الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اللزمات العصبية».. اضطرابات حركية لأسباب نفسية

«اللزمات العصبية».. اضطرابات حركية لأسباب نفسية
27 مايو 2016 03:48
القاهرة (الاتحاد) يقف الآباء والأمهات موقف الحيرة والتساؤل أمام بعض الحركات أو اللزمات العصبية التي تصدر عن الأطفال في سن صغيرة، ولا تكون مفهومة أو مبررة. ويغيب عنهم أنها حركات عضلية تصدر عن عضلات الوجه أوالرقبة أو الأحبال الصوتية أوالحنجرة وتؤدي إلى حركات مفاجئة ومتكررة ونمطية، لكنها منتظمة. ومن الحركات الشائعة ومض العينين «ارتجاف العينين»، أو ما يسمى الرمش المتكرر، أو الالتفات المتكرر إلى اليمين أو اليسار بحدقة العين من دون حاجة ودون تحريك الرأس، أو الجز على العينين، أو الجَز على الفكين ومحاولة عصرهما، أو هز الرأس وتحريكها لليمين أو اليسار، أو عمل حركات بالفم، أو إصدار أصوات معينة تظهر في عدة صور مثل الصوت الذي يحدث عند محاولة تنظيف الحنجرة «النحنحة» أو صوت مثل الشخير أو مثل الكُحَة المتكررة. كما تأخذ هذه الحركات شكلاً آخر مثل خبط الرأس أو شد الشعر. التفسير العلمي تفسيراً لهذه التصرفات، تقول الدكتورة حنان عبد الحميد، استشارية الطب النفسي وعلم النفس السلوكي، إنها نوع من الاضطرابات السلوكية الحركية المركبة وهي نفسية المنشأ، وتبدو وكأنها عمل له هدف وليس حركة عفوية فيبدو الطفل أحيانا لمن يراه وكأنه يحاول التعديل من مظهره كأن يقوم بمسح الشعر أو خفض الرأس للنظر إلى المرآة أو التمايل يمنة ويسرة، أو يكرر شم الأشياء، أو شم الأصابع، أو القفز المتكرر، أومحاولة تقليد ما يراه، أو خبط الرأس أو التأرجح في حركات إيقاعية، مشيرة إلى أنه غالباً ما تترافق هذه الحالة مع مشاعر الغيرة عند وجود حمل جديد أو ولادة طفل آخر، ومع فترة التسنين أو الفطام، أو تعلم المشي، أو تدريبه على استخدام المرحاض، وكأن الطفل يحاول التعايش مع الألم البسيط، أو التخلص من القلق الذي يعتريه لسبب غير مفهوم، أو من التوتر الذي يتراكم خلال النوم. وتقول: هذه الحركات قد تستمر شهوراً أو سنة، إلا أن أغلب الأطفال يتخلصون منها عندما يبلغون الثالثة من العمر من دون تدخل، ويساعد على ذلك عدم استخدام أساليب السخرية أو التأنيب أوجذب الانتباه لما يقومون به، حيث إن الالتفات والتركيز يعقد المشكلة. سيما وأنها مجرد نوع من اضطرابات النمو الاعتيادية. رد فعل بالنسبة لومض أو ارتجاف العينين، توضح أن الطفل قد يفعل ذلك كرد فعل للقلق، أو حب الاستطلاع أحيانا، فهو يعرف العالم حوله وعيناه مفتوحتان، لكنه لا يعرف كيف يبدو وعيناه نصف مغمضة، كما يثير اهتمامه رؤية الأشياء وهي غير ثابتة ومهتزة الشكل والألوان التي يراها كألوان «قوس قزح»، وقد تكون النتائج بالنسبة له مثيرة فيكرر التجربة. وعن شد الشعر، تقول إنه أحد الأساليب المعروفة للتخلص من التوتر والقلق، كقضم الأظافر، أو العبث بالأنف، أو فرك الكفين. وهناك تفسير آخر يذهب إلى ارتباط شعور الطفل بالراحة والأمان عندما كانت أمه تمسح على رأسه خلال أوقات الرضاعة، بينما يبادلها الطفل المداعبة بالربت على خد الأم، أو العبث بشعرها في لحظات تفاعل ممتعة له. فيما أن الجَز على الأسنان، وفقها، شبيه من حيث الأسباب بشد الشعر، أو خبط الرأس أو رضاعة الإبهام. وهذه الحالة تقترن في معظم الحالات بمرحلة التسنين. لكن سرعان ما تختفي أيضاً. نصائح تؤكد أهمية التعامل الحذر من قبل الأمهات تحديدا لسرعة تخلص الطفل من اللزمات العصبية، مقدمة جملة من النصائح، أهمها التعامل الهادئ السلس مع الطفل والابتعاد تماماً عن التشنج والعصبية والتوتر، ولا سيما في أوقات تناول الطفل وجباته اليومية، أو خلال قضاء الحاجة، وتجنب الأسلوب العدائي أو العنيف معه، وكل ما يثير غيرته وحنقه من المولود القادم أو الجديد. وعدم الاكتراث كثيراً بما يفعل، وتجنب لفت انتباهه لما يقوم به من لزمات قدر الإمكان. وتتابع «على الأم أن تدرك جيداً أن ليس بمقدورها أن تجبر الطفل على الإقلاع عن هذه الحركات اللا إرادية، وأن تستبدل غضبها بمنح الطفل المزيد من الاهتمام والحب والود، وأن تحاول أن تمضي معه أطول وقت للعب والنشاط، وتظهر له كل ما يبعث الاطمئنان والأمن إلى نفسه»، لافتة إلى أنه وإن كانت هذه الحركات تغضبها، يجب ألا تهتم بها، ولا تشعر الطفل بأنها أمر ذو قيمة، إلى أن تخف تدريجيا، وينساها ويتخلى عنها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©