الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الباراسيكولوجي».. خوارق العقل

12 مارس 2014 22:36
عمد الباحث «الـباراسيكولوجي» محمد جاسم عيسى في كتابه المعنون «قدرات الدماغ البشري الفائقة» إلى استقاء المعلومات «الـباراسيكولوجية» والأفكار والتجارب العلمية، من مصادر متعددة، اطلع عليها بدقة، وكذلك من خلال تجارب شخصية له في هذا الجانب، ومن ثم أجرى عملية ربط وتفاعل بينها. وانتهى إلى خلاصات بعضها لم يكن جديداً على الساحة العلمية، بهذا الشأن، وبالإمكان عدّ ما يرد في بعض أفكاره وأطروحاته، من قبيل ما يثير الاستغراب والاختلافات، أو مجرد افتراضات، قد لا ترقى إلى المستوى النظري. ويمكن أن تكون حافزاً لإمعان النظر بشأن علم «الـباراسيكولوجي». سرّية ومسؤولية يفتتح القاص والروائي العراقي حميد المختار الكتاب، بكلمة، يذكر فيها أن محمد جاسم عيسى ترك كتابه مخطوطاً أمانةً لديه، قبل أن يرحل في البصرة، صباح الخامس والعشرين - شباط عام 2013، و«لعله قد أدى الأمانة لأستاذه وصديقه، محمد جاسم عيسى، من خلال نشر كتابه». ويذكر المختار في كلمته أنه عرف (محمد) ابن عمه في حداثة سنه، حين كان يزورهم في مدينة الثورة في الستينات، وكيف كان يقص عليهم قصصه الغرائبية عن الموتى وأشباحهم وحكاياتهم المخيفة، فكان أول مَنْ غرس في داخله حب القصص السحرية ذات المنحى الغرائبي الإدهاشي. أما الباراسيكولوجي محمد صالح حبيب، أمين سر رابطة الباراسيكولوجيين العراقيين، الذي قدّم للكتاب فيؤكد في مقدمته أن (محمد): «وبالنظر لثقافته الغنية العامة، وفي علوم الباراسيكولوجي بالذات، ومحاضراته المتعددة الأصيلة الجادة، المثيرة، وتوجهاته العلمية في هذا الشأن، والتي قدمها في (رابطة الباراسيكولوجيين العراقيين - بغداد)، انتخب رئيساً لـلرابطة، كما لـه باع طويل في مجال الاستشفاء «بالباراسيكولوجي»، وهو على درجة عالية من التواضع وكُره الشهرة، ولهذا نراه لا يعالج إلا برجاء من المعارف والأصدقاء ولم يقبل أجراً عن عمله الإنساني مطلقاً، وأنه كان يوثق كل حالة من هذه الحالات في سجل من القطع الكبير ويحتفظ به لنفسه، ولا يسمح بالإطلاع عليه، لأي كان، وقام بتوثيق بحوثه بسرية تامة، وأشار لمن عالجهم «باراسيكولوجياً» من الرجال والنساء، ومن مختلف الأعمار، بالرموز الأولى لأسمائهم من دون الكشف أو الإعلان عنها نهائياً، وحتى في أحاديثه الخاصة مع خلص معارفه. محمد رجل قانون ومشاور قانوني كبير، وهذا التخصص ساعده كثيراً على غربلة ما يطرح من أفكار وفرز كل ما هو مغشوش وخادع وكاذب، ويقع في منطقة الهرطقة والدجل والشعوذة، انطلاقاً من فكره المحايد المستقيم ومسؤوليته التربوية والأخلاقية ونزعته الإنسانية وثقافته العلمية، فجاءت بحوثه تحمل كل ما هو جديد وممتع وموثق. وكون (حبيب) أمين سر رابطة الباراسيكولوجيين العراقيين فقد حضر معه، جلسات عدة لأمراض ميؤوس منها، وكانت النتائج ناجحة ومدهشة، وهي موثقة (بالرموز) في الرابطة». ويضيف: «إن رابطة الباراسيكولوجيين العراقيين لا يعنيها مَنْ يصدق أو لا يصدق ما يجري فيها، من تجارب علمية موثقة، لأنهم ليسوا طلاب شهرة ابتداءً، ولولا مناسبة صدور هذا الكتاب لما تطرق لذلك»، (ص11-13). إنسان المستقبل الملاحظ أن الباحث الـ «الباراسيكولوجي» في مجال دراسته لـقدرات الدماغ الإنساني، يرسم صورة مستقبلية للبشرية، ويتنبأ بان الإنسان في المستقبل ليس بحاجة لوسائل الاتصالات والمواصلات وكذلك لا يحتاج المركبات الفضائية لاستكشاف الفضاء بل سيتمكن من أن يسبر أغوار الكون اللامتناهية بقدرات «باراسيكولوجية» ودون حاجة إلى بناء قواعد وإطلاق مركبات فضائية بعد أن يكتشف انه يحمل أعظم قاعدة إطلاق في داخله، وهذه القاعدة بإمكانها إطلاق موجات خاصة. وقد أطلق عليها في كتابه اسم «الموجات البايكترونية»، والتي، كما ذكر، بإمكانها الوصول إلى أي نقطة في الكون بزمن يقترب كثيراً من الصفر، ومن ثم تزويدنا بأدق المعلومات عن هذا الكون الذي نعيش فيه (ص82 ). قسم الكتاب على (23 مبحثا) نظرياً وعملياً ومنها: جهاز مركزي وثلاثة أنظمة، والإثارة والكف من قدرات الدماغ البشري، وقابلية المخ البشري، وتحفيز المراكز الحساسة في لحاء المخ، وإعادة توازن الأداء الوظيفي لمركز حسي معين، وأساليب معالجة الاضطرابات الوظيفية، والتحيز والقدرات الفائقة، والصراع الخفي، والحدس والاستشفاف، و الفكرة حالة حركية، ونقطة التحول والتفكير، ونظام الكلام والفكرة، وقوانين الكون والفكرة، والألم والخوف، و الإحساس والألم..الخ. وبعض المباحث اشتملت على أقسام فرعية عدة. ويعد علم «الباراسيكولوجي» من العلوم العصرية والحديثة وهو يسعى، حسب المختصين والعاملين في هذا الجانب، للكشف عن الإمكانات والطاقات الخارقة في الفكر البشري، ومحاولة صياغة التفسير العلمي المقبول لهذه القدرات التي لا تحد، والتي حيّرت الكثير من المفكرين والعلماء والباحثين. كما يحتوي الكتاب في مبحث: (حالات ودلالات...ص 135 -154) على تجارب موثقة أجراها (محمد) على بعض الذين استعانوا به، نساءً ورجالاً، وفي مختلف الأعمار، ومن كل أنحاء العراق، والعالم العربي، ومنهم مرضى (السرطان)، وكانت النتائج ناجحة وباهرة، بعد أن تحقق للحالات المُعالجة الشفاء التام من خلال العلاج باللمس والموجات الفكرية والحسية المشفرة. ما بعد المُدرَك يصل الباحث، في بحوثه، التي تضمنها كتابه، والذي تألف من (174) صفحة من القطع المتوسط، إلى أن تفاعل العقل الإنساني مع الوجود الكوني قائم على التوصل «لما هو غير مُدرك» من خلال «ما هو مُدرك». ويتطرق في أبحاثه إلى وجهات نظر وكشوفات، خاصة به، يؤكد فيها أن ثمة: «حالة تفاعلية بين الخبرات الحسية عند الإنسان ونظام الكلام، ينتج عنها ترجمة للأحاسيس، وتعدّ عنصراً فاعلاً في عملية التفكير عند الإنسان». لعل الأفكار والآراء والأطروحات الواردة في الكتاب، ستحظى باهتمام وفحص جاد، من قبل المعنيين في الشأن الباراسيكلولوجي، الذي يعد من العلوم العصرية الحديثة، وربما ستثير أطروحات (محمد) جدالاً علمياً متواصلاً، الآن أو مستقبلاً، بين مَنْ يؤيد، أو يضيف إلى ما ذهب إليه وطرحه بسعة ووضوح موثق في كتابه، أو مَنْ يعارضه ويسعى لتفنيده، لكن لا يمكن الاستهانة أو التشكيك بألمعية وجدية وإخلاص وتنوع ما طرحه ووثقه في كتابه. بقيت الإشارة إلى أن المؤلف محمد جاسم عيسى، كانت له، منذ منتصف الستينيات، نشاطات ثقافية وأدبية وفنية، في مدينة البصرة، ونشر شعره وبعض دراساته في الصحف والمجلات العراقية، وتربطه علاقة وطيدة مع بعض الأدباء والكتاب العرب والعراقيين، خاصة بعض الأدباء والكتاب والفنانين في البصرة. كما كتب عدداً من المسرحيات وأخرجها عندما كان طالباً في كلية الحقوق، جامعة البصرة. وكذلك كتب السيناريو السينمائي، وتعرف على المخرج السينمائي قاسم حول، وعمل معه في دمشق، في فيلم (اليد). كما أن له مراسلات خاصة مع جمعيات وشخصيات دولية متخصصة في علم الـباراسيكولوجي باللغتين الانجليزية والألمانية، حيث درس في ألمانيا لمدة سنتين للحصول على الدبلوم العالي في التعاون موفداً من قبل مديرية التعاون في نينوى - الموصل- التي عمل فيها باحثاً ومشاوراً قانونياً في الأعوام 72-75. وكذلك له مراسلات ولقاءات مع شخصيات مهتمة بهذا الشأن في العالم العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©