الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنّ التجسّس على الأبناء

فنّ التجسّس على الأبناء
21 مايو 2008 00:20
تربية الأطفال وإعدادهم سلوكياً يشغل كل الأسر ويأخذ حيّزاً من اهتماماتها، فالانفتاح الذي نعيشه أفرز واقعاً أليماً يُشكل في الحقيقة أزمة خطيرة على الأبناء، لدرجة أن كثرة خوف الأهل على أبنائهم دفع الكثير من الأسر إلى التجسس والمراقبة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة يقوم بها أبناؤهم، وذلك من باب الحرص عليهم· ولكن، في نظر الأبناء، يعتبر هذا التصرف نوعاً من التجسس· ففي رأي الشرع لا يجوز التجسس بأي شكل من الأشكال، حيث لا ينبغي للإنسان أن يقوم بذلك، بل يأخذ الناس على ظاهرهم، وتجسس الأمهات أو الأباء على أبنائهم في كل صغيرة وكبيرة كالتفتيش في ملابسهم أو الموبايل أو الكتب والمذكرات، لا يجوز شرعاً، إلا في حالات ظهرت فيها علامات وأسباب واضحة، مثل شرب الخمر أو الانحراف إلى عالم المخدرات، فهنا يجوز التجسس على الأبناء وإيقافهم عند حدهم· ومن الأفضل أيضاً، أثناء التجسس على الأبناء، أن يكون ذلك بطريقة حضارية، وليس المراقبة بطريقة تنفرهم من الأهل، حيث نرى الكثير من الأمهات والآباء، في لمح البصر، يتحولون إلى رجال تحريات، فنرى الأم تقوم بتفتيش مفاجئ، بوجود أبنائها في البيت، بشكل يشبه ما يحدث في الأفلام البوليسية، مما يتولد لدى الأبناء الكره والحقد، بدل الحب والأمان والصراحة· ولعلاج هذا التصرف، لابد للأهل منذ البداية، من أن يمنحوا الأبناء الحب والحنان اللازمين للاستقرار النفسي والعاطفي، وأن يحيطوهم بأجواء التعاون والاطمئنان، ويتيحوا لهم الفرصة للإفصاح عما يعانونه من مشكلات، فإذا أعطي الابن هذا الحب فإنه سيبادر إلى الحديث مع الأسرة بكل صراحة ووضوح دون خوف، ومن الأفضل أيضاً أن تكون المراقبة عن بُعد، وإذا حدث شيء يمكن البحث عنه بطريقة خفية· حليمة عبدالله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©