حسام عبدالنبي (دبي)
انتقلت العملات المشفرة «الرقمية» إلى مرحلة جديدة خلال الأسابيع الماضية بعد أن توجهت دول إلى إصدار عملات مشفرة مدعومة بأصول في محاولة منها لمواجهة مشاكل مالية تعاني منها أو لتحقيق مكاسب من الإقبال المتزايد على تلك العملات الافتراضية من جهة أخرى.
وبحسب خبراء، فإن إصدار دول عملات مشفرة مدعومة بأصول يزيد من شعبية تلك العملات حيث يعد محاولة للتغلب على مشكلات السيولة والتقلب التي تزعج أي عملة مشفرة جديدة وأي شركة ناشئة تعتمد على تكنولوجيا البلوكتشين، مؤكدين أن تلك النوعية من العملات أكثر استقراراً وتتميز بإمكانية تحديد السعر بناء على قيمة الأصل المدعومة به وكذلك بناء على العرض والطلب. وأشاروا إلى أن انضمام دولة مثل سويسرا التي تعد معقل البنوك التقليدية في العالم إلى قائمة الدول التي تصدر وتتداول عملات مشفرة ينفي أن تكون العملات المشفرة مجرد فقاعة أو موضة وستنتهي.
مدعومة بالعقارات
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «سويس ريل كوين» طرح عملة سويسرية افتراضية تدعمها العقارات من خلال منصة للعملات الافتراضية، مؤكدة أنها تستهدف إتاحة الوصول إلى قيمة العقارات السويسرية للمستثمرين في جميع أنحاء العالم وأن العملة السويسرية تستهدف توفير خيار أكثر استقراراً من خلال دعم العملة بالعقارات.
وقال مارك بيرنيغر، مستشار عمليات طرح العملة في الشركة، إنه سيتم استثمار الأموال التي يتم جمعها من خلال عملية طرح العملة السويسرية الافتراضية في الأصول العقارية التجارية السويسرية، وإضافة نسبة منها في تطوير تكنولوجيا البلوكتشين الخاصة بالشركة، والذي يتضمن خوارزميات تدعي الشركة أنها ستساعد في الحفاظ على ربح معقول والحد من السلبيات، مشيراً إلى أن العقارات هي فئة أصول تقليدية وثابتة للغاية، وبالتالي فهي خيار جيد بالنسبة للاستقرار الحقيقي، لاسيما وأن سويسرا تتميز باقتصاد مستقر ونمو إيجابي للناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض البطالة بنسبة كبيرة، ووجود حكومة مستقرة وليبرالية، وانخفاض نسبة الدين الداخلي ما يخلق بيئة مزدهرة لنمو العملات.
من جهتها، كشفت بريجيت لوجينبول، الرئيس التنفيذي للشركة، أن عملية طرح العملة الرقمية الجديدة ستستخدم في العقارات السويسرية، ولكن الشركة تخطط للتوسع في الأسواق الأخرى لتشمل عقارات ألمانيا وأوروبا، وتوسع المحفظة جغرافيا.
وأوضحت أن الشركة حاليا في مرحلة ما قبل عملية طرح العملة، ويوجد خصم 25% على أول 25 مليون رمز، منوهة أنه من المقرر أن يتوفر إصدار تجريبي من النظام الأساسي في الشهر المقبل، مع بداية طرح العملة بشكل كامل في23 مايو 2018.
«بترو» النفط
وأطلقت فنزويلا في شهر فبراير عملة «بترو» المدعومة بالنفط في محاولة للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها حيث عرضت الحكومة 38.4 مليون وحدة من أول عملة افتراضية تدعمها دولة في العالم في عملية بيع خاصة، معلنة أن العملة الجديدة ستتمتع بدعم من احتياطات فنزويلا من النفط والغاز وموجوداتها من الذهب والألماس.
ووقتها أعلن نيكولاس مادورو، الرئيس الفنزويلي أن الدولة تلقت «نوايا شراء» بقيمة 735 مليون دولار، في الساعات العشرين الأولى لإطلاق عملتها الافتراضية «البترو» ما يعد «بداية جيدة»، موضحاً أن إطلاق عملية البيع المسبقة الخاصة لنحو 38.4 مليون «بترو» جاءت من أصل إصدار تبلغ قيمته الكاملة 100 مليون «بترو» وسيتم العرض العام لبيع 44 مليون عملة أخرى في نهاية مارس الجاري، فيما ستحتفظ الدولة الفنزويلية بالباقي أي 17.6 مليون بترو حيث كان «السعر المرجعي لبيع الت «بترو» قد حدد ب60 دولاراً لكنه قابل للتبدلات.
ووفقاً لوكالة «فرانس برس» فإن الطرح من عملة «بترو» يأتي في الوقت الذي تواجه فيه فنزويلا أزمة مالية حادة بعد أن أعلن الدائنون ووكالات التصنيف أن الحكومة غير قادرة جزئيا عن سداد ديونها والفوائد المترتبة على سنداتها، فيما أشار الرئيس الفنزويلي إلى أن إطلاق العملة الرقمية جاء لمواجهة الحصار المالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على بلادة حيث تمنع واشنطن مواطنيها وشركاتها من شراء سندات الدين لفنزويلا ومجموعتها النفطية الحكومية.
اليابان و«بيتكوين»
وتعد اليابان من أوائل الدول التي اهتمت بتداول العملات المشفرة، إذ تشير البيانات إلى أن اليابان أصبحت معقل تداولات عملة «بيتكوين» حيث إن نصف تداولات تلك العملة التي تستأثر لوحدها بنحو 60% من قيمة جميع العملات الإلكترونية المشفرة في العالم، أصبح يجري في اليابان، لافتة إلى أن نحو 10 آلاف شركة في اليابان تقبل السداد بالعملات الافتراضية.
وكانت شركة «كوين-تشيك» إحدى أكبر الشركات اليابانية المتخصصة في تداول العملات الرقمية، قد أعلنت أنها سترد غالبية أصول افتراضية بقيمة 534 مليون دولار سُرقت في هجمات قرصنة إلكترونية.
وتعهدت الشركة برد أكثر من 46 مليار ين ياباني (423 مليون دولار) من مالها الخاص لعملاء فقدوا ممتلكاتهم من عملة «نيم «الافتراضية بعد تضرر نحو 260 ألف عميل من الاختراق وبما يغطي نحو 90% من خسائر العملاء من النيم.
«الريبل» وسنغافورة
وافتتحت الشركة المطورة لعملة الريبل Ripple مكتباً لها في سنغافورة بعد أن حصلت على رخصة من السلطات هناك، لتدير عملياتها التشغيلية بالبلاد، مؤكدة أن سنغافورة تعد واحدة من أفضل الاقتصادات المنفتحة على الفرص الاستثمارية الجديدة وغير التقليدية، وهي منفتحة على العملات الرقمية، كما أن النظام المالي في سنغافورة يريد تحسين عملية إرسال واستقبال الأموال والتقليل من التكاليف التشغيلية من أجل زيادة العائدات وتوفير المزيد من فرص العمل في القطاع المالي.
عدد اليوم
