الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ربـط الشـرق الأوسط بالإنترنـت يضيـف 380 مليار دولار إلى الاقتصاد الإقليمي

ربـط الشـرق الأوسط بالإنترنـت يضيـف 380 مليار دولار إلى الاقتصاد الإقليمي
27 مايو 2016 03:03
دبي (الاتحاد) يستطيع الشرق الأوسط إضافة 380 مليار دولار إلى الاقتصاد الإقليمي للمنطقة، إذا تم ربطها كاملةً بالإنترنت، حسب دراسة صادرة عن «استراتيجي &» (بوز آند كومباني سابقا). وحسب الدراسة، فإن تراجع أسعار النفط والمواد الخام وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، يدفع المنطقة إلى تغيير آلياتها لتحقيق مستويات مستقرة من النمو الاقتصادي، والابتكار والرقمنة هما اللاعبان الرئيسان في المستقبل بما قد يضاهي أهمية الإنفاق الحكومي، لأن الإنترنت محرك أساسي في النمو ومولد حقيقي للأفكار الجديدة والأعمال الإبداعية في مختلف أنحاء العالم، ما يجعل الإدماج الرقمي وسيلة فعّالة للتنمية والحدّ من الفقر. ورغم ذلك، يبدو أن عملية توسيع نطاق تغطية الإنترنت لتشمل الجميع تواجه المزيد من الصعوبات. حيث يوجد 4.1 مليار نسمة حول العالم ممن ليس لديهم إنترنت - وهم يشكلون نسبة 56% من إجمالي عدد السكان في العالم، بينهم، أكثر من 200 مليون شخص ليس لديه إنترنت في الشرق الأوسط. وفي الأعوام الأخيرة، شهد نمو الإنترنت تباطئاً ملحوظاً في الدول النامية، تاركاً وراءه مليارات البشر معزولين عن اقتصاديات الدول المتقدمة. وحسب دراسة «ربط العالم عبر الإنترنت: 10 آليات للإدماج العالمي»، فإن إيصال خدمة الإنترنت إلى جميع الناس حول العالم يتطلب إلغاء القيود الشديدة التي تعيق عمل الأسواق التي تخدم هذا القطاع. وقال بهجت الدرويش، باحث مشارك في الدراسة، في «استراتيجي &»، ذراع شبكة «بي دبليو سي» وشريك فيها، إن «اعتماد اقتصاديات القرن الـ21 على خدمة الإنترنت كركيزة أساسية، يعني أن إتاحة هذه الخدمة للجميع في العالم يشكل تحدِّياً أساسياً من تحديات التنمية في هذا العصر. وتستطيع الحلول المطروحة عالمياً وإقليمياً أيضاً أن تجعل منطقة الشرق الأوسط بكاملها موصولة على شبكة الإنترنت، وذلك بفضل الطبيعة التشابكية التي تتمتع بها الشبكة العنكبوتية». من جانبها، أشارت راوية عبد الصمد، مديرة «مركز الفكر»، المؤسسة الفكرية الرائدة التابعة لـ«استراتيجي &» في الشرق الأوسط، إلى أن الوصول إلى خدمة الإنترنت تحدِّ أساسي في عصرنا هذا. وسيبرز الإنجاز الثوري والحقيقي للإنترنت عندما تصبح الـ 56% المتبقية من سكان العالم موصولة بالكامل على شبكة الإنترنت». وحسب جاد المير، باحث مشارك في دراسة «استراتيجي &» ومدير مشاريع في الشركة فستتغير دوافع الشبك على الإنترنت لتأخذ منحى جديداً يرتبط بالإنتاجية، والمشروعات الصغيرة، والتعليم، وسيكون هنالك نمو في التجارة الإلكترونية التي تقوم أساساً على الأخذ من، والبيع إلى، أدنى شريحة دخل من المستهلكين». ومن أهم نتائج الدراسة التي ضمَّت 120 دولة خلال فترة 10 سنوات، هو أنه يمكن الدفع بعجلة نمو الإنترنت من خلال إيجاد حلول للتحديات الهيكلية التي تعانيها الأسواق الرئيسية الثلاثة المتيحة لخدمة الإنترنت. فسوق الاتصالات بحاجة إلى تحديث البنى التحتية للتكنولوجيا لديها عن طريق استبدال التقنيات القديمة من شبكات الجيل الثاني (2G) بتقنيات أحدث من الجيل الثالث (3G) أو الرابع ( 4G/‏LTE)، وذلك لتوسيع نطاق التغطية الخلوية وزيادة استطاعتها لكي تتماشى مع الكم المتزايد من البيانات، وكي يحصل المستخدمون على خدمة رفيعة المستوى، كذلك لابد من خفض أسعار التجزئة لخدمة الإنترنت بنحو 70% ??لجعلها في متناول 80% من السكان. أما سوق المحتوى فهو بحاجة إلى تبني آليات وأنظمة تُعنى بالمحتوى المحلي في الدول النامية، قادرة على خلق موضوعات وخدمات ذات أهمية تشجع الناس على استخدام الإنترنت. ولابد أيضاً وبصورة خاصة من توفير محتوى يتعلق بالفرص الاقتصادية للناس، ويساعد في تحسين مستويات دخولهم. وسوق التجزئة بحاجة أيضاً لاتباع أساليب جديدة في البيع الإرشادي، وأن تعمل على إتاحة خدمة الإنترنت بشكل مجاني أو بتكاليف منخفضة من خلال الاشتراكات المدعومة، وطرح عروض مبسَّطة للوصول إلى أدنى شريحة دخل من المستهلكين. هناك أيضاً آلية إضافية تحفز عملية تبني استخدام الإنترنت، وهي التقنيات المبتكرة التي تسهم في توفير الاتصال بالإنترنت لسكان المناطق النائية والفقيرة. ومن شأن عملية تنشيط هذه الأسواق الثلاث إزالة القيود القائمة في استخدام الإنترنت، وأن تدفع عجلة نموها في الدول النامية. ويقول أندرو بوكينغ، مدير منتجات لـ «Internet.org» في «فيسبوك» إنه «يلزمنا إيجاد أساليب جديدة في أسواق الاتصالات والمحتوى والتجزئة إذا كنَّا نريد أن نستفيد من إمكانيات الإنترنت في التنمية وتخفيف حدة الفقر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©