الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حمى التضخم الآسيوي تنهي عهد السلع الرخيصة في الولايات المتحدة

حمى التضخم الآسيوي تنهي عهد السلع الرخيصة في الولايات المتحدة
22 مايو 2008 01:24
دخل ''عهد السلع الرخيصة'' مراحله الأخيرة لدى المستهلك الأميركي، فمع ارتفاع التضخم في مختلف أنحاء آسيا تقترب مرحلة الأجور وتكلفة الأعمال المتدنية في آسيا من الزوال، منهيةً معها ''عهد السلع الرخيصة'' في الولايات المتحدة· فقد ظلت الولايات المتحدة الأميركية لعقود تستورد سلعاً رخيصة يتم تصنيعها في سلسلة من الدول المعروفة بأجورها المنخفضة، كانت كوريا على رأسها ثم الصين والآن دول أخرى مثل فيتنام والهند· والآن بات التضخم في الدول النامية، وبخاصة الآسيوية منها، من الظواهر التي تهدد هذا الوضع وليس في الصين فقط، حيث أدى ارتفاع سعر الوقود وتكاليف العمالة إلى غلاء الصادرات إلى الولايات المتحدة الأميركية· وحول هذا الموضوع، صرح مدير مكتب بنك التنمية الآسيوي للتكامل الاقتصادي الإقليمي جون وا لي: أن التضخم يعتبر المشكلة الرئيسية التي تهدد دول آسيا· كما يعد من جهة أخرى خطراً يهدد المستهلك الغربي، حيث إن ارتفاع التكاليف لدى المصدرين الآسيويين حتى في الدول الفقيرة سيؤثر حتماً على المستهلكين· ويذكر أن الدول النامية قد مرت في السابق بظاهرة التضخم، فعلى سبيل المثال عانت البرازيل من ارتفاع قياسي للتضخم ثلاث مرات مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، غير أن هناك شيئين يجعلان الأمر هذه المرة مختلفاً· أولاً أن الدول النامية تنتج في الوقت الراهن حوالي نصف الواردات الأميركية، وثانياً أن ظاهرة التضخم التي تعيشها هذه الدول جاءت متزامنة مع ارتفاع العديد من العملات مقابل الدولار، وهذا الأمر يضع المستهلك الأميركي بين مطرقة تحمل تكاليف المنتجين المرتفعة وسندان تراجع قيمة الدولار· ويشير رجال الأعمال الآسيويون إلى أنهم مجبرون على رفع أسعار صادراتهم، ويقول مدير مبيعات شركة ''كوانج فينه'' للسيراميك الواقعة في شمال فيتنام ''لي هاو فو'': ''إنه لوقت صعب لإدارة الأعمال''، وقد رفعت الشركة في وقت سابق أسعار منتجاتها المصدرة إلى الولايات المتحدة بنسبة 10%، فيما يخص المزهريات الملونة يدوياً نتيجة لارتفاع تكاليف العمالة بنسبة 30% في السنة· ويذكر أن فيتنام التي تعتبر واحدة من أهم المصدرين إلى الولايات المتحدة، شهدت ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 19,4% خلال الفترة ما بين مارس 2007 ومارس ·2008 ومن جهة أخرى، تعتزم شركة ''فوشان أوجستيس ليمتد'' للأدوات الصحية في الصين إلى رفع أسعار مجموعة من التجهيزات الصحية المخصصة للتصدير إلى أميركا الشمالية بواقع 10%، وقال ''فاي كونج'' مشرف الأعمال الدولية للشركة: ''لقد بات التضخم أحد ملامح الحياة اليومية في هذه الفترة، ويمكن أن تشعر به في كل مكان''· كما علت مطالب العمال في الدول النامية التي تعاني من ارتفاع الأسعار من أجل زيادة الأجور، مما أدى مؤخراً إلى احتجاجات شهدتها كل من فيتنام وكمبوديا ومصر· ولا يزال التضخم يواصل طريقه نحو الارتفاع، حيث أعلنت الفلبين في وقت سابق نمو في شهر مارس المنصرم إلى 6,4%، كما وصلت نسبته في الهند خلال الشهر الماضي إلى 7% وهو ارتفاع كبير عن النسبة التي سجلت في شهر أكتوبر 2007 والتي قدرت بنحو 3,1%· وبالعودة إلى شركة ''كوانج فينه''، يوضح المسؤولون أن الارتفاع المطرد في الطباعة الملونة على السيراميك يرجع أيضاً إلى ارتفاع سعر الحبر الأزرق المستعمل في طلاء المزهريات وغيرها من الأواني الخزفية، فالحبر الذي يستورد من بلجيكا يشترى بعملة اليورو وقد سجل ارتفاعا بقيمة 80% خلال السنة الماضية مقابل عملة الدونج الفيتنامية· مما دفع بملاك أفران السيراميك إلى مضاعفة الأسعار ثلاث مرات خلال السنة الماضية، وحول هذا الغلاء يقول مالك أحد تلك الأفران لي ثي هوب: ''جل الناس الذين يشترون أعمال السيراميك مني يحتجون على السعر ويصفونه بالجنوني، لكنني أقول: هذا هو حال السوق''· نقلاً عن نيويورك تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©