافت لندن من عشرات السنين كوادر إسلامية متطرفة، وما زالت على هذا النهج حتى وقتنا الحالي، من جشماعات أصولية معروفة وجماعات الإخوان المسلمين لهم باع طويل في التطرف الديني أو ما يسمى اليمين المتطرف. حيث ذئب منفرد إخواني أو سلفي أو أصولي يستطيع الاندماج في المجتمع والانصهار تماماً بأن يحلق اللحية ويرتدي ملابس غربية، وكذلك عدم الصلاة في المساجد بصفة منتظمة، حتى تأتيه الأوامر بتنفيذ عملية قتل لأبرياء مسالمين، وتنفذ كما شاهدنا ورأينا، موقِعاً أكبر عدد من القتلى والجرحى بدم بارد، ذئاب قاتلة ماكرة فاجرة مدربة على القتل خرجت من كهوف أزمان غابرة، كلامها كفر وأفعالها كفر، تكره الحياة وألوانها وبهجتها وتعشق حد الولع شكل الأشلاء والدماء ورائحة الموت، تعيث في الأرض فساداً، كأنهم ذئاب في صورة بشر قيدوا بالحديد وبيعوا في سوق النخاسة.
هاني خليفة - أبوظبي
عدد اليوم
