الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أكواريوس».. أوروبـــا أو المــــوت!

«أكواريوس».. أوروبـــا أو المــــوت!
27 مايو 2016 02:46
البحر المتوسط (أ ف ب) بالأمس كانوا بين أيدي مهربين عنيفين وعديمي الضمير وفي الغد يتوقف مصيرهم على أوروبا لا يعرفون سوى القليل عنها، لكن اليوم يقف 385 مهاجراً بأمان على متن سفينة «أكواريوس» الإنسانية التي جاءت لإنقاذهم في البحر المتوسط. و«أكواريوس» ضمن 23 سفينة نُشرت للمساعدة على إنقاذ مهاجرين في البحر المتوسط، وقد بدأت مهمتها في نهاية فبراير الماضي، وأنقذت حتى الآن أكثر من ألف شخص. وأفاد «عيسى سيسيه»، وهو مواطن من ساحل العاج يبلغ 18 عاماً، بأن السفينة «خمس نجوم مقارنة بوضعنا السابق»، وهو على غرار بقية الرجال قضى الليل خارجاً وعلى أرض السفينة بعباءته البيضاء الرقيقة، وغطى نفسه ببطانية. وعلى متن السفينة التي استأجرتها جمعية «أس أو أس المتوسط» ومنظمة «أطباء بلا حدود»، تحجب العيون ويرتفع منسوب الغضب عندما يبدأ الحديث عن ليبيا، فبعض هؤلاء المهاجرين لم يبق فيها سوى بضعة أسابيع، بينما حاول البعض الآخر كسب لقمة العيش فيها على مدى سنوات. ويقول مهاجرون «هناك لم نلق معاملة إنسانية، ولا تعني لنا ليبيا سوى الخطف والسجن»، ويضيفون «كانوا يضربوننا كل يوم، ويضربون نساءنا أمامنا». وأما «إيناس»، المرأة الكاميرونية البالغة من العمر 24 عاماً، فلحقت بزوجها الذي اعتقد أنه وجد وظيفة لائقة. لكنها قالت «إن صاحب العمل عاملنا أسوأ معاملة». وأضافت «إيناس» وهي تجلس طفليها في حضنها «ليبيا رحلة من دون رجعة، وعندما تدخل إلى ليبيا لا تخرج منها في العادة، وينتهي بنا الأمر في البحر: إنها أوروبا أو الموت». وأكد فريق منظمة «أطباء بلا حدود» أن بعض النساء يخبرن خلال الاستشارات الطبية قصصاً مرعبة، في حين ظهرت على جسد أحد الرجال خلال فحصه جراء إصابته بسعال شديد، آثار ندوب وتعذيب أدت إلى كسور لم تتعاف بعد. وفيما أبحرت «أكواريوس» إلى ميناء كالياري في سردينيا الذي وصلته أمس، دارت أحاديث حول المستقبل رغم الإرهاق والبرد بعد عملية الإنقاذ يوم الثلاثاء قبالة سواحل ليبيا. وشعرت امرأة حامل في شهرها الثامن بآلام المخاض الأولى، ورأى فيها المهاجرون رمزاً للحياة الجديدة التي يأملون بها. وولد الطفل في المساء وسمي «ديستيني أليكس»، تيمناً بالقائد البيلاروسي لسفينة «أكواريوس». وبعد الولادة، خرج والد الطفل إلى سطح السفينة حيث لاقى تصفيقاً حاراً. غير أن الأمل لا يخلو من القلق. فطوال اليوم يطرح السؤال نفسه بإلحاح «هل لديكم فكرة عما سيحدث لنا الآن؟». وأحصى طاقم السفينة 26 طفلاً ما دون خمسة أعوام، وبالنسبة إلى الصغار الجواب ليس معقداً. «أنا ذاهب إلى إيطاليا» يقولها «راؤول» الصغير لمن يريد سماعها، مبدياً فخره بقميصه الزهري الجديد. ومن بين المهاجرين المجتمعين على متن السفينة، هناك عشرات من دول مثل إريتريا وجنوب السودان أو الصومال، وهؤلاء تمنحهم إيطاليا اللجوء بسهولة. لكن معظمهم من الكاميرون وساحل العاج وغامبيا أو غينيا، ويمكن أن تكون الأمور بالنسبة إليهم أكثر صعوبة. ففي إيطاليا، كثير من مواطنيهم يتسلمون لدى وصولهم أمراً قضائياً لمغادرة أراضيها، فيما ينتظر البعض 18 شهراً إلى سنتين للحصول على اللجوء، قبل أن ينتهي بهم الأمر في صفوف المهاجرين غير الشرعيين الذين يتقاضون مبالغ زهيدة لجمع الطماطم أو البرتقال على الأرض. ويقول «بيتومب»، الكاميروني البالغ 20 عاماً بثقة «إيطاليا هي الحرية، مع احتمال وجود حياة أفضل». ويقترب معدل البطالة في شبه الجزيرة الإيطالية من 40 في المئة بالنسبة إلى الشباب في سنه. ويقول «آمل أنني سأكون من بين الستين في المئة الأخرى». وقال «عيسى سيسيه» «كل ما أطلبه هو أوراق للحصول على وظيفة أدعم من خلالها أخواتي». وأضاف «أنا أعلم أن أوروبا في أزمة، لكن الوضع لدينا أسوأ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©