الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الأيام التراثية».. دروس وعبر من وحي الموروث

«الأيام التراثية».. دروس وعبر من وحي الموروث
17 ابريل 2017 00:22
أحمد النجار (الشارقة) اعتبرت زائرات إماراتيات أن أيام الشارقة التراثية من 4 إلى 22 أبريل مناسبة اجتماعية، تسهم في تعزيز أواصر التواصل الخلاق مع تراث الماضي، ودعوة وطنية إلى الارتباط بقصص وحكايات الأجداد، واستلهام دروس وعبر من وحي سيرتهم وتفاصيل موروثاتهم العريقة لاستشراف المستقبل برؤاهم وفلسفتهم في التلاحم الأسري وتوطيد العلاقات وبناء مجتمع متماسك ووطن مزهر بالخير والعطاء. وأجمعن خلال زيارتهن للفعاليات على أن ذلك الإرث من القيم التي جسدت قصص الكفاح وبطولات المجد والصبر وتحدي المعاناة وتحمل قسوة الصحراء ورعونة البر وخطر البحر، وتقبل صلف العيش، وتخطي الصعاب بكثير من القناعة والرضا، تلك السيرة الحياتية التي نهج خطاها الأوليين هي امتداد لقيمنا التي حققتها دولتنا. وأوضحن أن ساحة «الأيام» منصة احتفالية وورشة تعليمية وتفاعلية لإنتاج الماضي الجميل بكل ما يحويه من حرف قديمة ومهن وطبيعة سكن ونمط عيش وعادات اجتماعية وتقاليد مشتركة وأكلات وملبوسات واحتفالات ومظاهر تراثية وآداب وفنون فلكلورية وألوان ثقافية وسلوكيات إنسانية. حياة بسيطة وخلال جولة بين أركان وأجنحة وفعاليات ساحة «الأيام» قالت أم سعيد البناي 59 عاماً إنها اعتادت زيارة المهرجان على مدار 5 أعوام على التوالي، وأضافت: تدب في داخلي حياة خاصة كلما دخلت من هذه البوابة، وكأنني أعبر من خلالها إلى الماضي، وتبدأ ذاكرتي في التيقظ أكثر بينما أتنقل من مكان لآخر، وأشتم رائحة الحياة القديمة التي عشتها في كنف الأجداد، وأتذكر الفريج والبيوت والمراكب والجمال الأكلات. ذكريات عائلية وجاءت شيخة محمد عمران الشامسي 67 عاماً، من رأس الخيمة وهي تتوسط أبناءها وأحفادها، الذي توزعوا في أرجاء الساحة لاستكشاف محتوياتها وفعالياتها وتجربة التسوق واستطعام أكلاتها وحلوياتها مطالعة عروضها. وقالت: اقترحت أن تجتمع كل العائلة في هذا المكان الذي يربطنا بسيرة الآباء وذكرياتهم، وتعد هذه هي الزيارة الثانية منذ افتتاح «الأيام»، ولفتت بأن والدها كان يعمل في الصيد لهذا تفضل الجلوس في جناح البيئة البحرية، حيث تستعيد ذكرياتها مع والدتها حين كانت تودعه، وتستقبل عودته محملاً بغنائم الخير والرزق. أما شمسة سالم عبيد العامري من سكان الشارقة، 58 عاماً، فقالت: أشعر بمتعة كبيرة وأنا أتنقل بين الأجنحة المختلفة، وأتأمل طبيعة الحياة التي عشناها والملبس الذي كنا نرتديه في يومياتنا ومناسباتنا، ورائحة الأكل الذي تشتهر به موائدنا، ونتذكر الإبل التي كانت وسيلتنا للتنقل والترحال، والعادات والتقاليد التي كانت ولا تزال رمزاً لثقافتنا وامتداداً لهويتنا وتماسكنا الاجتماعي. وذكرت بأنها تحث أبنائها على التواصل مع تراثهم وتسعى لإثراء تجاربهم وتعريفهم تفاصيل المهن والحرف والفنون والمسميات والأمثال والحكم وطريقة التعاطي معها في حياتهم. بيت ومتحف وأوضحت فاطمة مبارك البلوشي 56 عاماً، من أهالي إمارة عجمان، أن «الأيام» هي بيتها ومتحفها»، الذي تغتنم زيارتها بصحبة أفراد أسرتها حيث تحرص أن تروي لهم قصصا فكاهية وحكايات تراثية، تتضمن قيما تربوية وعبرا وسلوكيات نبيلة للاقتداء بها، وجعلها نبراساً يهتدون بها في علاقاتهم وتعاملاتهم وتطلعات حياتهم. وتابعت: لديّ 3 أبناء وبنتان، وقد ربيتهم في مدرسة القيم النبيلة المستمدة من تراثنا، وبزيارتي «الأيام» رفقة عائلتي، أشعر بانتمائي لبلدي، ويصيبني اعتزاز وفخر بهويتي، واستمتع أكثر عندما يسألونني عن بعض الأشياء والمظاهر الاحتفالية التي تصادفهم في المهرجان، فأرويها لهم تماماً، كما فعل أجدادي حين كانوا يقصون عليّ حكايات أسلافهم. توثيق التراث الإنساني اللافت في «الأيام» بأنها احتضنت نماذج مختارة من تراث الشعوب، الذي أثروا أجندات الفعاليات، وساهموا في ترفيه وإمتاع وتعريف بالزوار والسياح والعائلات من الجنسيات كافة، بألوان وفنون ولوحات فلكلورية تجسد تعلق الشعوب بتراثها العريق، وتجسد فخرهم واعتدادهم به. وتلك هي قناعة أكدتها ربيعة سلطان، معلمة تربوية ومهتمة بشؤون التراث، والتي أشارت إلى أهمية وقيمة تلك العروض بكونها تؤدي مهمة تثقيفية وترويجية للتراث الإنساني وتعتبر مادة توثيقية ومرجعاً تنويرياً للباحثين والمهتمين، ويمكن العودة إليها عبر الإعلام المرافق والمواكب للمهرجان من خلال المنشورات والكتب الصادرة والمجلات مثل «مراود» إلى جانب مؤلفات خاصة وكتيبات تراثية صادرة عن معهد التراث الجهة المنظمة للحدث. جسر ومسرح وأكد مسؤولون من قسم التشريفات والإعلام أن المهرجان شهد أعداداً فلكية من الأهالي والأطفال والعائلات الإماراتية الذين قدموا من مناطق بعيدة وإمارات مختلفة، وهذا دليل واضح على أهمية التراث بالنسبة إليهم بصفته حلقة الوصل التي توحد القلوب والعقول، وتثري الوجدان والأذهان، وهو مؤشر كبير على نجاحه في الاحتفاء بمظاهر التراث بألوانه وأشكاله وفنونه كافة، وتجويد رسالته وغايته، والتركيز على قيمته الجوهرية وتوارثها كطقس سنوي ضمن المناسبات الوطنية التي تحتفل بها الدولة. عروض شعبية ومسابقات علمية الشارقة (الاتحاد) دشن معهد الشارقة للتراث، أمس الأول، فعاليات أيام الشارقة التراثية بمدينة الحمرية، في دورتها الـ 15 تحت شعار «التراث مبنى ومعنى»، وترجمت الأنشطة والفعاليات المصاحبة للقرية التراثية في مدينة الحمرية أسمى معاني الانتماء للوطن عن طريق عرض الفعاليات التراثية بأسلوب تراثي مميز، يشرح آلية معيشة الأجداد بأسلوب حضاري وعصري، حيث احتوت القرية على العديد من الأنشطة الفنية والتراثية والأغاني الشعبية والرقصات الفلكلورية التي قدمتها الفرق المشاركة، وشارك بها الزوار والحضور وتفاعلوا معها. وتخلل حفل الافتتاح العديد من الفقرات الشعرية والأدبية المتنوعة، ومسابقات علمية، شملت التعريف بالموروث الثقافي، من خلال عرض بعض الأسئلة المتعلقة بالتراث الإماراتي، وبعض العروض الشعبية التي عكست الموروث الشعبي، وعبرت بصدق عن الاهتمام بالتراث الإماراتي والاحتفاء به. وكعادتها منذ اليوم الأول لانطلاقة أيام الشارقة التراثية تحرص قرية الطفل على تقديم وجبة معرفية وتعليمية وترفيهية دسمة ومتنوعة للأطفال، الذين يتوافدون على القرية يومياً من أجل اللعب والمعرفة والترفيه، حيث يجدون ضالتهم في كل ذلك، نظراً للتنوع الكبير في الأنشطة والبرامج والفعاليات التي تقدمها القرية للأطفال، فهنا مجموعة تلعب في بعض الألعاب الترفيهية والتراثية، وهناك مجموعة أخرى مع هذه المدربة أو تلك من أجل الاستماع والمشاهدة والمتابعة لهذه الورشة المعرفية والتعليمية أو تلك، وهكذا في كل مكان في قرية الطفل التي خصصت لها اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية أكثر من 240 فعالية متنوعة على مدار أيام الشارقة التراثية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©