الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثلاثة شعراء يقرأون عن الحب والنفس والاغتراب

ثلاثة شعراء يقرأون عن الحب والنفس والاغتراب
21 مايو 2008 03:24
ضمن فعاليات ملتقى الشارقة السادس للشعر العربي، بدأت مساء أمس الأول بدار الندوة بمنطقة الشارقة القديمة أولى الأمسيات الشعرية للملتقى الذي يستمر حتى يوم غد الخميس، وشارك بها كل من كريم معتوق (الإمارات) وأحمد بخيت (مصر)، ويوسف رزوقة (تونس)، وقدم للأمسية الشاعر والإعلامي اليمني رعد أمان· وحضر الأمسية عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية وعدد من الفعاليات الثقافية ومتذوقي الشعر بالإضافة إلى ضيوف الملتقى من شعراء ونقاد· وأشار مقدم الأمسية الإعلامي رعد أمان إلى أن الشعراء هم الأقدر على التعبير عن مكنونات الوجدان وخبايا النفس وحقيقة المشاعر والعواطف الإنسانية واستشراف فضاءات جديدة لخلود الشعر وأبدية الكلمة· وقال أمان في استطراد شعري مواز لجو الأمسية: ''في هذا الحيز المكاني الذي تتنفس في أجوائه وزواياه أخيلة الماضي العريق، وترتسم على جدرانه صور المجد العتيد والتاريخ الأصيل·· هنا تحط بعد السفر الركاب، ومن هنا تنطلق الرحلة نحو السحاب، والشعر ــ لو تعلمون ــ رحلة·· النفس إلى النفس، منها يشع وفيها يغيب، فيضيئها ويضيء الحياة من حولها، ولا ينطفئ بانطفائها أبدا، بل يبقى خالدا خلود الأبدية''· وبعد أن قدم للشعراء الثلاثة وذكر سيرتهم الإبداعية، قرأ كريم معتوق قصائد تنوعت بين قديم نتاجاته وجديدها، ومن ديوانه الأخير أعصاب السكر قرأ قصيدة (عود على بدء) ومنها المقطع التالي: ها تعيدين سنيني بعد عشرين سنة، بفمي منها بقايا وبعيني حديث الأمكنة/ هل ترى عدنا، أم امتد حنيني/ فشظى من غبار الأزمنة/ وعلى كفي يخضر حديث/ لغة دارجة، شعر مقفى/ أغنيات معلنة/ ها هنا أنت تعيدين بعنف/ ما تناسيت من الأمس/ فقد مر زمان كل شيء ممكن فيه/ سوى عودته الأولى/ تراها ممكنة''· قرأ بعدها أحمد بخيت جانبا من قصائد تميزت بمناخاتها الصوفية ولغتها الشعرية العالية، ومن قصيدته (جبل قاف) المقطع التالي: كنت متصدعا/ وقلبي شجرة/ تضيء ولا تحترق/ والكتاب يسري بي / من نفس وحيدة/ إلى نفس واحدة/ أسأله به ويجيبني بي/ وأنا عريان مني/ مدثر فيه/ أرتله سائلا ويجودني مجيبا/ ولا شيء إلا منه/ ولا شيء إلا إليه· أما ثالث شعراء الأمسية يوسف رزوقة فقرأ مقاطع من قصيدته الطويلة (إلياذة ميكيافيللي) ومنها: ها أنذا هنا/ أجري وراء قصيدة/ هي نفسها تجري بغير هدى وراء سفينة تجري/ ولي أن أسأل الآن الفراشة: من أكون ؟ / هويتي / المعنى الذي سأكونه/ وهويتي/ المعني الذي سأخونه/ وهويتي/ أن لا هوية لي على الإطلاق/ في مستنقع الشيء المنمط/ هكذا هو/ هكذا هي/ هكذا فســـد الهواء· الجلسة النقدية من جانب آخر وفي إطار النقاشات النقدية المرافقة للملتقى تواصلت صباح أمس بدار الندوة الجلسة النقدية الثانية المتناولة لمحور عام هو : ''القصيدة العربية بين عمودية الشعر وشعرية النثر''، وشارك بها محمد الديباجي (المغرب)، وماهر هلال ( العراق)، ووليد قصاب (سوريا) وعبداللطيف عبدالحليم (مصر)، وأدار الجلسة الدكتور يوسف عايدابي (السودان)· وأشار الديباجي في ورقته إلى البوادر الأولى للتمرد على البحر الخليلي، والتي انطلقت شرارتها في الوطن العربي مطلع القرن الماضي، حيث شهدت تلك الفترة أحداثا كبيرة غيرت مجرى الحياة في المجتمعات العربية، وفرضت أساليب مستحدثة في العيش، وخلقت أنماطا جديدة، من التفكير ولاسيما لدى الطبقات الواعية والمثقفة، وقد انعكس كل ذلك ــ كما يقول الديباجي ــ على أدبنا العربي ونثره وشعره، فقام الكتاب ينادون بالتخلي عن السجع والمحسنات البديعية التي طالما كبلت النثر العربي وحبسته طوال قرون في دائرة مقوقعة، حالت بينه وبين مواكبة الآداب العالمية بعد أن كان له عرش الريادة عليها· ويضيف الديباجي: ''أما في الشعر فقد تعالت الأصوات تعلن تمردها على البحور الخليلية، والخروج عن طوقها، حتى تتمكن من التعبير عن ذاتها، وتصوير ظروف حياتها، ومشاركة الشعر العالمي في الأغراض التي يخوض فيها، ويتميز بها، وأسفرت هذه الحركة عما اصطلح بتسميته: (الشعر الحرّ)·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©