الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنان يصارع موجة كراهية أحداث القرارين

لبنان يصارع موجة كراهية أحداث القرارين
21 مايو 2008 02:32
تسبب انبعاث نوبة من الحرب الأهلية شهدها لبنان هذا الشهر في جروح سيكون من الصعب أن تلتئم حتى إذا دفع الوسطاء القطريون زعماء لبنان المتناحرين إلى الوصول إلى اتفاق لنزع فتيل الأزمة الراهنة· فقد اثار رد ''حزب الله'' العنيف على تحدٍ من جانب الحكومة لشبكة الاتصالات الخاصة به وبقبضته على مطار بيروت عداءً بين السنة والشيعة يهدد بصراع على غرار الدائر في العراق· وامتدت المعارك في بيروت التي كانت الغلبة فيها للجماعة المعارضة وحلفائها إلى مدينة طرابلس في الشمال وجبال الدروز إلى الشرق من بيروت، معيدة إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية بين عامي 1975 و·1990 وقالت نجوى فرحات وهي فنانة درزية تجمع أجزاءً من أعمالها من حطام شقتها في دير قوبل وهي قرية تطل على المطار ''هذا شغلي·· لوحة موزاييك وحيدة نجت''، وأضافت وهي تتأمل غرفة معيشتها التي غطاها السواد بعد أن كانت ملأى برسوماتها وكنوزها الشخصية ''هذا المبنى سيعاد تصليحه ولكن الذي خسرته لا يمكن تعويضه''· وتابعت ''حزب الله وعدنا بانه سيقاتل إسرائيل وليس الشعب اللبناني ولأنهم رجال دين نحن وثقنا بهم ولا أعرف ماذا حصل لهم''· وفي بيروت يشعر السنة بغضب شديد مما قام به ''حزب الله'' في مناطقهم· ولم يظهر مسلحون موالون للنائب سعد الحريري سوى ''مقاومة رمزية'' ودخل الجيش الشوارع بعد أن سيطر ''حزب الله'' على المنطقة· وقال أبو مصطفى (31 عاماً) الذي أشار إلى أنه قاتل مع أصدقائه ومناصرين لتيار المستقبل بالبنادق والرشاشات لحماية طريق الجديدة ''الجيش لم يحمنا نحن حمينا أنفسنا''· وقال أبو عمر (21 عاما) ''لم يكن لدينا السلاح الكافي لنواجه حزب الله لمدة طويلة''· وروى مقاتلو طريق الجديدة حكايات عن إفراط في ممارسات ''حزب الله'' للضرب والقتل وعرضوا تصويراً بكاميرات الهاتف المحمول لمشاهد بشعة· وتصف الأحياء السنية، الشيعة بأنهم ''خراج'' وأفراد ''حزب الله'' بأنهم ''إرهابيون'' يعملون لحساب إيران وسوريا ويقولون إنهم كانوا يتمنون أن تهزمهم إسرائيل· وقال أبو مصطفى ''مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل اليوم وليس غداً ولا نريد القتال·· ''· وتأمل أسرة فرحات أن يصبح لبنان ذات يوم بمنأى عن الصراعات في الشرق الأوسط· وقال شوقي فرحات (71 عاما) ''نشعر بأننا مهددون ونشعر أن ليس لنا شأن بفلسطين أو إيران أو سوريا·· من حقنا أن نعيش كشعب ذي سيادة وكرامة وهذا كل ما نريده·· هل هذا بكثير''· وقررت ناديا غندور ان تغادر لبنان غدا الى غير رجعة قائلة انه يسيطر عليها شعور بالاشمئزاز جراء الصراع على السلطة وعدم قدرة القادة السياسيين على التوصل الى اتفاق· وقالت ''لقد طفح الكيل وقررت ان أحزم حقائبي وأغادر''· وأضافت غندور التي والدها سني ووالدتها شيعية ''هذا البلد يعيش حروبا منذ اللحظة التي ولدت فيها وقد ضقت ذرعا بذلك··لو أراد القادة التوافق لفعلوا ذلك داخل أرضهم بدل الذهاب الى قطر''· وقال سليم فانوس انه فقد الامل بسلام دائم، وأضاف ''كل قادتنا كاذبون وخونة يعملون لتحقيق مصالحهم··انهم يمارسون علينا لعبة منذ أكثر من ثلاثين عاما وكلنا يعلم أن الأمر لا يعدو كونه لعبة سياسية''· وأضاف وهو يقف في جوار سيارة بيضاء نخرها رصاص الاشتباكات ''الناس اشمأزوا من اكاذيبهم ويبدو انهم يعتقدون أننا أغبياء··انهم يلعبون بنا كمن يخض زجاجة مياه غازية حتى تفور ثم يرميها''· وقال أنيس سليمان ابو حسن (87 عاما) الذي يقيم في الشويفات ''عشت حروبا عدة بدءا بالحرب العالمية الثانية، وآسف للقول ان هؤلاء القادة لا كرامة لهم ولا عقول ولو كان لدي وقود لأحرقتهم جميعا''· وعلقت جيهان الدرزية المتزوجة من شيعي بالقول ''كلنا مستاؤون مما نراه وما عدنا قادرين على التحمل·· أطفالنا الان باتوا ينتظـــــــرون نشرات الاخبار لمتابعة التطورات··ليت السياسيين يهجرون لبنان الى الابد''
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©