الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة الجاهلي.. هيبة الماضي تنساب في عيون الحاضر

قلعة الجاهلي.. هيبة الماضي تنساب في عيون الحاضر
7 مارس 2011 20:28
أمام قلعة الجاهلي وقفنا، تحيط بنا هيبة المكان النابعة من التفكير فيمن سكنوا من الكرام، كانت الأفكار تتزاحم وكأننا نساق على نوق الشوق الى مكان ضم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمة الله عليه، وعلى أجداده الذين شيدوا القلعة وسكنوا بها جيلاً بعد آخر حتى عهد زايد. غاية الظاهري الخبيرة والباحثة في التراث والآثار، تسير مسرعة وتدق على البوابة المغلقة، وقد اختارت يوما غير مزدحم بالسياح ورواد المكان، وعند البوابة توقفنا لتسرد لنا كيف كان هذا المكان حيا نابضا بمن فيه. دخولنا كان ذلك بذات الطريقة التي نذكرها جميعا، وهي من الباب الصغير الذي لا يترك متسعا لحدوث أية فوضى إن كان هناك أكثر من شخص، ولذلك يعد هذا النمط من الأبواب الصغيرة التي تكون جزءا من البوابة الكبيرة، خاصة بأهل الامارات خاصة وبعض دول الخليج بشكل عام، حيث لا يتسع لدخول اثنين بجانب بعضهما في ذات الوقت، ولا يمكن الدخول عن طريقه إلا في حال حني جذع الجسد. تعد قلعة الجاهلي من أكبر القلاع التي تم بناؤها من طوب طيني، وأجمل ما يقابل الداخل الى القلعة بيتا الشعر وقد حفرا أعلى البوابة: فتح الخير باب العلا حلّ. فيه السعد بالعياء المنيفة تهاني العّز قالت أرخوا دار جد شاد زايد بن خليفة شيد قلعة الجاهلي الشيخ زايد الأول ما بين العام 1891 و1898، وكانت الجاهلي في بداية الأمر مقرا صيفيا للأسرة الحاكمة، لأن العين مقصد كل قبائل أبوظبي في فصل الصيف بسبب مكانها الواقع بعيدا عن رطوبة البحر، وحين دخلنا من البوابة ذكرت غاية أن هذا الفناء الأول كان جزءا منه يستخدم في عهد زايد الأول أسطبلا للخيول وهو خارج إطار مكان الأسرة ولكنه في نفس السور. في الفناء أماكن لجلوس الرجال وبعض الملاحق، وبعد مسافة توجد بوابة أخرى تخفي خلفها مكان معيشة الأسرة الحاكمة، وهي تؤدي إلى المجالس الخاصة بالشيخات، وغرفهن ومكان التقاء الشيخات لتناول القهوة في الصباح، إلى جانب بئر لا تزال بها ماء حتى اليوم، ولكن لم يتم تنظيف البئر وبقيت كما كانت من الداخل والخارج. تتكون قلعة الجاهلي من مبنيين وقلعة مربعة وبرج دائري، ويعتقد أن البرج أقدم من القلعة المربعة، ومن أهم ماشاهدنا سلما بقي كما كان، وهو يقع بجانب غرف الشيخات، ويؤدي إلى الطابق العلوي حيث توجد غرفة واحدة فقط كانت للشيخ، ولم نعرف منها إن كان جد الشيخ زايد رحمة الله عليه أو جد والده. تخبرنا غاية أن كل شيخ من شيوخ آل نهيان، الذين تعاقبوا ضمن أجيال على القلعة، كان يستقبل الأهالي كثيرا إلا اذا كان هناك امر طارئ، وهو يخرج للقائهم بعد أن يتم تجهيز المكان بفراش للجلوس في الخارج إن كان الوقت صيفا، وإن كان الوقت باردا فإن المجلس يكون جاهزا للشيخ في أي وقت يناسبه. ذكرت غاية أن هناك كتيبات تشرح تفاصيل مكونات القلعة تتوفر في مكان يستقبل الزوار، ولكن هناك معلومات لا يعلمها إلا من عاش فترة ولو قصيرة في القلعة، ومنها لحظات الود والفرح والاجتماع بعد صلاة الفجر لتناول القهوة. بجانب الجاهلي واحة من الماء والنخيل كما كان المشهد قديما، إلا ما أضيف اليه من مظاهر النهضة التي زادت المكان روعة، والى اليوم يجاور قلعة الجاهلي المسجد الأثري الذي بني في الفترة نفسها تقريبا.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©