السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

رضيعة تنجو رغم وفاة والديها المهاجرين غرقا في قارب

26 مايو 2016 21:20
نجت رضيعة بأعجوبة من حادث انقلاب قارب أدى إلى مقتل والديها المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وأصبحت الرضيعة "فيفور"، التي استحوذت على قلب طبيب ايطالي، الوجه الجديد لمأساة المهاجرين الذين يتدفقون إلى ايطاليا في قوارب الموت.   ونقلت الرضيعة وحيدة إلى جزيرة لامبيدوزا الأقرب إلى شواطئ شمال افريقيا منها إلى ايطاليا، بعد أن غرق والدها ووالدتها الحامل خلال رحلة مأساوية تركت على أجساد العديد من الناجين آثار حروق خطيرة. انقلب القارب، الذي كان يحمل نحو 120 شخصا بينهم والدا "فيفور" ومعظمهم من مالي ونيجيريا، بعد أن تدافع المهاجرون إلى أحد جانبيه عندما شاهدوا قارب نجاة، وهو خطأ متكرر وقاتل أدى إلى كوارث أخرى مماثلة. ونقل الناجون، الذين انتشلوا من البحر، إلى مستشفى لامبيدوزا وإلى مركز لاستقبال المهاجرين، وكان من بينهم الصغيرة "فيفور" التي كانت ترتدي قبعة زرقاء. دأب بترو بارتولو الطبيب الوحيد في الجزيرة على العناية بمئات المهاجرين المصابين بنقص التغذية والجفاف والخوف، وفحص جثثا لا تعد ولا تحصى لمن غرقوا في مياه المتوسط منذ بدأت أزمة اللاجئين. إلا أن الصغيرة "فيفور" تركت في نفسه أثرا خاصا. وقال بارتولو "لقد طلبت أن أتبناها، وأريد أن أبقيها معي إلى الأبد". وأضاف، في مقابلات نشرتها مختلف وسائل الإعلام الايطالية اليوم الخميس، إنه إذا لم يتمكن من الحصول على حضانة الطفلة "فإن على أحد ما أن يتبناها ويمنحها حياة جديدة". ووصفها بأنها "طفلة رائعة. لقد عانقتني، ولم تذرف دمعة واحدة". شاهد بارتولو الصغيرة "فيفور" عند وصولها في قارب نجاة، وتلقفها من أيدي شابة كانت من بين 20 شخصا يعانون من جروح خطيرة اضطرتها إلى دخول المستشفى، وأخبرته بمقتل والدي الطفلة الصغيرة. وفي حال حصل الطبيب بارتولو (59 عاما) على حق حضانة الطفلة، فإنها لن تكون الأولى التي يتبناها. فقد تبنى فتى تونسيا كان يبلغ من العمر 17 عاما قبل خمس سنوات، بحسب ما أوردت صحيفة "لا ستامبا" اليومية. دفعت قصة الطفلة عشرات العائلات الايطالية إلى الاتصال بعيادة الطبيب في لامبيدوزا لطلب تبني الطفلة. وصرح لصحيفة "لا ريبوبليكا" واسعة الانتشار "إنهم يتصلون من جميع أنحاء ايطاليا، وهاتف العيادة لا يكف عن الرنين. إنهم يريدون أن يتبنوها، ويتوسلون إلي أن يتمكنوا من تربية هذه الطفلة". كما سحرت "فيفور" رئيسة بلدية الجزيرة غيسي نيكليني، التي جعلت موظفي مركز المهاجرين يعدونها بأن يبلغوها قبل نقل الطفلة إلى مأوى للصغار في صقلية حتى يتسنى لها وداعها. وقالت "إنها جميلة. وهي بحالة جيدة وهذا أمر لا يصدق نظرا لكل ما مرت به". قال الطبيب بارتولو إنه بينما كان يحتضن "فيفور" التي كانت تلعب بنظارته الحمراء التي كانت تتدلى من عنقه، ذكرته نجاتها رغم كل الصعوبات بالشفاء المعجزة لامرأة قبل سنوات وضعت في كيس للموتى في لامبيدوزا قبل أن يتم اكتشاف أنها حية، بحسب ما ذكر في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا". وأكد أن ضم هذه الصغيرة إلى صدره واللعب معها يبعث في نفسه الفرح ويخفف عنه كآبة عمله الذي يضطره إلى التعامل مع الموت بشكل شبه يومي. ويؤكد "عندما يقولون إنك تتعود على الوضع بعد فترة، أجيب إنني لم أتعود عليه مطلقا. وفي كل مرة، أفتح فيها كيس موتى، أشعر بالمرارة".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©