الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هجمات داعش».. ضربة للحكومة العـراقية في عاصمة أنهكتها الحرب

«هجمات داعش».. ضربة للحكومة العـراقية في عاصمة أنهكتها الحرب
27 مايو 2016 02:46
بغداد (وكالات) رغم استعادة العراق الأراضي ببطء من تنظيم «داعش» الإرهابي، فإن الثقة في الحكومة العراقية تكاد تتلاشى بين كثير من المواطنين، خصوصاً سكان العاصمة بغداد، الذين أغضبتهم الاضطرابات السياسية واستمرار التفجيرات على أيدي مسلحين. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أعلن عن بدء عمليات عسكرية لاستعادة مدينة الفلوجة الخاضعة لسيطرة «داعش» منذ يناير 2014، متعهداً بأن يرفرف العلم العراقي عالياً بحلول نهاية الأسبوع مرة أخرى فوق المدينة. ومنذ يوم الاثنين الماضي، تسعى القوات العراقية إلى التقدم من المحور الجنوبي باتجاه مدينة الفلوجة التي تبعد 50 كيلومتراً غرب بغداد. لكن في العاصمة، لا يزال كثير من السكان يستفيقون من صدمة سلسلة هجمات انتحارية ضربت أسواقاً مزدحمة ونقاط تفتيش ومطعماً ومقهى ومحطة غاز الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص. وأذكت هذه الهجمات الغضب، خصوصاً ضد النخبة السياسية العراقية. وعقب الهجمات، اجتاح مئات المتظاهرين، من بينهم أسر ضحايا التفجيرات، المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، مطالبين بإصلاحات حكومية وتحسين الأمن، وردت القوات العراقية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والذخيرة الحية على الحشود، وأدت أعمال العنف إلى مقتل متظاهرين اثنين، وإصابة عدد من أفراد الشرطة. وتتحول مشاعر الغضب المتزايدة إلى انقسامات خطيرة محتملة بين الميلشيات النافذة في العراق، بينما هيمن على المظاهرات داخل المنطقة الخضراء أنصار زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، الذي قاد حملة احتجاجات ضد الحكومة، وطالب في البداية بإصلاحات حكومية، لكنه الآن يطالب بالمحاسبة في ضوء الخروقات الأمنية التي مكنت «داعش» من تنفيذ موجة الهجمات الأخيرة. ودفع استعراض الصدر للقوة ميلشيات متنافسة إلى الانتشار في الشوارع، مع تعهد كل طرف بحماية العراقيين، وهو ما يؤجج مخاوف الانقسامات أو تفشي أعمال العنف بين الفصائل المختلفة. وخلال الأسبوع الماضي، وقعت مناوشات بين مجموعة مسلحة تابعة لوزارة الداخلية، ومليشيا تابعة للصدر. وتعكس الانقسامات بين الميلشيات الخلافات الموجودة بين الأطراف الداعمة لها والمستمرة منذ أشهر. وتعاني القيادة السياسية في العراق حالة من الشلل، بعد أن وعدت حكومة العبادي بإجراء إصلاحات لتقليل الفساد منذ أشهر، لكنها لم تستطع تحقيق أي شيء. وعجز البرلمان عن الانعقاد نتيجة رفض المشرعين الاجتماع، بسبب مخاوف أمنية. وعندما اجتاحت ميلشيا الصدر المنطقة الخضراء الشهر الماضي، لم تحرك قوات الأمن ساكناً، ومن ثم أرسلت ميلشيات أخرى مناوئة مقاتليها إلى الشوارع في المنطقة المحيطة للحفاظ على الأمن. وقال عقيل الربيعي، الذي يملك متجراً قريباً من المنطقة الخضراء، إنه شعر بالصدمة بسبب تدفق مقاتلي الميلشيات، مشيراً إلى أنه شعر بانهيار الحكومة. بيد أن عملية استعادة مدينة الفلوجة من «داعش» تمنح العبادي متنفساً مؤقتاً في الأزمة السياسية العاصفة التي تمر بها البلاد من خلال تحويل انتباه المطالبين بإصلاحات سياسية. وقال «باترك سكينر»، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والمحلل لدى مجموعة «صوفان» الاستشارية «الفلوجة بالنسبة للعبادي ليست مسألة إلهاء فقط، لكنها قد تظهر مستوى معيناً من السيطرة على بغداد». بدوره، يرى زيد العلي الأستاذ في جامعة «برنستن»، أن العملية يمكن أن تسدي خدمة للعبادي، لكن لوقت قصير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©